وجه اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة قائلًا: من يعيدنا إلى الفضيلة، من يعيدنا إلى الأخلاق، من يعيدنا إلى الدين، من يعيد لنا المحبة، من يعيد لنا راحة البال، من يعيد لنا حب الآخرين مهما كان سبب الاختلاف، من يعيدنا إلى الترابط الأسري، من يعيد لنا صفاء النفس والروح، من يعيد لنا القناعة، من يعيد لنا الشهامة، من يعيدنا إلى الوفاء، من يعيدنا لمساندة الغير بحب ورضاء، من يعيد لنا التسامح، من يعيد لنا جبر الخواطر، من يعيد لنا الشارع المصرب كما كان، من يعيد لنا دور الأب، من يعيد لنا دور الأم، من يعيد لنا قيم ومعاني كثيرة نكاد نجزم انها أنتهت من قاموس الحياة.
واضاف أن الرحمن الرحيم خلق الرحمة من مائة جزء وانزل منها إلى الأرض جزء واحد ليتراحم الجن و الانس و البهائم والدواب فيما بينهم وجعل باقي أجزاء الرحمة وعددها تسعة وتسعون جزء للآخرة كما ورد بالحديث الشريف لسيدنا محمد صلى الله علية وسلم ( إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمه واحدة بين الجن و الانس والدواب فبها يتعاطفون وبها يتراحمون حتى ترفع الدابه حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه فإذا كان يوم القيامة أكملها الله بهذه الرحمة حتى ان الشيطان ليتطاول يظن أن رحمة الله ستسعه فى هذا اليوم ) .
وأوضح أن الرحمن الرحيم اعطى للانسان عدة علامات وعدة مناسبات تعد علامات ومناسبات تجلي، يتجلى فيها رب العزه على عباده ليحضهم على ترك المعاصي والتقرب إلى الله والاقلاع عن الذنوب والأثام، هذا بخلاف ان المولى عز وجل فتح لنا باب التوبة والاستغفار في كل وقت وحين، حتى ان فرحته بالعبد التائب لا تعادلها فرحه .
وتابع الشرقاوي أن الرحمن الرحيم منح للانسان فرص كثيرة ومتعددة للإقلاع عن الذنوب والأثام والعودة مرة أخرى إلى رحاب المولى عز وجل فالنفس البشرية لا تألف الذنوب وانما تصدر منها وتتعذب بها بالندم والألم حتى تتوب إلى الله وهنا سيشعر الانسان بقيمة ترك المعاصي والعودة لرحاب الله بحالة وجدانية ونفسية عظيمة وراحة ما بعدها راحة، فالتقرب من الله بالعمل الصالح وترك العاصي، لذة لن يشعر بها الا من اعتاد عليها ولذلك لن يتركها قط .
وأكمل ان المحبة وحب الخير للآخرين من أعظم نعم الله على البشرية وستجد من يحب الآخرين ويقدم لهم الخير في حالة تسامح ورضا من الرحمن الرحيم فنشر الخير والمحبة ونحب الانسان لانه من خلق الله دون تمييز الحياة تتضمن معاني سامية كثيرة تجعل لها لون وطعم وبهجة مثل المحبة والتسامح والرحمة وجبر الخواطر، وتتضمن معاني مقيته كثيرة ايضا مثل الكراهية والضغينة ونبذ الآخر والتي تحول الحياة إلى ساحة من الضباب والظلام .
وذكر أن دوام الحب لا يعتمد على الحب وانما يعتمد على اشياء آخرى لأن الحب في ذاته لا يدوم لان طبيعته يشتعل وينطفئ ويفطر وينقلب إلى النقيض - عداوة، كراهية، جريمة - فكل ذلك يحدث من اشتعال العاطفة، وانما دوام الحب يعتمد على مجموعة من الانسانيات تسمى الخير الموجود في البشر .
واردف الحب من أسمى المعاني في الوجود بكافة اشكالة وصوره ومعانية واذا تحقق في نفس فلن تجد فيها حقد او ضغينة أو غل، الا اننا نجد في حالات أخرى تحول فيها هذا الحب إلى معاني اقصى من طعم الصبار فلماذا هذا التحول الغير منطقي، الحب لابد ان يكون هو حب سامى عن الاغراض وايضا هو حب الرمز وليس حب التملك لان الآخير يضر بصاحبه قبل ان يضر الآخرين ويحول الحياة إلى معاني لا تطاق بل ويتغير شكلها ولونها وتسير إلى حافة الهواية ويصبح المصير المجهول هو نهاية المطاف وتبدل المعاني وتختفي القيم .
الحب هو أسمى معانى الحياة وهو المصدر الأساسي للأمن النفسي ومصدر السعادة والسبيل إلى التوازن النفسي ليصل الانسان إلى حالة من التناغم والانسجام الروحية والنفسية والجسدية عن طريق التواصل العاطفي مع الآخر، فهرمون الحب ( الأوكسيتوسين ) يقلل من التوتر ويخفض ضغط الدم ويقلل القلق ويعزز احترام الذات ويساعد على تجنب الاكتئاب، ونحن نحتاج للحب في حياتنا لانه كل شئ ولابد ان نتعلم كيف نحب ولماذا نحب، وان نستبدل طاقاتنا السلبية بطاقة الحب والعطاء لانه بالحب يسهل كل شئ، فالحب هو الحلقة المفقودة في حياتنا ولكن اذا عثرنا عليها خلت مشاكلنا النفسية والعاطفية ومن اقوي انواع الحب هو حب الأم والأب للأبناء فهو حب لا يعادله حب أو حب لا يستطيع أن يوصفه انسان فهذا الحب هو حب العطاء بلا مقابل، وكذلك حب الابناء للاباء والأمهات فهو حب غريزى وهبه الخالق فى قلوب كل منهم تجاه الآخر .
وأشار إلى أن العلاقة بين الابناء وآبائهم من أهم العلاقات البشرية وأكثرها تأثيرا على شخصية الطفل، خصوصا فى مرحلة الطفولة، حيث تتغير هذة العلاقة فى مرحلة المراهقه، اذ يسعى المراهقون غالبا إلى الاستقلال عن العائلة واتخاذ القرارات الخاصة دون اللجوء لأحد، مما يزيد من المخاطر التى يمكن التعرض لها، وهنا يأتي دور الآباء في مساعدة أبنائهم فى التغلب على التحديات التي يواجهونها ومساعدتهم كذلك على فهم مدى تأثير اختياراتهم على صحتهم وأمنهم، والمحافظة على هذه العلاقة الجيدة بين الأب والأبن تعود بالنفع على كليهما فهى تخفف من ضغوط الآب العاطفية والجسدية، وتزيد من احترام الابن لذاته، وتشعره بالسعادة والرضا عن حياته كما تقلل من نسبة السلوكيات الخاطئة المحتملة للأبناء وتحافظ على أخلاقهم، وغالبا ما تعود حالة الارتباط الطبيعية بعد انتهاء فترة المراهقة وشعور الابناء بأن الاباء والامهات هم كنوز تسير على الارض ومن واجبهم الاغتنام بحبهما قبل فوات الأوان، هذه المشاهد الانسانية تبعث الأمل فى ارواح العباد وتذكرهم ان الخير موجود منذ ان خلق الله البشر وحتى يأذن الله ويرث الارض ومن عليها .
وذكر أن المحبة والتسامح وحب الأخرين والتغاضي والتغافل كلها قواعد انسانية لبني البشر لو سادت بينهم، ستعيش البشرية في عالم مختلف عن الذي يسود بين بنى أدم، التصارع بين الافراد والمؤسسات و الدول بلغ منتهاه وها نحن نشاهد العالم الان في حالة انقسام وفرقة وضغائن وحروب وجرائم حرب وابادة واقصاء دول وتغيير هويتها وتغيير معتقادتها بسبب ما ساد بين البشر .
ونوه بأن الاديان السماويه جميعها حضت على التسامح والمحبة ولكننا نجد بنى البشر لا يلتزموا بتعاليم الاديان بل وتناسوها وغفلوا عنها متعمدين ولجأوا إلى شعار العصور الاولى عندما كان البقاء للاقوى ولغة القتال هى التي تسود ولم يدركوا ان الله خلق البشرية لأهداف اخرى اولها ان الدنيا دار اختبار وعلينا ان نجتاز هذا الاختبار بنجاح للفوز برضاء الخالق ودخول جنته الفردوس الاعلى .
واختتم نداء لشيخ الأزهر الشيخ احمد الطيب، وقداسة البابا تواضروس ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والمؤسسات الاجتماعية والرياضية ومراكز الشباب، وزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة وكل محبى هذا الوطن، لابد من التطرق إلى مخاطر فقدنا للقيم النبيلة في الحياة وتأثيرها على الانسان فقد اصبحت فاعل اصلي في كافة انواع الجرائم واعيدوا لنا بجهودكم كيان الشعب المصري الاصيل، احفظ يارب مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وجيشها الابيض وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن.