قام الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، اليوم الأربعاء، بافتتاح المؤتمر الدولي التاسع لكلية الدراسات العليا للتربية، تحت عنوان "مستقبل التعليم في الوطن العربي" لإلقاء الضوء على الآراء والتوجهات المختلفة في تشكيل مستقبل التعليم في الوطن العربي في ضوء التحديات والمستجدات في مجال التحول الرقمي، وجامعات الجيل الرابع، وتأثيرات جائحة كورونا على مستوى الوطن العربي والعالمي.
وتواجد بفعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الدكتور محمد سامي عبدالصادق، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور محمد العطار، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة إيمان هريدي، عميدة الكلية، والدكتورة وفاء كفافي، رئيس الجمعية العربية للدراسات المتقدمة في المناهج العلمية، والدكتور عبدالرحمن الرجعان، رئيس المكتب الثقافي لسفارة الكويت بمصر، ووكلاء الكلية ولفيف من أعضاء هيئة التدريس بالكلية، كما حضر عبر تقنية الفيديو كونفرانس لفيف من سفراء الدول العربية ونواب الجامعات العربية بالوطن العربي وعدد من عمداء الكليات بالأردن وسوريا والإمارات وسلطنة عمان.
وأكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أهمية المؤتمر لأنه يناقش قضايا تتعلق بمستقبل التعليم الذي نسعى لصناعته لأمتنا العربية، مشيرًا إلى أن التعليم داخل جامعة القاهرة ليس مجرد محاولة للتأسيس النظري وجمع مصادر المعلومات التي أصبحت قريبة منا في كل مكان، بل يقوم على تعليم طرق التفكير، والقدرة على التحليل والنقد، وأن يُصبح الطالب منتجًا في فكره.
كما وضح الدكتور محمد الخشت، أن جامعة القاهرة قررت التفكير النقدي على كل الطلاب في مختلف الكليات حتى يتعلموا طرق التفكير الواقعية ليحملوا راية المستقبل في مصر والوطن العربي، بالإضافة إلى تطبيق مقرر ريادة الأعمال، موضحًا أن الجامعة أطلقت مشروعًا لسد الفجوة المعرفية مع الجامعات الأجنبية، وأقامت جسورًا للتواصل بين الكليات والتخصصات المختلفة من أجل فتح آفاق جديدة للتعليم بعد أن كانت تعمل داخل جزر منعزلة، وموجهًا العلماء المشاركين في المؤتمر بعدم تكرار وإعادة نفس المادة العلمية، بل قياس أنفسنا على أول 10 جامعات على مستوى العالم.
وقال رئيس جامعة القاهرة، أن كل التيارات الرجعية والمتطرفة تقوم على تلقي المعلومات دون نقدها، وهذا ما يجعلها تعتمد على مبدأ السمع والطاعة والتلقين، مؤكدًا ضرورة عدم تحويل العلم إلى أساطير مثل تحويل اكتشاف نيوتن إلى الاسطورة الشائعة عن اكتشافه لقانون الجاذبية من خلال سقوط التفاحة على الأرض، ولكن في حقيقة الأمر أن نيوتن توصل لقانون الجاذبية من خلال أبحاث علمية في الفيزياء والفلسفة الطبيعة، ومشيرًا إلى قيام الجامعة بتطوير المناهج الدراسية المختلفة وإدخال العديد من التخصصات الجديدة.
ووضح رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة استطاعت الحصول على الاعتمادات الدولية لكثير من التخصصات والكليات وهو ما انعكس على مؤشرات الترتيب داخل التصنيفات الدولية المختلفة حيث جاءت الجامعة ضمن أفضل 300 جامعة على مستوي العالم في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية وتقدمت على العلوم الطبيعية، وأصبحت ضمن أفضل 100 جامعة عالمية في 5 تخصصات من بينهم تخصص داخل أفضل 50 جامعة على مستوي العالم، مشيرًا إلى الأهمية الكُبرى لكلية الدراسات العليا للتربية والاستفادة من مقررات الدبلومات العامة والخاصة بها في تطوير الجامعة.
وأشار الدكتور محمد الخشت، إلى أن الجامعة أطلقت مؤخرًا مشروعًا لتطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية يقوم على فكرة الفرق البحثية لمواجهة تحديات ومشكلات القضايا القومية المختلفة بحجم تمويل ضخم، داعيًا كل علماء الجامعة للمشاركة في هذا المشروع الوطني المهم.
من جانبها، قالت الدكتورة إيمان هريدي عميدة كلية الدراسات العليا للتربية، إن المؤتمر الدولي التاسع للكلية يُعد بمثابة ملتقى علمي لكل المهتمين بقضايا التربية والتعليم من أجل تخطيط وثيق لممارسات التعليم في مصر والوطن العربي، مشيرةً إلى أن التعليم هو الركيزة الأساسية لتقدم الوطن العربي ونشأة أجيال واعية ومستنيرة قادرة على العطاء، ومشيدةً بدعم الدكتور محمد الخشت اللامحدود للكلية.
وأضافت الدكتورة إيمان هريدي، أن الاستثمار الحقيقي في رأس المال البشري يحقق التقدم والاستقرار في المجتمع في كافة المجالات، مؤكدةً أن التعليم ليس مجرد رسالة قومية بل هو رسالة علمية ولابد من إعادة النظر في منظومة التعليم العربي وإعداد معلم قادر على التعامل مع التحديات التي يواجهها العالم والتكيف مع ظروفه المختلفة، لافتةً إلى أن المؤتمر يناقش تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومستقبل التعليم الأخضر والتنمية المستدامة، ويضع خططا ورؤى مستقبلية لمنظومة التعليم في مصر والدول العربية، ويتضمن أكثر من 40 بحثا تربويا مُحكما من جميع أنحاء الوطن العربي، و10 ورش عمل، ومعرضا للأنشطة.
كما أشارت الدكتورة وفاء كفافي رئيس الجمعية العربية للدراسات المتقدمة في المناهج العلمية، إلى أهمية المؤتمر وموضوعاته والتحديات التي يواجهها التعليم في الوقت الراهن، موضحة أن المؤتمر سوف يناقش قضايا التعليم المختلفة ويقدم العديد من التوصيات التي سوف تخدم الموضوعات المختلفة في التربية.