أوصت الندوة النقاشية لنادي أدب قصر ثقافة أسيوط بضرورة إنتاج سلسلة من الأعمال السينمائية والوثائقية للغوص في ملحمة نصر أكتوبر واستكشاف تفاصيل الملحمة وتغطية البطولات المجهولة للنصر، وأيضًا أن تتضمن أعماق وأبعاد الحرب، وتشمل التوعية الثقافية والتاريخية والوطنية والعسكرية والسياسية للصراع العربي الإسرائيلي.
أقيمت الندوة تحت رعاية ضياء مكاوي وكيل وزارة الثقافة وبحضور الدكتورة الفنانة صفاء كامل مدير قصر ثقافة أسيوط ومحمد شافع مدير الخدمات الثقافية وتضمنت عرضا لفيلم وثائقي عن حرب أكتوبر، وندوة نقاشية أدارها الدكتور سعيد أبو ضيف رئيس نادي أدب أسيوط وعضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة أسيوط، وحاضر فيها كل من الدكتورة إيمان الجنيدي عضو هيئة تدريس كلية الفنون بجامعة أسيوط، والدكتور أحمد مصطفى علي حسين عضو اتحاد كتاب مصر، والكاتب أحمد راشد البطل رئيس نادي القصة بأسيوط.
وأكد المحاضرون على أهمية شرح حقيقة العدو الصهيوني وأفعاله الإجرامية الحقيرة للأجيال الجديدة، وأيضا أبعاد الحروب والمؤامرات والمطامع التي تعرضت لها مصر، وفي الوقت ذاته حقيقة الانتصار التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة، والذي انتصرت خلالها مصر على كل من إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، إذ الأخيرة ساندت إسرائيل بالسلاح والأموال والخبرات للإحالة دون الحقوق المشروعة للشعب المصري في استعادة أرضه، ولكن في النهاية تحقق النصر للعدل والحق المصري.
وطالب المحاضرون بذلك و-خصوصا- وأن الأجيال الجديدة لا تعلم شيئا عن جمال الوحدة والتلاحم وقوة النسيج الاجتماعي التي صنعت الانتماء والنصر، ولا تعلم شيئا عن البطولات الرائعة للمعارك المتعددة التي كشفت عن قدرة وإرادة المقاتل المصري وعبقرية المهندس والطيار والفني المصري.
وأشار المحاضرون إلى أن هناك بطولات ومعارك كثيرة يستحق كلها منها أن يتم تناوله عبر فيلم سينمائي كما ضرورة أن تذهب الأفلام الوثائقية لتناول أعمق لأبعاد التضليل والأكاذيب الإسرائيلية والجرائم الحقيرة التي طالما هي نهج إسرائيل التي دأبت على قتل الأطفال والأبرياء، وطالما سعت إلى سرقة وسلب ونهب الثروات والأراضي في السلم والحرب، ولطالما كانت تعمدا للخديعة والانتهازية عبر العصور.
تضمنت الندوة عرضًا حول تاريخ الأفلام السينمائية والوثائقية وأوجه القصور الفنية وفي المحتوى كذلك كيفما تجاهل توضيح عمق المعارك العسكرية ودلالاتها التي يمكنها بناء الانتماء والثقة في الذات، بينما تناول الدكتور أحمد مصطفى علي تاريخ العدو في الحروب النفسية والأكاذيب والتضليل ومن ثم أهمية بناء الوعي بطريقة وأساليب العدو وتدريسها للطلاب وذلك لتحصينهم ضدها، لأنها مستمرة بطبيعة الحال، فهي جزء من استراتيجيته في البقاء، خصوصا وأن العصابات الصهيونية ومنذ احتلالها أرض فلسطين وهى تعلم أن لا أرض بديلة لها، فاخترعت كلمة دولة على غير أساس إلا مساندة قوى الاحتلال القديم ومصالح السياسة القذرة.
خلال الندوة تناول الكاتب أحمد راشد البطل تجربته مع المخرج والمصور السينمائي محمد حامد سلامة عضو نقابة المهن السينمائية، حيث قاما بالإخراج المشترك لفيلم "مذكرات مقاتل" منوها أن نفقات الكاميرات والانتقال والمونتاج تحملها المركز الثقافي لجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين في إطار دعمه للتوعية الثقافية، بينما تطوع هو والمخرج محمد حامد بالعمل في الفيلم، موجها الشكر للباحث حمدي سعيد والذى كان مديرا للمركز الثقافي خلال مدة الإنتاج، هذا وتضمن الفيلم شهادات لضباط وجنود من أبناء محافظة أسيوط، واحتل جزء كبير من الفيلم حكايات المقاتل محمد حنفي درويش والذي انتهى الفيلم بكلمته "لقد اكتشفنا خلال المعارك أن الجندي الإسرائيلي أطرى من قطعة الجبن".