يسعى دائما وراء شهوته وأطماعه في الوصول إلى السلطة والشعبية، يحاول بعد كل ضربة يتلقاها من نفسه المتلونة، الصعود من جديد حتى ولو على حساب توجهاته وتاريخه في العمل السياسي، لقبه الكثير بالشيطان المتلون لأجل مصالحه ، انه القيادي بحزب الكرامة حمدين صباحي، الذي اعتاد منذ مراحله الجامعية على لعب دور الزعامة وارتداء عباءة الزعيم جمال عبد الناصر زيفا لأجل جذب الملايين من محبي الزعيم الراحل نحوه.
حمدين صباحي دائما ما يعرف بتوجهاته المتغيرة والمتلونة فاليوم معك وغدا عليك والسر في مصالحة وشهوته نحو السلطة والقيادة وهو ما حدث مع الإخوان في 2012 فقد كان يحاربهم ويدعمهم في نفس الوقت، ليظهر حاليا وهو يحاول التقرب من أحمد طنطاوي المرشح الرئاسي الحالي، ولكن وجد نفسه في مأزق كبير لأن دعمه لطنطاوي رسمياً سيؤدي إلى تفكك وانشقاق داخل الحركة المدنية، وهو ما اضطره للجوء لأيمن نور لإقناع طنطاوي بذلك نظرا لعلاقته القوية بطنطاوي، ليثبت جليا لملايين المصريين، أنه المناضل المزيف الذي يسعى وراء مصلحته الشخصية.
"صباحى" دائما ما يحاول بكلامه المعسول وشعاراته القومية، أن يكون زعيما شعبيا ، ولكنه فشل في ذلك مرات ومرات عددية نتيجة تناقضاته الظاهرة للجميع ، في انتخابات 2012 ، عمل كل ما بوسعه للفوز بكرسي الرئاسة ، فقد قاد عام جبهة الإنقاذ حينها لإسقاط حكم الإخوان، ولكنه فى الوقت ذاته كان متحالفا مع الجماعة على أمل أن يحظى بدعم الجماعة فى انتخابات الرئاسة عام 2012.
وأكمل صباحي مسلسل تناقضه الذي أصبح معروفا للجميع، فمن كان يتصور أن حمدين صباحي، السياسي المصري الكبير، الذي هاجم الرئيس السوري بشار الأسد عام 2012 ووصفه الطاغية والقاتل، سيأتي عليه اليوم الذي يصافح فيه بشار في قصره بل ويجلس إلى جواره.
صباحي كتب تدوينة قصيرة على موقع تويتر سابقا في 2012 هاجم فيها بشار بقوة قائلا : "الثورة السورية تسجل بدماء أطفالها آخر سطر في نظام يتمسك بالحكم على جثث شعبه، رائحة دم الأطفال لا تزول، وستظل تطارده حتى النهاية"، ولكنه الآن وبعد 11 عاما، قبل 60 يوما، وصل حمدين صباحى دولة سوريا الشقيقة، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد وارتمى في أحضانه ليقف العقل عاجزا امام ما يفعله صباحي.
السؤال هنا.. كيف وصف حمدين بشار بالظالم المستبد، وكيف ظهر منشرح الصدر يجلس على يمينه ويتتحرك إلى جواره فى الممرات الداخلية المؤدية إلى قاعة الاجتماع التى شهدت اللقاء إضافة إلى بعض المناقشات الجانبية مع بشار الأسد ، وتزداد التساؤلات بعدما ظهر اللقاء وانتشر على منصات السوشيال ميديا :"هل هذا حمدين أم شبيهه وأين صباحي الذي عرفناه في 2012 مناهضا لبشار؟".