الدراما المصرية تكسر وصمة المرض والإعاقة (تقرير)

السبت 16 ديسمبر 2023 | 09:48 مساءً
عيشها بفرحة
عيشها بفرحة
كتب : آية محمود

 تلعب الدراما المصرية دورًا مهمًا في تشكيل نظرة المجتمع للمرض والإعاقة، فهي القوة الناعمة التي يمكن أن تسهم في تغيير هذه النظرة، من خلال تقديم صورة واقعية وإنسانية للمرضى والمعاقين

وتشهد الدراما المصرية تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت أكثر تنوعًا وتعددًا، كما أنها أصبحت تتناول موضوعات اجتماعية وإنسانية أكثر أهمية

ومن الأمثلة البارزة على ذلك، مسلسل "ألفريدو" الذي يتناول موضوع الزهايمر بشكل واقعي وإنساني، وحكاية "عيشها بفرحة" من مسلسل "55 مشكلة حب" التي تسلط الضوء على تغيير نظرة المجتمع للمرض والإعاقة وكيفية تعامل المجتمع معهم....

عيشها بفرحة

حنان شومان: الدراما المصرية تساهم في نشر ثقافة القبول والاحترام للمرضى والمعاقين

قالت الناقدة الفنية حنان شومان، إن الدراما المصرية تلعب دورًا مهمًا في تشكيل نظرة المجتمع للمرض والإعاقة، من خلال تقديم صورة واقعية وإنسانية للمرضى والمعاقين.

وأضافت شومان، في تصريحات خاصة لـ “بلدنا اليوم"، أن مسلسل "ألفريدو" من بطولة الفنانة إلهام شاهين، يُعد مثالًا جيدًا على ذلك، حيث يتناول موضوع الزهايمر بشكل قوي ومؤثر، ويسلط الضوء على معاناة المرضى وكيفية تعامل المجتمع معهم، كما أنه يتميز بأداء متميز للفنانين المشاركين فيه، وخاصة الفنانة إلهام شاهين التي أدت الدور بشكل رائع.

وأوضحت "شومان" أن مسلسل "ألفريدو" مسلسل جيد وإنساني، فهو يتناول موضوع المرض والإعاقة بشكل واقعي وإنساني، ويسلط الضوء على معاناة المرضى والمعاقين وكيفية تعامل المجتمع معهم، كما أنه يساهم في تغيير نظرة المجتمع للمرض والإعاقة، من خلال تقديم صورة واقعية للمرضى والمعاقين، والتأكيد على أنهم بشر مثل أي شخص آخر، لديهم أحلام وطموحات، ويستحقون أن يعاملوا باحترام وتقدير.

ولفتت إلى أن الدراما تمتلك القدرة على تغيير نظرة المجتمع للمرض والإعاقة، من خلال تقديم صورة واقعية وإنسانية للمرضى والمعاقين، ففي بعض المجتمعات، يكون هناك فهم خاطئ للمرض والإعاقة، مما يؤدي إلى التمييز والوصمة الاجتماعية. فعندما يشاهد الناس مرضى ومعاقين يُعاملون باحترام وتقدير، فإنهم يصبحون أكثر تفهمًا وتقبلًا لهم.

وأضافت أن المجتمع المصري، يُنظر إلى بعض الأمراض والإعاقات على أنها وصمة عار، مما يؤدي إلى التمييز والتعامل السلبي مع الأشخاص المصابين بها، لذا تساعد الدراما على كسر وصمة المرض والإعاقة، من خلال إظهار أن المرضى والمعاقين بشر مثل أي شخص آخر، لديهم أحلام وطموحات. فعندما يشاهد الناس مرضى ومعاقين يعيشون حياة طبيعية وناجحة، فإنهم يصبحون أكثر تعاطفًا معهم.

تشير شومان إلى أن هناك مشكلة مع فكرة استمرار المسلسل تحت نفس الاسم، حتى بعد تغيير الحكاية. هذه مشكلة ليست مقتصرة على مسلسل "55 مشكلة حب"، بل توجد في أعمال أخرى كثيرة، أعتقد أن ذلك يصعب متابعة الأحداث وفهمها. كما أن الأمر مزعج عندما أبحث عن مسلسل ما وأجد العديد من المسلسلات بنفس الاسم.

لذلك أعتقد أنه من الأفضل أن يكون لكل حكاية اسمها الخاص. هذا سيجعل من السهل متابعة المسلسل ومعرفة ما يحدث.

وأكدت الناقدة الفنية أن الدراما المصرية أصبحت جيدة، ولكن لا ينبغي أن نكتفي بها، فالمنافسة شديدة للغاية، ولا يمكننا أن نقول إننا جيدون فقط لأننا أنتجنا مسلسلًا أو اثنين، فالمنافسون ينتجون عشرات أو مئات الأعمال، في مجموعة متنوعة من الأنواع والأشكال، وبالتالي، لا ينبغي أن نركز فقط على جودة منتجنا، ولكن أيضًا على قدرته على المنافسة مع المنتجات العالمية الأخرى.

في الختام، تؤكد شومان أن هناك تطور في الدراما المصرية في الآونة الأخيرة، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. فالدراما المصرية لا تزال متخلفة عن الدراما العالمية بمراحل، وأخيرًا، تعلم المنتجون أن المسلسلات القصيرة جيدة، وأن القصة أصبحت أهم من طولها، فالحكاية لم تعد تُقاس بعدد الحلقات، بل بمدى جودة المحتوى.

ماجدة خير الله: الدراما المصرية تلعب دورًا مهمًا في المجتمع

الأعمال الدرامية الإنسانية مطلوبة لدى الجمهور

أكدت الناقدة ماجدة خير الله أن الدراما المصرية تلعب دورًا مهمًا في نشر الوعي بقضايا المجتمع، ومنها قضايا المرض والإعاقة.

أشار خير الله إلى في تصريح خاص لـ “بلدنا اليوم" أن مسلسل "ألفريدو" وحكاية "عيشها بفرحة" من أبرز الأمثلة على ذلك، حيث تناولا موضوع الزهايمر بشكل واقعي وإنساني، كما تناول مسلسل "إلا أنا" موضوع البهاق، وحكاية "حلم حياتي" موضوع الإعاقة الذهنية.

أوضحت الناقدة ماجدة خير الله، أن الأعمال الدرامية التي تتناول قضايا إنسانية مطلوبة لدى الجمهور، مثل الأعمال الكوميدية والرومانسية، لكنها أكدت على أهمية تقديم هذه الأعمال بشكل جيد، بحيث لا تتحول إلى استجداء للمشاعر، بل يجب أن تكون واقعية وإنسانية، وأن تتضمن أهدافًا ورسائل واضحة.

ذكرت الناقدة خير الله أن "يجب أن يكون العمل الفني جيدًا، حتى لو كان يتناول قضية اجتماعية مهمة. يجب أن يتمتع العمل الفني بالجماليات الفنية، بحيث يكون جذابًا وممتعًا للمشاهد.

اقترحت الناقدة خير الله أن "فكرة تحويل رواية 55 مشكلة حب إلى حكايات مسلسلات جيدة، طالما أن السيناريو جيد، السيناريو هو العامل الحاسم في نجاح أي عمل درامي".

أكد خير الله أن "لكي يكون العمل جيدًا، يجب أن يكون المخرج متمكنًا من عمله، وأن يختار الممثلين المناسبين للشخصيات. يجب أن يكون العمل متوافقًا مع السيناريو، ولكن المخرج هو الذي يحول السيناريو إلى عمل فني. يجب أن يكون المخرج على دراية بكيفية تحويل السيناريو إلى عمل فني، سواء كان شابًا أو لديه خبرة. المهم أن يكون لديه إحساس وموهبة."

لاحظت الناقدة خير الله أن "المسلسلات القصيرة انقذت الكثير من الأعمال الدرامية، حيث أن بعض المسلسلات التي تبدأ بشكل جيد تفقد بريقها وتصبح مملة بسبب طول حلقاتها. هذا لأن المسلسلات تحتاج إلى 15 حلقة على الأقل لخلق إيقاع طبيعي وتطوير الشخصيات بشكل جيد. بدون ذلك، قد يكون هناك بعض الحلقات التي لا تضيف أي قيمة للقصة.