منذ ظهورها وحتى الآن، تثير جماعة الحشاشين الغامضة فضول الكثيرين، وتبقى قصتها وأفعالها محط اهتمام العديد من الباحثين والمؤلفين. فماذا تعرف عن هذه الجماعة الدموية؟ وما سبب تسميتهم بهذا الاسم؟ ولماذا كانت تعتبر واحدة من أخطر الجماعات في التاريخ؟
لتتعرف على إجابات هذه الأسئلة، تحكي بلدنا اليوم لكم في رحلة إلى الماضي البعيد على تاريخ جماعة الحشاشين وأسسها وأفعالها.
تاريخ ونشأة جماعة الحشاشين
يعود تاريخ جماعة الحشاشين إلى القرن الحادي عشر، حيث تأسست على يد حسن الصباح في الأراضي الإسماعيلية في العراق وإيران. وكان حسن الصباح يدين بالولاء للإمام الإسماعيلي الثامن والثمانين، المعروف باسم الحسين بن صباح الدين، والذي كان يعتبر نفسه إماماً ومنتجباً من الله.
وبحسب الدراسات التاريخية، كان الحسين بن صباح الدين يريد استعادة ما كانت تملكه عائلته من قلاع ومدن في إيران والعراق، وأعطى حسن الصباح مهمة إعادة هذه المناطق إلى عائلته. ولتحقيق هذا الهدف، بدأ الصباح في تجنيد الرجال الشجعان والمغامرين، وتشكيل جيش خاص يساعده في تحقيق أهدافه.
لكن الصباح لم يكتف بذلك، بل بدأ في تأسيس جماعة سرية تتبعه وتدين له بالولاء الشديد، ويتم تدريب أفرادها على القتل والتجسس والاغتيال.
ما سبب تسمية الحشاشين بهذا الاسم؟
تختلف النظريات حول سبب تسمية جماعة الحشاشين، ولكن نظرية مرجحة تشير إلى أن الحساسين كانت تعني في البداية "الحساسين" ونسبة إلى حسن الصباح، ولكن تم تغييرها إلى "الحشاشين" لأسباب لغوية، حيث تعني الكلمة العبرية "القتلة بخسة".
وتشير نظرية أخرى إلى أن الحشاشين كانوا يستخدمون نبات الحشيش لتدخينه خلال تنفيذ مهامهم الخطيرة، ومن هنا جاءت تسميتهم بهذا الاسم.
الحشاشين.. جماعة دموية تعرفت على الرعب والإرهاب
تصف الكثير من المصادر جماعة الحشاشين بأنها واحدة من أخطر الجماعات الإرهابية في التاريخ، وهذا بسبب أساليبها الدموية وتنفيذها لعمليات الاغتيال والتجسس.
وكانت الجماعة تعتمد على الغطاء والتمويه لتنفيذ مهامها، وكثيراً ما تضع الحشاشين عضواً منتمياً للديانة المسيحية على رأسها، لإقناع الأهداف المراد تصفيتها بأنهم آمنون ولا يشكون فيهم.
ومن أبرز العمليات التي نفذتها جماعة الحشاشين، الاغتيالات المتتالية لحكام وأمراء وشخصيات سياسية بارزة، ومن بينهم رئيس الديوان الملكي للدولة الأيوبية، نواهض الدين الداودي، والوزير الأول للدولة الأيوبية، والسلطان الأيوبي الثالث، الملك الصلاح الأيوبي.
في الختام، تظل جماعة الحشاشين الغامضة محط اهتمام الكثيرين، وتبقى قصتها وأعمالها مصدر إثارة وجدل. ومع عرض مسلسل الحشاشين، يبقى السؤال الأهم هو، هل نجحت الجماعة في نيل طموحاتها وتحقيق أهدافها؟ أم أنها ذهبت إلى النسيان تاركة وراءها صفحة مظلمة من تاريخ الإرهاب والجرائم؟