يُعد المشير محمد عبد الحكيم عامر واحدًا من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تشكيل التاريخ العسكري والسياسي المصري في فترة ما بعد ثورة 1952.
وُلِد المشير عبد الحكيم عامر في 11 ديسمبر 1919 في قرية أسطال بمحافظة المنيا، لعائلة ثرية إذ كان والده عمدة القرية، تخرج من الكلية الحربية في 1939 وشارك في حرب 1948، حيث حصل على نوط الشجاعة وتم ترقيته استثنائيًا مع زميله صلاح سالم، ليبدأ مشواره العسكري والسياسي الذي وضعه في دائرة القرار المصري لأكثر من عقد.
الدور القيادي في ثورة يوليو 1952
عبدالحكيم عامر كان من الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة يوليو 1952 بجانب صديقه المقرب، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، سرعان ما تم ترقيته بعد الثورة، حيث رُفّع إلى رتبة لواء وهو لم يتجاوز الرابعة والثلاثين من عمره، متجاوزًا ثلاث رتب عسكرية دفعة واحدة، وبعدها، تم تعيينه قائدًا عامًا للقوات المسلحة ووزيرًا للحربية في 1954، حيث قاد الجيش المصري في العديد من المحطات العسكرية البارزة، مثل حرب العدوان الثلاثي عام 1956.
منصب القائد الأعلى ودور المشير عبد الحكيم عامر في حرب 1967
حصل على رتبة مشير في عام 1958، وتم تعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية ورئيسًا للجنة العليا للسد العالي، ليعزز نفوذه في المؤسسة العسكرية والسياسية، ومع ذلك، شكّل إخفاقه في إدارة حرب 1967 نقطة تحول كبيرة في مسيرته، فالهزيمة التي مُنيت بها مصر خلال هذه الحرب تركت أثارًا نفسية عميقة على المشير، وأدت إلى تراجع مكانته السياسية والعسكرية.
الوفاة المأساوية والتحقيقات اللاحقة
توفي المشير عبدالحكيم عامر في 13 سبتمبر 1967 تحت ظروف غامضة أثناء احتجازه في استراحة تابعة للمخابرات المصرية، الرواية الرسمية تشير إلى انتحاره بعد تأثره بهزيمة حرب 1967، لكن عائلته وكثيرين يشككون في هذا الادعاء، مؤكدين أنه تم تسميمه، وعلى الرغم من المطالبات المتكررة بإعادة التحقيق في وفاته، بما في ذلك طلب رسمي من عائلته في 2012، إلا أن النتائج النهائية لم تُعلن بوضوح.
الآراء المتضاربة حول شخصية
الآراء حول عبد الحكيم عامر متباينة، الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل انتقد قدراته القيادية، قائلاً: إنه لم يكن مؤهلاً لقيادة الجيش، وإن معلوماته العسكرية توقفت عند رتبة "رائد"، بينما وزير الإعلام في عهد عبد الناصر، محمد فايق، أكد أن الروايات المتعلقة بمقتل عامر "لا أساس لها من الصحة"، وأنه حاول الانتحار أكثر من مرة.
الأوسمة والجوائز
رغم الجدل حول دوره القيادي، فقد حصل المشير عبد الحكيم عامر على العديد من الأوسمة، بما في ذلك وسام بطل الاتحاد السوفيتي عام 1964، ووسام المدافع عن المملكة من ماليزيا عام 1965، مما يعكس التقدير الدولي لدوره في تلك الفترة.
وفي النهاية، يبقى عبد الحكيم عامر شخصية محورية في تاريخ مصر الحديث، يتنازعه التقدير لدوره في الثورة والحرب من جهة، والنقد بسبب فشله في إدارة الجيش خلال حرب 1967 من جهة أخرى.