تعكس الخطط الدولية لإعادة إعمار غزة تداخل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سياق الحلول المقترحة للصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
ومن بين هذه الخطط، تبرز المبادرة التي ناقشها ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تهدف إلى إعادة بناء القطاع وفق نموذج اقتصادي وتنموي متكامل، لكنه يثير العديد من التساؤلات حول أبعاده السياسية وآثاره المستقبلية.
تفاصيل خطة ترامب
ترتكز الخطة المقترحة على تطوير بنية تحتية حديثة في غزة، مستوحاة من النموذج الصيني، عبر إنشاء أبراج سكنية شاهقة تصل إلى 50 طابقًا، تُمنح للأسر الفلسطينية التي تقرر الاستقرار الدائم في القطاع، مقابل التخلي عن حق العودة.
كما تتضمن الخطة إقامة مشروعات تنموية تشمل قطاعات الزراعة، السياحة، والتكنولوجيا، إلى جانب إنشاء فنادق ومنشآت تجارية حديثة، ومن المقترحات المثيرة للجدل تحويل أنفاق "حماس" إلى شبكة سكك حديدية تربط غزة بمصر، السعودية، الأردن، والضفة الغربية.
البعد السياسي والاقتصادي
ترتبط إعادة الإعمار بعملية سياسية أوسع تشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث أكد ويتكوف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ملتزم" بتنفيذ هذه الاتفاقات.
السفير مسعود معلوف يكشف أطماع ترامب في غزة بين الاستثمار والتهجير
ويتحدث في هذا الإطار السفير مسعود معلوف المتخصص بالشأن الأمريكي "لبلدنا اليوم"
قال السفير مسعود معلوف إن حديث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن قطاع غزة واعتباره منطقة سياحية قابلة للاستثمار ليس جديدًا، إذ سبق أن طرح صهره جاريد كوشنر أفكارًا مشابهة قبل سنوات.
وأوضح معلوف أن كوشنر تحدث علنًا عن ضرورة إيجاد حلول بديلة للتعامل مع غزة، مشيرًا إلى أن شواطئها يمكن أن تتحول إلى منطقة سياحية عالمية تُبنى فيها الفنادق والمنتجعات، مما يعكس رؤية اقتصادية تسعى إلى استثمار الموقع الجغرافي للقطاع.
ولفت معلوف إلى أن عائلة ترامب تنظر إلى غزة من زاوية عقارية وتجارية بحتة، إذ يرى ترامب، كرجل أعمال، أن المنطقة يمكن أن تتحول إلى مشروع استثماري ضخم، بعيدًا عن الاعتبارات السياسية والإنسانية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وأشار معلوف إلى أن هذا الطرح يرتبط بمقترحات سابقة تحدثت عن إمكانية نقل سكان غزة إلى مصر أو الأردن، وهو أمر قد يندرج ضمن محاولات لإعادة تشكيل التركيبة السكانية للمنطقة بما يخدم مصالح إسرائيل.
وأكد معلوف أن مثل هذه الطروحات تواجه رفضًا فلسطينيًا واسعًا، حيث يعتبر الفلسطينيون وطنهم غير قابل للمساومة أو البيع، مشددًا على أن أي محاولات لإعادة هندسة المنطقة بما يخدم مصالح اقتصادية أو سياسية معينة لن تكون مقبولة.
وختم معلوف حديثه بالإشارة إلى أن هذه الأفكار قد تعود للواجهة مجددًا مع التقلبات السياسية في المنطقة، خصوصًا مع زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى واشنطن، حيث قد يسعى ترامب إلى إعادة طرح رؤيته لمستقبل غزة بما يتماشى مع المصالح الإسرائيلية.