تسعى دائماً الحكومة ووزارة الزراعة لدعم وتنمية القطاع الزراعي وتحسين مستوى معيشة الفلاحين وزيادة انتاجيتهم من خلال استراتيجيات متعددة سواء بالزراعة التعاقدية، أو ميكنة صرف الأسمدة، أو التقاوي المطورة ذات الإنتاجية العالية، وصولاً إلى التعاون الروسي لإنتاج المعدات الزراعية الحديثة التي تناسب المناطق الزراعية الصغيرة الناتجة عن تفتت الحيازات الزراعية ، وكذلك للمشروعات الزراعية الجديدة التي تعمل على تنفيذها الدولة.
كما تسعى الدولة إلى توفير بيئة مناسبة لجذب الشركة الروسية المصنعة لإقامة منطقة توزيع لوجستية لتلك المعدات على كافة الدول الأفريقية لإنعاش الاقتصاد المصري.
دعم صغار الفلاحين
التقى السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الاراضي، مع مسئولي شركة روسبتسماش الروسية، هدفه بحث فرص التعاون في مجال المعدات الزراعية التي تتناسب مع الظروف المصرية والمساحات الصغيرة من الاراضي الزراعية، خاصة في ظل ظروف تفتت الحيازات الزراعية.
وذكرت الوزارة أنها تضع على رأس أولوياتها في المرحلة الحالية، محاولة توفير المعدات الزراعية لصغار المزارعين للتغلب على مشكلة تفتت الحيازات وخفض تكلفة الانتاج، لتحسين مستوى معيشة الفلاحين وتوفير سبل الدعم والتيسير لهم في زراعتهم تحقيقا لتوجيهات القيادة السياسية.
ولفتت الوزارة إلى أنه يتم اعداد دراسة متكاملة عن احتياجات السوق المصري من هذه المعدات ونوعيتها لاستخدامها كقاعدة بيانات يتم الاستفادة بها في مثل هذه الحالات، مشيرة إلى أن الشركة ستقوم بتوفير نماذج من المعدات الروسيه، في محطات الزراعة الآلية المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية وذلك بهدف نشرها بالسوق المصري.
ونوهت إلى أن المؤسسة الروسية متخصصة في انتاج وصناعة الجرارات و المقطورات وأيضاً معدات الري الحديث، وعدد أخر من المعدات الزراعية صغيرة الحجم والتي يمكن استخدامها في أراضي الدلتا القديمة، وأيضاً في مشاريع الاستصلاح الزراعي الجديدة، للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في ضوء اهتمام مصر بتطوير قطاع الزراعة والاتجاه الي تبني نظم الميكنة الزراعية بهدف زيادة إنتاجية المحاصيل.
أبو صدام: المعدات الروسية تخفض تكاليف الزراعة وتزيد الإنتاج
قال الحاج حسين عبد الرحمن أبو صدام نقيب عام الفلاحين، ورئيس المجلس الوطني لتعزيز مشاركة الفلاحين بالشان العام، في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أن المباحثات الجارية مع روسيا لإمداد القطاع الزراعي بأقوى المعدات الروسية لتأمين أمن مصر الغذائي، التي أجراها السيد القصير وزير الزراعة مع الوفد الروسي، هدفها تدعيم القطاع الزراعي من المعدات الزراعية الروسية من جرارات زراعية للحرث وتجهيز الأرض للزراعة ومقطورات لنقل المنتجات الزراعية ومعدات الري الحديث والآلآت الزراعية الحديثة وغيرها من المعدات.
وأضاف نقيب الفلاحين أن المعدات الزراعية الروسية لها أهمية كبيرة جدا في تنمية القطاع الزراعي من حيث خفض تكاليف الزراعة وزيادة الإنتاج في مصر، لافتاً إلى أن المعدات الروسية الصنع منتشرة بكثافة في جميع أنحاء مصر لجودتها العالية وسعرها المناسب والمنافس لمثيلاتها من الدول الأخرى، فهي محببة للمزارعين المصريين وتساهم بشكل إيجابي وواضح في تحقيق الأمن الغذائي المصري.
ولفت أبو صدام إلى أنه لابد من تشجيع الاستثمار الزراعي الروسي في مصر وخاصة محور تصنيع الآلآت والمعدات الزراعية المتطورة لنقل التكنولوجيا الزراعية الروسية المتطورة لمصر وسهولة التعرف عن قرب عن المعدات الزراعية الحديثة، وخاصة أن مصر وروسيا في تجمع البريكس مما يساعد في أن تصبح مصر نقطة إنطلاق للمعدات والآلآت الزراعية الروسية لدول إفريقيا.
وأكد أبو صدام أنه يرحب بتعاون وزارة الزراعة المصرية مع الشركات الروسية في هذا المجال المهم، والذي يساهم في زيادة التبادل التجاري بين مصر وروسيا لمصلحة البلدين وخاصة أن روسيا أحد أهم الأسواق للمنتجات الزراعية المصرية وخاصة الخضروات والفواكة، حيث أن مصر تعتمد اعتماد كبير على استيراد الحبوب من روسيا، مشيرًا إلى أن الشركات الروسية دائما ما تشارك بمنتجاتها في المعارض الزراعية على أرض مصر.
واختتم الحاج حسين أبو صدام نقيب الفلاحين تصريحاته مع بلدنا اليوم بأن التقارب المصري الروسي في المحور الزراعي يعود بالنفع على المزارعين في كلا البلدين وعلى مواطني الدولتين بما يحدثه من تكامل زراعي يساهم في تنمية القطاع الزراعي ويساهم في تحسين معيشة الفلاحين والمزارعين، مؤكدا على ضرورة العمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا والذي كان العام الماضي بنسبة نحو 30%، وتطلع إلى مزيد من بروتوكولات التعاون بين الشركات الروسية والمصرية في هذا المجال.
خضر: توطين صناعة الآلات الزراعية الروسية يوفر فرص عمل
وفي هذا الصدد قال الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي في تصريحات صحفية مع "بلدنا اليوم" أن تكون مصر منطقة لوجستية لتوزيع المعدات الزراعية الروسية، هذا لأن مصر أصبحت مهيئة بشكل كبير لجذب الاستثمارات خاصة بعد الحوافز التي قدمتها الدولة بتوجيهات الرئيس السيسي لدعم المستثميرن والتي من أهمها الإعفاء الضريبي للمشروعات الاستثمارية.
ولفت خضر إلى أن مصر تتمتع بمكانة متميزه وسط دول الشرق الأوسط وأفريقيا، ولديها علاقات وطيدة مع الدول والشركات العالمية، وأيضا تْحسن البيئة داخل مصر بوجود بنية تحتية قوية مع وجود مناطق متخصصة للصناعة على غرار الدول العالمية المتقدمة ما يوفر قاعدة بيانات للمستثمر تسهل عليه، وعضويتها في البريكس من العوامل الهامة التي جعلتها قبلة المستثمرين.
وأشار خضر إلى أن الدولة على مشارف مشاريع زراعية ضخمة من الاستصلاحات سواء في توكشى أو سيناء أو مدينة الصالحية الجديدة، والصوب الزراعية، وهذا كله يحتاج إلى معدات زراعية حديثة تواكب وتناسب طبيعة تلك المشاريع، وبعد توطيد تلك الصناعات سيحدث ترويج داخل السوق المحلي وكذلك في افريقيا خاصة لأنها قارة زراعية، ومصر تسعى للاستثمار الزراعي في افريقيا وهو أمر يحل أزمات الغذاء.
ونوه خضر إلى أن المؤسسة الروسية اختارت مصر لكونها قريبة من أفريقيا وتمتلك قناة السويس التي تساعدها في الاستيراد والتصدير بسهولة، وتوطين تلك الصناعة في مصر ستوفر فرص عمل كثيرة سواء مباشرة أو غير مباشرة خاصة بعد توسيع القاعدة الصناعية.