رئيس COP28 يكشف عن 3 توجهات تشكل مستقبل العالم

الثلاثاء 04 يونية 2024 | 05:13 مساءً
سلطان الجابر رئيس cop28
سلطان الجابر رئيس cop28
كتب : وكالات

قال الدكتور سلطان أحمد الجابر رئيس COP28، إن أهم ما خرج به المؤتمر الذي عقد في ديسمبر الماضي، هو "اتفاق الإمارات" التاريخي، والذي يعد إنجازا تاريخيا في العمل المناخي في سبيل خفض درجة حرارة الأرض ، منذ اتفاق باريس.

وأوضح رئيس COP28 أن المؤتمر نجح في إثبات فائدة العمل متعدد الأطراف وقدرته على تحقيق الأهداف العالمية، وتوحيد جهود العالم لوضع مسار عملي للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، على الرغم من التوترات الجيوسياسية في العالم.

وحدد الدكتور سلطان أحمد الجابر رئيس COP28، توجهات تشكل مستقبل العالم، مشيرا إلى أنها تشمل 3 توجهات أساسية وهي تطور الذكاء الاصطناعي، والانتقال المسؤول والمنظم في قطاع الطاقة، ونهوض الأسواق الناشئة ودول الجنوب في العالم.

وأوضح الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات إن الدولة تسعى إلى الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وذلك خلال كلمته في افتتاح فعاليات "أسبوع باكو للطاقة" الذي يقام في الفترة من 4 إلى 6 يونيو.

ودعا رئيس COP28  إلى تضافر جهود كافة الجهات المعنية لتحويل "اتفاق الإمارات" التاريخي الذي خرج من رحم المؤتمر إلى واقع ملموس، من خلال اتخاذ إجراءات عملية تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام ومنخفض الانبعاثات للجميع، مشيرا إلى حرص دولة الإمارات ورئاسة COP28 على مواصلة دعم وتعزيز العمل المشترك مع رئاسة COP29 التي تتولاها جمهورية أذربيجان الصديقة، كما دعا كافّة الدول إلى المساهمة في إنجاح COP29 بناءً على مخرجات COP28 التي تم التوصّل إليها في دبي أواخر العام الماضي.

وبالتزامن مع ذلك ، أعلنت دولتي الإمارات وأذربيجان، اليوم، بدء العمل في تنفيذ محطتي "بيلاسوفار" و"نيفتشالا" للطاقة الشمسية الكهروضوئية ومشروع "أبشيرون كاراداج" لطاقة الرياح، بقدرة إجمالية تفوق 1 جيجاواط من الطاقة النظيفة لتلبية احتياجات أذربيجان المتزايدة من الطاقة النظيفة، في إطار التوجه نحو خفض الانبعاثات، ويتم تطوير المشروعات الثلاثة بالشراكة بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وشركة "سوكار" الأذربيجانية، وتم الإعلان عنها خلال التحضير لانطلاق COP28 العام الماضي.

وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر أن هذه المشروعات تشكِّل امتداداً للشراكة التاريخية بين دولة الإمارات وأذربيجان لتعزيز النمو الأخضر ودعم التنمية المستدامة عالمياً، وأشار إلى أن تلك الشراكات تساهم في تنفيذ "اتفاق الإمارات" التاريخي بصورة فعّالة في جميع أنحاء العالم.

وكشف الجابر في تصريحات له ، أن "ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف"، التي تم الاتفاق عليها بموجب "اتفاق الإمارات" التاريخي، والتي تشكّل أول تعاون ثلاثي رسمي بين رئاسة COP28 التي تتولاها دولة الإمارات، ورئاسة COP29 التي تتولاها أذربيجان، ورئاسة COP30 التي تتولاها البرازيل، ستساهم في تعزيز العمل المناخي المشترك ورفع سقف الطموح في الجولة المقبلة من المساهمات المحددة وطنياً، بما يتماشى مع متطلبات "اتفاق الإمارات" التاريخي، داعيا إلى تعزيز التعاون بين الدول لتنفيذ الأهداف المناخية العالمية، مؤكداً أن قطاع النفط والغاز يقوم بدور ريادي لمواجهة تداعيات تغير المناخ.

وأشاد بمبادرة "سوكار" للانضمام إلى "ميثاق COP28 لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز" الذي تم الإعلان عنه خلال COP28،مضيفا : "حتى الآن تعهدت شركات تمثل أكثر من 40% من إنتاج النفط العالمي بإزالة انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 أو قبله"، ودعا معاليه جميع الشركات إلى الانضمام، مؤكداً أن لديها الإمكانيات والموارد والتكنولوجيا اللازمة لتحقيق أثر إيجابي في وقت قصير.

كما دعا رئيس COP28، إلى تعزيز التعاون بين قطاعَي الطاقة والتكنولوجيا نحو النمو الاقتصادي منخفض الانبعاثات في كل مكان، مشيراً إلى أن نمو استخدامات الذكاء الاصطناعي يزيد من الطلب على الطاقة كما يمكن الاستفادة منه لرفع كفاءتها والحد من الانبعاثات، موضحا في كلمته أن الانتقال في قطاع الطاقة يجب أن يكون منظماً وعملياً ومسؤولاً ومنطقياً، كما إنه سيتحقق بسرعات مختلفة بحسب تباين الأماكن والظروف، وسيتطلب حلولاً خاصة مصممة وفق احتياجات كل قطاع. وأكد معاليه ضرورة توفير مزيج من الطاقة المتجددة المدعومة بالغاز الطبيعي لتعزيز نمو مراكز البيانات التي تدعم التوسع في انتشار واستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأوضح الجابر أن مؤتمر المناخ COP29 الذي سيعقد في باكو خلال نوفمبر القادم، سيركّز على التمويل المناخي الذي يعد عامل تمكين أساسياً لتنفيذ بنود "اتفاق الإمارات" التاريخي، مؤكداً أهمية دور مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف في جهود تعزيز البيئة الاستثمارية في الأسواق الناشئة والنامية، وضرورة مشاركة القطاع الخاص في توفير تريليونات الدولارات اللازمة لهذه العملية، مشيدا بوفاء الدول بتعهد توفير 100 مليار دولار من التمويل المناخي، قائلا: "هذه الحلول تشمل إطلاق دولة الإمارات صندوق "ألتيرا" برأس مال 30 مليار دولار خلال COP28 لتحفيز الاستثمارات المناخية على نطاق واسع، وتوفيرها للدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ".

وأوضح أن صندوق "ألتيرَّا" يهدف إلى جمع وتحفيز ما يصل إلى 250 مليار دولار إضافية على مدى السنوات الست المقبلة، لدعم الأسواق الناشئة ودول الجنوب العالمي، مؤكِّداً ضرورة اتباع هذا النموذج لتوفير التمويل على نطاق واسع.

وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر للحضور في ختام كلمته بالمؤتمر: “لقد اتحدنا وعملنا وأنجزنا خلال COP28، وفيما نستعد لمؤتمر COP29، يجب علينا مضاعفة جهود التنفيذ وضمان استمراريتها للوصول إلى نتائج ملموسة، نحو خفض الانبعاثات التي تؤثر على البشرية لضمان مستقبل فضل لكوكب الأرض”.