نظمت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ندوة حول: "التراث الثقافي ودوره في ترسيخ الهوية المصري" لمناقشة وذلك على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ٥٥ لمناقشة دور التراث في تعزيز التفاهم والتلاحم بين مختلف المجتمعات الثقافية داخل مصر وتعزيز السياحة وجذب الزوار إلى مصر.
أدار الندوة، النائب نادر مصطفى، وكيل لجنة الإعلام والآثار والثقافة بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك فيها كلا من الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الدكتور حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، النائب عمرو عزت، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزير الثقافة لشئون التراث اللامادي.
وقال الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، إن معرض الكتاب يعد عيدا من الأعياد الوطنية المصرية وتشارك فيه العديد من مؤسسات الدولة، وأصبح تقليدًا راسخًا، فكل الدول العربية أصبحت تحرص على أن يكون لها معرض على غرار معرض القاهرة الدولي للكتاب، موضحًا أن الهوية المصرية ثابتة وراسخة بعمق البلد والتاريخ، فهذا البلد شهد أزمات كثيرة سياسية وعسكرية وغيرها وأشدها كانت في 1967 ومع ذلك استطاعت مصر أن تعيد بناء القوات المسلحة وتحقق انتصارا كاسحًا في عام 1973، مشيرًا إلى أنه طالما هناك حياة فأنه سيكون هناك إيجابيات وسلبيات وكذلك أزمات ولكن لابد أن نكون واثقين في نفسنا كمصريين وأن أي أزمات قادمة سنستطيع تجاوزها.
وأشار إلى أن الهوية تأتي من منطلق الجغرافية المصرية فهى جغرافية جاذبة بسبب نهر النيل، ومصر البلد الوحيد الذي تحول فيها نهر النيل إلى حضارة وهذا يعود إلى العبقرية المصرية التي استطاعت أن تروض هذا النهر، موضحًا أن العبقرية المصرية استطاعت أن تقاوم البلهارسيا الآتية من النهر والقضاء على فيروس سي بعدما كنا أعلى بلد في العالم لديها نسبة كبيرة في فيروس سي، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة أكدت خلو مصر من الفيروس، واستطعنا بمشروع قومي قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي أن نتخلص من فيرس سي، فنحن أقوى من كل أزمة بثقافتنا وميراث البناء وتجاوز الأزمات والمقاومة والتحدي ومواجهة أي أزمة أيًا كانت، فالشعب المصري يقاوم كل الأزمات لأننا لدينا ميراث المقاومة والتحدي.
من جانبه قال النائب عمرو عزت، إن معرض الكتاب أصبح قبلة العالم كله ومؤثر ومنتظر دائما لكل أطياف المجتمع المصري والعالم كله، موجها التحية لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لاستطاعتها بحرفية شديدة تغيير المعادلة السياسية والاجتماعية والثقافية في المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يعد الرئيس الوحيد الذي استطاع أن يتحدث بكل وضوح عن بناء الإنسان المصري والهوية الوطنية وتجديد الفكر والخطاب الديني.
وأضاف أن الهوية الوطنية في أمان تام فمصر هى مهد الحضارات وقائمة بهويتها على أعمدة سبعة، داعيًا إلى ضرورة نشر الوعي والثقافة في مختلف ربوع الدولة المصرية من خلال مشروع قومي ثقافي لتعزيز الهوية الوطنية المصرية، ومواجهة العولمة والثقافات الدخيلة على المجتمع المصري، علاوة على ضرورة استغلال النوادي ومراكز الشباب في عمل دورات وندوات وحلقات تثقيفية لتعزيز الهوية الوطنية.
فيما وجه أحمد بهي الدين، الشكر للدولة المصرية بكل مؤسساتها على الرعاية الكبيرة التي يحظى بها معرض الكتاب تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، متابعا: "هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتقنا لكي يعود معرض الكتاب ويظل منارة عربية وإقليمية ودولية رائدة".
وأعرب رئيس الهيئة العامة للكتاب عن شكره للتنسيقية لتواجدها اليوم بصلب البرنامج الثقافي، مشيرًا إلى أنها تمتلك قاعدة جماهيرية عريقة، ويمكن من خلال المنصة الخاصة بها إيصال الأفكار وطرح الرؤى والوصول إلى نتائج فعلية.
وعن التراث الثقافي المصري، قال: إننا نمتلك ميراثًا حضاريًا، والثقافة المصرية ثقافة حية ناهضة وصاهرة، وأن الدولة المصرية أتت ثم أتى الإنسان، مشيرًا إلى أن بناء الحضارة يحتاج إلى مقومات، وكافة المقومات تمتلكها الدولة المصرية.
من جانبها قالت الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزير الثقافة لشئون التراث اللامادي، إن المؤسسات الثقافية في مصر المعنية بالتراث هى فكرة قديمة ليست بمستحدثة، موضحة أن وزارة الثقافة افتتحت هذا العام بيت للتراث لعمل أرشيف وطني للتراث الثقافي غير المادي.
وأشادت بجهود الدولة لرعاية التراث الثقافي غير المادي أو التراث الشعبي كما يعرف، مشيرة إلى أن قصور الثقافة اهتمت بجمع التراث، وأصبح هناك العديد من الأماكن للنشر عن التراث الثقافي وهو يعكس اهتمام الناس أيضًا، موضحة أن منظمات المجتمع المدني المعنية بالتراث أصبحت كثيرة جدًا، والقطاع الخاص له دور مهم بمبادراته الفردية، مشيرة إلى أن كل الجهود لا يمكن إنكارها.