يمر الزمن وتجري الأيام سِرعا مثل قفزات الفهد، ولكننا لا ننسى شخصيات أمتعتنا ونجحوا في إسعادنا، وتركت بصمة سينمائية ودرامية في حياة الفن والتمثيل، ففي مثل هذا اليوم رحل عن عالمنا "حاوي الشاشة" مثلما أطلق عليه جمهوره الفنان الكبير "فاروق الفيشاوى"، والذي كان ميلاده في 5 فبراير 1952، ووفاته في 25 يوليه 2019.
محمد فاروق فهيم الفيشاوى, ممثل مصري موهوب منذُ الصغر، ولد في قرية "سرس الليان" بمحافظة المنوفية، وكانت أسرة ميسورة الحال، وكان لديه شقيقان وأختان، وكان فاروق أصغرهم، توفي والده عندما كان في الحادية عشرة من عمره فتولى شقيقه الأكبر "رشاد" رعايته وتربيته، حتى حصل على البكالوريوس في الطب العام وقبلها على ليسانس الآداب من جامعة عين شمس.
كان "فاروق" يمتلك موهبة مميزة لذلك لفت الأنظار إليه من خلال مشاركته لأول مرة في مسلسل "أبنائي الأعزاء شُكرًا"، مع الفنان "عبد المنعم مدبولي"، وترعرت موهبته بغزارة في مسلسل "ليلة القبض على فاطمة"، ثم بدأت نجوميته في بداية الثمانينيات بعد ظهوره في فيلم "المشبوه" مع الزعيم "عادل إمام".
بدأت أول قصة حب له في السبعينات، فقد كان يعشق الفنانة القديرة "ليلى علوي"، لكن لم يحالفه النصيب ليجمع بينها الزواج، فقام بالزواج من الفنانة سمية الألفي عام 1972، وأنجبا كل من "أحمد وعمر"، واستمر زواجهما لمدة 16 عامًا، وانفصلا عام 1994، بعد انفصاله عن الألفي، تزوّج من الفنانة "سهير رمزي"، وعمَّر زواجهما خمسة أعوام، وكانت آخر زيجاته من فتاة تُدعى "نوران منصور" من خارج الوسط الفني.
والجدير بالذكر أن أهم أعماله في التلفزيون: "حافة الهاوية"، "مخلوق اسمه المرأة"، "حضرات السادة الكدابين"، "قابيل وقابيل"، "رجال في المصيدة"، "أولاد آدم"، "غوايش"، "علي الزيبق"، "عصفور في القفص"، "أبناء العطش".
كما قام في البطولة والمشاركة في أكثر من مائة وثلاثين عملًا دراميًا بين السينما والتلفزيون، من ضمنها: القاتلة، الطوفان، الرصيف، لا تسألني من أنا، سري للغاية، مطاردة في الممنوع، غدا سأنتقم، حنفي الأبهة، الجينز، فتاة من إسرائيل، الفضيحة، ديك البرابر، نساء خلف القضبان، قهوة المواردي، والمرأة الحديدية.
وجاء تكريمه يوم 3 أكتوبر 2018، لكي يتسلم درع تكريمه من مهرجان الإسكندرية، ليعلن وقتها أمام الجميع بدون أي ذرة خوف أو حزن عن إصابته بمرض السرطان، وذلك الأمر أصاب الحضور جميعًا بالصدمة، فقال الفيشاوي حينها في كلمته: «بعد بعض التحاليل والفحوصات والأشعة، طبيبي المعالج أخبرني أنني مصاب بالسرطان، سأتعامل مع هذا المرض على أنه صداع، وبالعزيمة والإصرار سأنتصر على هذا المرض.. سأهزمه وسأحضر الدورة القادمة لمهرجان الإسكندرية لأكون معكم وأهنئ زميلًا آخر على تكريمه»، وكان لا يعلم أنه لن يأتي عليه هذا اليوم، وتنتقل روحه إلى سماء.
ففي فجر يوم الخميس 25 يوليو 2019، توفي عن عمر ناهز 67 عامًا بعد صراع كبير مع مرض السرطان، فكان يتم علاج الفيشاوي وقتها، في مستشفى في الجيزة، كان سرعان ما تدهورت حالته الصحية ودخل في غيبوبة كبدية، بسبب توقف الكبد عن العمل، ولم تمض فترة طويلة على ذلك حتى أعلن عن وفاته، على كتف سنده وصديق وشقيق عمره الفنان "عماد رشاد".