تعد جومانا مراد من الفنانات المتميزات اللواتي قدمن أدوارًا متنوعة وصعبة على مدار سنوات من العمل الفني، فهي لا تحب الوقوف في مكان واحد، بل تسعى دائمًا للتجديد والاختلاف، مما جعلها تحقق مكانة مميزة بين أبناء جيلها
وتعرف جومانا باحترامها لعقل جمهورها، حيث تقدم أعمالًا هادفة تلامس مشاعرهم وتثير تفكيرهم، كما أنها تجيد فن اختيار أدوارها بدقة، مما جعلها تترك بصمة مميزة في أذهان الجميع
ومؤخرًا، لفتت جومانا الأنظار بأدائها المُتقن في مسلسل "عتبات البهجة"، حيث جسدت دورًا مركبًا ومتعدد الجوانب، الأمر الذي دفع "بلدنا اليوم" لإجراء حوار معها، فإلى نص الحوار...
ما هو انطباعك على ردود الفعل التي تلقيتها على مسلسل "نعناعة"؟
شعرت بسعادة غامرة وأعجبت بردود الفعل الإيجابية على مسلسل "عتبات البهجة"، عادة ما أعاني من توتر شديد أثناء التصوير وقبل عرض أي عمل فني، وكأنني أقف أمام الكاميرا لأول مرة، كنت أنتظر تعليقات الجمهور بشغف كبير، والحمد لله شعرت بالارتياح والاطمئنان بعد تلقي ردود الفعل الإيجابية على المسلسل.
كيف تميزتِ في تجسيد شخصية "نعناعة" في مسلسل "عتبات البهجة" عن شخصياتك الشعبية السابقة؟
أجسد في مسلسل "عتبات البهجة" شخصية "نعناعة"، وهي فتاة شعبية تعمل في "كشك"، على الرغم من أنني جسدت شخصيات شعبية سابقة، إلا أن "نعناعة" شخصية جديدة على تمامًا، أسعى دائمًا لتجربة شخصيات متنوعة، خاصة بعد تجسيد دور "مراسي" في مسلسل "بابا المجال" العام الماضي، حرصت على التميز وتقديم شخصية مختلفة.
كيف كان تعاونكِ مع الفنان الكبير يحيى الفخراني في مسلسل "عتبات البهجة"؟
يحيى الفخراني ملك السعادة، من ناحية شخصية وفنية، أكن له مشاعر حب كبيرة، ناهيك عن أن العمل معه يعد متعة بحد ذاتها، فهو يجسد مدرسة المصداقية في الأداء والتعبير، كما يتميز بأسلوب تمثيل سهل وعفوي وصادق، لا مجال للنقاش حول كونه أستاذًا كبيرًا، ولقد كنت محظوظة بالعمل معه، واستمتعت كثيرًا بالعمل والتصوير إلى جانبه، فهو قامة شامخة في عالم الفن.
يتناول المسلسل العديد من القضايا التي تهم الرأي العام.. هل تعتقدين أن مناقشة هذه القضايا في الدراما أمر إيجابي؟
أرى أن مناقشة مثل هذه القضايا في الدراما أمر ضروري للغاية، فدور الدراما الأساسي هو تسليط الضوء على مشكلات المجتمع وجعلها محط نقاش واهتمام، ونظرًا لتعقيد بعض القضايا، قد تتطلب حلقات أكثر من 90 حلقة لعرضها بشكل كامل، لكن ذلك لا يمنع من محاولة تسليط الضوء عليها وطرح وجهات نظر مختلفة حولها، سعياً لتوعية الناس أو مساعدتهم على فهمها بشكل أفضل.
مسلسل "عتبات البهجة" ينتمي إلى فئة المسلسلات المكونة من 15 حلقة فقط، ما رأيك في هذه التجربة؟
أرى أن فكرة المسلسلات المكونة من 15 حلقة مريحة للممثلين والجمهور، فهي توفر للممثلين فرصة التركيز على أدوارهم بشكل أفضل، دون الحاجة إلى تمديد القصة بشكل مصطنع، كما أنها تمنح المشاهدين تجربة مشاهدة أكثر تكثيفًا وتركيزًا، دون الشعور بالملل أو التكرار.
وبالنسبة لي كممثلة، أفضل المسلسلات القصيرة بشكل عام، فأنا أميل إلى أسلوب السينما أكثر، حيث يتم تقديم القصة بشكل مختصر ومكثف، كما أنني أجد صعوبة في التركيز على دور واحد لفترة طويلة، خاصة في المسلسلات الطويلة التي تصل إلى 30 حلقة أو أكثر.
قلتِ إنك تميلين إلى السينما أكثر من الدراما.. فهل من الممكن أن تضحي جومانا بعمل درامي من أجل السينما أو العكس؟
بالتأكيد، أفضل السينما دون تردد، فالسينما هي شغفي الحقيقي.
كيف تتعاملين مع النقد؟
أُولي اهتمامًا كبيرًا للنقد البناء، فهو يساعدني على تطوير مهاراتي وتحسين أدائي، وأرى أن أغلب النقد الذي أُوجه له هو نقد بناء، يهدف إلى تحسين عملي وليس مجرد هدمه.
حتى في حال تعرضي للنقد بأسلوب غير لائق، أحاول التركيز على محتوى النقد نفسه، دون الالتفات إلى طريقة طرحه
ما هي علاقتك بوسائل التواصل الاجتماعي؟
لا أعد من مدمني وسائل التواصل الاجتماعي، لكنني لا أهملها أيضًا، فأنا أحب استخدام "إنستجرام" بشكل خاص، خاصة أنه منصة التواصل الأكثر شعبية في مصر، أنشر محتوى من حين لآخر وأتابع حسابات أخرى، لكن دون إفراط.
أحرص على إدارة حساباتي الشخصية على "إنستجرام" و"إكس" (المعروف سابقًا بـ "تويتر") بنفسي، كما أرد على تعليقات المتابعين، أما حسابي على "فيسبوك" فيديره شخص آخر.
يُقال إن وسائل التواصل الاجتماعي قد أصبحت أهم من الصحافة والإعلام، وأن الفنان يمكنه إيصال رسالته بشكل مباشر عبر هذه المنصات.. ما رأيك في ذلك؟
أعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي أداة فعالة لتوصيل أي رسالة في أي وقت ومن أي مكان، لكن الصحافة والإعلام لا زال لهما دور هام في حياة الفنان، حيث يساعدان على تسليط الضوء على أعماله وجذب انتباه الجمهور.
لا أعتقد أن الفنان يمكنه الاستغناء عن الصحافة والإعلام، خاصة أنه لا يمكنه الترويج لنفسه بشكل مباشر دون مساعدة من هذه المؤسسات، فالصحافة والإعلام هما من يقدمان الفنان للجمهور ويساعدان على جعله مشهورًا.
هل تشعرين بالقلق عندما تبدأين العمل في مسلسل جديد وتنتظرين رد فعل الجمهور؟
بالتأكيد، أشعر بقلق كبير في هذه الحالة، فأنا أحب عملي كثيرًا وأسعى دائمًا لتقديم أفضل ما لدي، لذلك، أشعر ببعض التوتر عندما أنتظر رد فعل الجمهور على أعمالي الجديدة.
أعتقد أن تصويري أثناء مشاهدة حلقات مسلسلاتي الجديدة سيكون أمرًا كوميديًا للغاية، نظرًا لتوتري الشديد وتعبيرات وجهي الغريبة. كما أنني أتحدث مع نفسي وأنتقد أدائي بشدة، خاصة أنني أكون قاسية على نفسي جدًا ولا أرى سوى عيوبي.
كيف توازنين بين متطلبات مهنة التمثيل الصعبة ومسؤولياتك العائلية؟
لا شك أن مهنة التمثيل صعبة، فهي تتطلب من الفنان بذل الكثير من الجهد والتضحية بالكثير من الأمور في حياته الشخصية، ففي بعض الأحيان، قد يضطر الفنان إلى العمل لساعات طويلة دون توقف، مما قد يؤثر على علاقاته مع عائلته وأصدقائه.
أحاول دائمًا أن أكون موجودة لأطفالي، فأنا أم قوية وحنونة، وأشعر أن تربيتهم هي مسؤولية كبيرة لا يمكنني الاستهانة بها، التربية لا تقتصر فقط على توفير الطعام والشراب، بل هي مسؤولية تربية جيل صالح وغرس القيم والمبادئ الإيجابية فيهم.
أدرك أن طبيعة عملي تصعب من مهمة تربية أطفالي، لكنني أحاول بقدر الإمكان أن أكون على تواصل دائم معهم وأن أقضي وقتًا كافيًا معهم، خاصة خلال فترات الإجازة.
ما رأيك في صعوبة إرضاء الجمهور؟
أعتقد أن إرضاء الناس بشكل عام أمر صعب، خاصة في ظل تنوع الأذواق واختلاف الآراء، لكن بالنسبة للجمهور، أرى أنه ذكي جدًا ويميل إلى تقييم الأعمال الفنية بموضوعية، يجب على الممثل أن يكون مجتهدًا ومخلصًا في عمله، وأن يقدم أفضل ما لديه.
كما يجب أن يكون صادقا في مشاعره وأحاسيسه، لأن هذا الصدق هو ما يُوصل رسالته للجمهور بشكل فعال، إذا شعر الجمهور بصدق الممثل وتفاعله مع الشخصية التي يجسدها، فسيصبح أكثر تقبلًا للعمل الفني، حتى لو لم يكن متقنًا بشكل كامل.
ما هي الشخصية التي تحلمين بتجسيدها على الشاشة؟
أحلم بتجسيد شخصية شجرة الدر في عمل تاريخي ضخم. فهي شخصية قوية وملهمة، ولها تأثير كبير على التاريخ الإسلامي.
وبشكل عام، أفضل تقديم الأدوار المختلفة التي لا تشبهني، والتي تتيح لي إظهار قدراتي التمثيلية بشكل أفضل.
ما هي خططك الفنية الفترة المقبلة؟
أحضر حاليًا لفيلم سينمائي ومسلسل جديدين سأبدأ تصويرهما الفترة القليلة القادمة.