يعبتر محصول البطاطس من المحاصيل الهامة التي يكاد لا يخلوا منها منزل أو مطعم أو فندق، فهي وجبة غذائية يفضلها الكثير، وفي تلك الأيام نشهد بدء التجهيز لزراعة العروة الجديدة منه، لكن في ظل تلك التجهيزات، استغل بعض التجار المسؤولين عن بيع التقاوي حاجة المزارعين للتقاوي، ورفعوا أسعارها بشكل يكاد يصل للضعف في بعض الأحيان.
بينما أرجع المختصون ارتفاع أسعار التقاوي إلى أن كل السلع المستوردة سعرها مرتفع بسبب الضغوط على الدولار، وأيضا بسبب نقص الكميات المنتجة بسبب الأحوال المناخية.
وكانت أعلنت وزارة الزراعة أن الكميات الواردة الفعلية من تقاوى البطاطس أكثر من 115 ألف طن ومازالت شحنات أخرى فى طريقها بالإضافة إلى 20 ألف طن ناتج محلى (الجيل الثالث) ليكون إجمالي المتاح الفعلى 135 ألف طن.
وأضافت الوزارة أن الاحتياجات الفعلية للزراعة بمصر تتراوح ما بين 110 إلى 120 ألف طن من تقاوى البطاطس ورغم أن السوق بهذا الشكل يعتبر منضبطا من حيث الاحتياجات الفعلية للزراعة والمتوفر من التقاوى إلى أنه يلجأ بعض التجار إلى التلاعب فى الأسواق بإعادة البيع والشراء وإطلاق الشائعات الخاصة بانخفاض الكميات المستوردة بغرض تحقيق مكاسب مادية.
كما نوهت الوزارة إلى أن الطلب على صنف معين يؤدى إلى ارتفاع سعره عن باقى الأصناف الأخرى ولا يأخذ هذا الارتفاع كمقياس لجميع الأصناف، حيث يفضل كثير من المزارعين أصناف معينه مما يؤدى إلى ارتفاع أسعارها وهذا يحدث كل عام مع هذه الأصناف.
أبو صدام: الأسعار وصلت للضعف في غضون أيام قليلة
وفي ذلك الإطار يقول الحاج حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أن عدد من التجار يعد على الأصابع يحتكرون سوق تقاوي البطاطس وهذا أمر غير منطقي خاصة لاعتبارها ثاني أكبر محصول تصديري في مصر، وتسبب ذلك في رفع سعر طن التقاوي من 50 ألف في بعض الأنواع إلى 100 ألف جنيه في أقل من شهر، مايمثل خلل كبير وبوادر كارثة في المستقبل.
وذكر أبو صدام أن طن تقاوي البطاطس كان يتراوح في بداية الموسم من 45 إلى 55 ألف حسب النوع قبل إلا أنه في غضون أيام قليلة وصل لأكثر من 100 ألف جنيه، ما يتتطلب من المعنيين بالتدخل العاجل لحل الأمر وتداركه قبل فوات الأوان.
وأرجع أبو صدام سبب إرتفاع أسعار التقاوي لاستغلال بعض التجار لقلة المعروض من التقاوي المستورده حتي الآن والتي لم تتعدي ال100 ألف طن، مع زيادة الطلب علي شراء التقاوي حيث نحتاج لنحو 140 الف طن من تقاوي البطاطس لزراعة العروه الصيفية والتي تمثل 30% من مساحة زراعة البطاطس في مصر والتي تُزرع من منتصف شهر ديسمبر وحتي منتصف شهر فبراير، ويستخدم انتاجها للاستخدام المحلي وكتقاوي للعروة النيلي والشتوي ويصدر جزء من انتاجها للخارج.
وأشار نقيب الفلاحين إلى أن ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس للضعف يدفع المزارعين إلى العزوف عن زراعة البطاطس مما سوف يؤدي لإرتفاع أسعار البطاطس علي المستهلك في المستقبل، لافتاً إلى أن مصر تزرع ما يقارب 600 ألف فدان من البطاطس في ثلاث عروات هم العروة الصيفية والشتوية والنيلية وتنتج نحو 7.5 مليون طن كل عام.
ونوه صدام إلى أن مصر صدرت الموسم الماضي أكثر من مليون طن لتحتل البطاطس المركز الأول بين الخضروات في التصدير ما يجعل مصر تحتل المرتبة الأولى في أفريقيا في تصدير البطاطس، مطالبا بضرورة الاهتمام بتوفير تقاوي البطاطس بأسعار معقولة والاتجاه بجديه لتوفير تقاوي محليه للبطاطس لتفادي أية أخطار قد تحدث في المستقبل، لأن تقاوي اليوم هي ثمار الغد وارتفاع اسعار التقاوي يزيد تكلفة الزراعة ويؤدي لقلة المساحات وبالتالي إرتفاع اسعار المنتجات الزراعيه علي المستهلك.
أبو الفتوح: التغيرات المناخية في الدول المنتجة وراء ارتفاع الأسعار
يقول النائب الدكتور جمال أبو الفتوح وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أن أسعار التقاوي زادت من منبعها في الأساس في الدول المصدرة لوجود نقص في الكميات التي تصلح لبيعها للدول المستوردة، وذلك بسبب التغيرات المناخية التي تعاني منها الدول المنتجة.
وأشار أبو الفتوح إلى أن هناك كميات كبيرة من التقاوي المعدة للزراعة لم يتم حصادها حتى الآن بسبب الأمطار والفيضانات التي حدثت في تلك الدول الأوروبية، بالتالي ارتفعت أسعار التقاوي ما أدى إلى نقص الكميات المستوردة ما جعل الأسعار ترتفع بحوالي 60%.
ونوه وكيل لجنة الزراعة إلى أن الكميات التي استوردتها مصر كافية للزراعة، وكالمعتاد في أي سلعة فهناك شركات ملتزمة بالبيع وتجار آخرين اتجاهمم هو الاستغلال للبيع بأسعار أعلى مرتفعة.
وذكر أبو الفتوح إلى أنه لابد من تفعيل دور الرقابة كما أقر رئيس الوزراء بشأن ال7 سلع التي اعتبرتها الدولة استراتيجية ولا يمكن التلاعب بها، لافتاً إلى أن المساحات المتوقع زراعتها بالبطاطس ستكون أقل من المتوقع أو المستهدف، ما يجعل أسعار البطاطس في الموسم المقبل ترتفع، ومعظم دول أوروبا تعاني من نفس المشكلة.
وقال وكيل لجنة الزراعة أن مصر لا تنتج تقاوي بطاطس بسبب أنها تكنولوجيا معقدة للغاية، وليس كل الدول تستطيع إنتاجها، فالشرق الأوسط بأكمله لا ينتجها، ويستوردها من أوروبا، لكن هناك تعاون بين شركات مصرية وأخرى أجنبية في عمل تجارب لإنتاج تلك التقاوي في مصر.