وجه اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة الشعب المصري قائلًا: هنا القاهرة نطق بها المذيع احمد سالم عام 1934 عند افتتاح الاذاعة المصرية التي شكلت وعى أجيال عديدة وكانت شاهد على مراحل مهمة فى تاريخ مصر الحديث وشاركت في تنمية الوعي ونشر العلم والثقافة في أنحاء العالم العربي من المحيط الى الخليج وهكذا هى مصر صاحبة الحضارة والتاريخ والعراقة ليس لشعبها فقط ولكن للأمة العربية والإسلامية والعالم، هنا مصر هنا قلعة العروبة ، هنا قاهرة المعز، هنا ارض الكناكنة، هنا الأرض إلى سار عليها الانبياء والمرسلين، هنا وعد الله بأن من يدخلها فهو أمن، هنا الضحكة الصافية، هنا كل شئ جميل رغم قسوة الحياة، هنا المحبة، هنا التسامح، هنا الفلاحين، هنا الصعايدة، هنا العلماء، هنا الاطباء، هنا العمال المهرة فى كل الصناعات، الذي ينطق بأسمها يشعر بالحنين والمحبة لكل شئ فيها، وهى منارة العلم للجميع، هنا نيلها الذي تغنى به الشعراء والكتاب.
واضاف سيدة نساء الأرض سيدتنا مريم البتول عندما ارادت ان تحتمى بمكان هى وطفلها الرضيع اختارت مصر، ليس هذا فحسب بل مكثت فى مصر سبع سنوات لتضمن عدم البطش بها وبطفلها سيدنا عيسى، أمنا هاجر زوجة سيدنا أبراهيم هى أم سيدنا اسماعيل الذي جاء من نسله العرب هى سيدة مصرية، خليفة المسلمين عمر عندما حدثت المجاعة فى شبه الجزيرة العربية طلب الغوث من مصر، فأرسل المصريين قافلة اولها في المدينة المنورة وآخرها في القاهرة، مصر ورد ذكرها في كل الكتب السماويه، القرآن الكريم اختص مكانين بالأمن والأمان هما بيت الله الحرام ومصر ، قال عنها الملك عبدالعزيز مصر لا تحتاج لرجال فرجالها أهل ثبات، قال عنها صدام حسين في كل نقطة دم مصري يولد مجاهد ، قال عنها هنيري كيسنجر، لا يوجد ولم ولن يوجد أشجع وأجد وأعند من رجال مصر، قال عنها الحجاج لا يغرنك صبر المصريين ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه الإ والتاج على رأسه، وان قاموا على رجل ما تركوه الا وقطعوا رأسه، فانتصروا بهم فهم من خير أجناد الإرض، واتقوا فيهم ثلاثة نسائهم فلا تقربوهم بسوء والإ أكلوكم كما تأكل الأسود فرائسها، أرضهم والإ حاربتكم صخور جبالهم، دينهم والإ أحرقوا عليكم دنياكم، أول دولة على كوكب الأرض منذ الاف السنين، اسم مصر من أسم ابن سيدنا نوح عليه السلام، ولد فيها سيدنا إدريس اول من كتب الأحرف وفصل الملابس ليلبسها البشر، لفظ المصاري يطلقه الناس على النقود والاموال وهو اسم مشتق من أسمها، يشترى أحد المصريين نبى الله يوسف ويعيش ويموت فى مصر التى بها خزائن الأرض، يولد فيها نبى الله موسى ويكلمه الله في الوادي المقدس طوى، ويضرب بعصاه الحجر فيخرج منه أثنى عشر عين، وتنزل عليه التواره فى مصر، قال عنها أحد المستشرقين لكل إنسان وطنان، وطنه الذي ينتمي اليه ومصر، فهل كل هذا من قبيل الصدفة، ارفعوا رؤسكم انتم مصريين ومن أعظم شعوب الأرض.
وأوضح أن مصر هى صانعة الحضارة ومبدعه التاريخ، مصر هى أعظم دولة ثقافيآ في العالم قديما وحديثا، لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على مصر قلب العالم القديم بالموقع الجغرافي المتميز الذى يتوسط قارات العالم وساهم في تواصل مصر مع جيرانها وسهولة الاتصال والتأثير والتأثر مع حضارات العالم وهى مركز للطرق التجارية بين إفريقيا وأوروبا وآسيا ، فالدولة المصرية دوله عريقة وصاحبة حضارة من قبل كتابة التاريخ الذى علمته للعالم تزيد عن سبعة الاف سنة بل وكانت وماتزال وستكون نبراث للعالم اجمع فالحكمة ان تعمل كل الدول كما عملت الدولة المصرية فى الفترة السابقة، يد تحارب الارهاب نيابة عن المنطقة العربية والعالمية ويد أخرى تبنى وتعمر وهذه هى الجمهورية الجديدة التي اهتمت بالانسان المصري قبل اهتمامها بشئ اخر فالبشر هم صناع الحضارات وليس الحجر .
وتابع الوطن ليس كلمة، الوطن ليس بيت شعر ، الوطن ليس أغنية، الوطن ليس شعارات تتردد في الاحتفالات والمناسبات، انما نسمات الروح التي يتغذى بها الانسان، ويشعر بقيمته بين شعوب الارض، الوطن هو الشمس التي تشرق عندما تتلبد السماء بالغيوم، الوطن هو ضوء القمر فى عتمة الليل، الوطن هو الحنين لترابه، الوطن هو القيم والمثل العليا، الوطن هو ما لا نستطيع وصفه او ذكره وانما هو ما يكون بقلوبنا ومن شدة فخرنا به لا نستطيع أن نعبر عن كل ما يدور بقلوبنا تجاهه، الوطن هو مصدر العزة والرفعة والملجأ لابنائه والمكان الذى يعطى الاحساس بالأمان والاستقرار والطمأنينة والسكينة، وهو الذي يرفع قيمة مواطنيه ويحافظ علي كرامتهم وهو الذي يجمع الأهل والأحبة والأقارب والاصدقاء وهو البيت الكبير الذى يتسع للجميع وهو الكيان الذي ينتمي اليه ويعتبره اساس بداياته ونهايته وهو الحضن الذى يضم ابناءه ويحتويهم وهو المستقر والأمان فهو أغلى ما في الوجود وهو المكان الذى تظل الروح تهفو اليه مهما ابتعدت عنه ويظل الفؤاد يهوى إليه مهما شعر فيه بالحزن والألم، فمن كان بلا وطن حرم من تلك المشاعر الفياضة والحنين الى نبت الارض التي ولد وتربى فيها .
وأكمل الشعب المصري العظيم بأذن الله تعالى، ستعبر مصر المحنة الاقتصادية بالرغم من ابواق الشامتين والمأجورين والدول الموالية لهم، مهما اشتد الظلمة التي يرغبوا ان يصدروها للمصريين، ولنا في الله ثقة وفي التجربة المصرية فى حرب أكتوبر خير دليل، فبعد ان حاول العدو الإسرائيلي تصدير صورة كاذبة للعالم بأنه الجيش الذى لا يقهر، جاءت ارادة الله والمصريين لتحطم تلك الأسطورة الكاذبة في حرب تدرس حتى الآن في كافة الاكاديميات العسكرية هو حرب 6 أكتوبر، حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن.