قبل أن يسدل الستار علي نهاية فعاليات الدورة السادسة عشر للمهرجان القومي للمسرح المصري في 14 أغسطس الجاري، تزايدت حدة الانتقادات الموجهة لإدارة المهرجان، خاصة في ما يخص التنظيم ومشاكل الحجز الإلكتروني لمشاهدة العروض والتي استحوذ عليها مجموعة محددة ممن كانوا علي علم مسبق بهذه الآلية الجديدة، وحيث أن الحضور مجاني فقد حجز هؤلاء جميع العروض قبل أن تبدأ وحرموا جمهور المسرح الحقيقي منها ولم يهتموا بالحضور في غالبية العروض، وعلي صعيد آخر تصاعدت حدة الاتهامات لإدارة المهرجان واللجنة المنظمة بعدم وجود معايير فنية وموضوعية لاختيار المكرمين، وفي اتجاه ثالث اشتعل الجدل في الفضائيات ووسائل الإعلام وصفحات السوشيال ميديا، حول عدم وجود الزعيم عادل إمام أو رسالة مسجلة منه لظروفه المرضية أو اهتمام أي من عائلته الفنية بالحضور في حفل الافتتاح أو ندوة تكريمه رغم أن دورة المهرجان تحمل اسمه.
وبدأ الجدل يشتعل حول عدم اهتمام الزعيم عادل إمام أو أي من أفراد عائلته بالمهرجان وتكريمه بطبع كتاب عنه وتنظيم ندوة خاصة عن تاريخه، عندما كتب الصحفي والناقد طارق مرسي تقريرًا في "روزاليوسف" عن ذلك واصفًا بأن دورة المهرجان التي تحمل اسم عادل إمام مثل" شاهد ما شافش حاجة"، وقال "مرسي" في تقريره عن المهرجان :" رغم اسم المهرجان الكبير ووجود أسماء مهمة تقوده وعلى رأسهم نجم بقيمة محمد رياض، لم يخرج بالمستوى المرجو منه ويُسأل في هذا رئيس المهرجان ووزارة الثقافة والوزيرة نيفين الكيلانى وهى الجهة المسئولة عن الإشراف عليه.
كما قال في مداخلة هاتفية مع برنامج" آخر النهار" الذي يعرض علي قناة النهار:" كيف تكون الدورة باسم عادل إمام ولم يتم التنسيق معه أو أي من أفراد أسرته ؟، وإذا كان يتعذر حضوره لظروفه الصحية فكان من الممكن أن يسجل رسالة صوتية أو مصورة يطمئن بها جمهوره وتعطي زخمًا للمهرجان وكان لابد من حضور أحد أبنائه في حفل الافتتاح وفي ندوة تكريمه، ولكن كما يبدو هناك تكاسلًا من إدارة المهرجان برئاسة محمد رياض في التواصل والتنسيق للخروج بنتائج تليق باسم المهرجان، فيما برر جمال عبد الناصر رئيس المركز الإعلامي للمهرجان أسباب غياب عادل إمام وأسرته قائلًا :" كان من المفترض أن يحضر محمد إمام حفل الافتتاح ولكن كان عنده تصوير يوم الافتتاح، وكذلك اعتذر رامي إمام عن الحضور.
وانتقد أستاذ المسرح والناقد الدكتور أسامة أبو طالب، اختيار إدارة المهرجان ولجان التحكيم والمكرمين قائلًا: "هناك تخبط وتشويه متعمد ومصالح مقننة في اختيار لجان التحكيم والمكرمين، فليس لديهم العقلية الابتكارية، وإنتاجهم لا يرقى فنيًا ولا تسويقيا، وهذا المهرجان من مهرجانات السبوبة وسد الخانة فلماذا لا يتم تكريم المثقفين في المهرجان القومي للمسرح ، ولدينا قائمة كبيرة من الأساتذة الذين يجب تكريمهم، فهناك تغييب ممنهج للقامات الكبيرة وأصحاب الخبرة من المؤلفين والنقاد والممثلين وهناك خلل واضح في شغل المناصب واختيار المسئولين عنها وايثار الأصدقاء والتابعين والمنحنين بكل الفرص ومكاسب الاسترزاق المتاحة " وكتب المؤلف والكاتب المسرحي كمال يونس معلقا بقوله :" مهرجان يفوت ولا حد يموت" معربا عن استيائه من التنظيم واختيار المكرمين ولجان التحكيم.