نظم المنتدى المصري لتنمية القيم الوطنية، احتفالية بمناسبة الذكرى العاشرة لأحداث يونيو تحت عنوان: 30 يونيو والعبور إلى التنمية، في إطار الدور الوطني والتوعوي ل المنتدى المصري لتنمية القيم الوطنية برئاسة اللواء محمد عبد المقصود رئيس المنتدى المصري لتنمية القيم الوطنية، والذي يحرص علي الاحتفال بالمناسبات الوطنية سنويا، بهدف تعزيز القيم الوطنية لدى الشباب.
جاء ذلك بمشاركة اللواء طارق مهدي محافظ الإسكندرية الأسبق، والدكتورة غادة على عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والدكتورة أميرة تاوضروس أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، والشيخ أحمد ترك من علماء الأزهر الشريف، وبحضور قيادات المنتدى المصري لتنمية القيم الوطنية، وعدد من مساعديوالوزراء وأعضاء مجلس النواب والشخصيات العامة.
في كلمته، رحب اللواء محمد عبد المقصود رئيس المنتدى المصري لتنمية القيم الوطنية، بضيوف احتفالية المنتدى بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو، معربا عن سعادته بالحفل الذي يجمع فئات الشعب المصري من رجال قوات مسلحة وشباب وأعضاء هيئة تدريس وباحثين وقيادات بالوزارات وأعضاء مجلس النواب ووجود تمثيل للمرأة، مؤكدا أن الاحتفالية من أجل المعجزة التي قام بها الشعب المصري لاستعادة هوية الدولة المصرية واتخاذها كنقطة انطلاق نحو إعادة بناء الجمهورية الجديدة،
واستعرض اللواء محمد التحديات التي واجهت الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، وكذا الأهداف القومية التي صاغتها الدولة المصرية، مشيرا إلى أن أهم التحديات التي واجهت الدولة هي: حرب المعلومات الموجهة من أجهزة الاستخبارات الدولية، تصاعد المشكلات الاقتصادية، استخدام الأساليب المتطورة في دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة، وأيضا استخدام وسائل الإعلام المشبوهة.
تابع عبد المقصود: الجماعات الإرهابية المتطرفة قامت بتنفيذ خطط لزعزعة أركان الدولة المصرية بعد ٣٠ يونيو حيث تعمدت الجماعات المسلحة تدمير وحرق الكنائس المصرية، مشيرا إلى الدور الكبير الذي قام بها البابا تاوضروس في احتواء هذا التهديد خلال هذا الوقت حينما قال "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن".
أكد عبد المقصود، أن الله قد من على الدولة المصرية بشخصيات حكيمة، ورموز مصرية وطنية استطاعت تحافظ علي الهوية المصرية وتصدت للإرهاب وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضرس بابا الإسكندرية والشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وأوضح أن ثورة الشعب المصري قد ساهمت في إعادة رسم وصياغة الأهداف القومية بعد ثورة 30 يونيو، والتي خططت القيادة السياسية لتحقيقها وفي مقدمتها: الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين حيث تضافرت جهود وزارة الداخلية وأجهزة الأمن والاستخبارات بالتعاون مع القوات المسلحة في دحر الإرهاب وتجفيف منابعه، وحماية موارد وثروات الشعب المصري، فضلا عن استعادة دور مصر الإقليمي، مشيرا إلى الدور الكبير الذي حققتها وزارة الخارجية في إعادة مكانة مصر الدولية من خلال الارتكاز علي العمق العربي والإسلامي لمصر، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى الدولية، متابعا: الدول المجاورة التي تعرضت لنفس المؤامرات لافشاله وإسقاطها والتي لا زالت تعاني من الإرهاب تحتاج إلى 50 عاما للعودة إلى ما قبل 2011 حيث الاستقرار والرخاء.
أضاف عبد المقصود، أنه من الأهداف الرئيسية لثورة يونيو هو تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، مشيدا بما قامت بها الدولة المصرية بتوسيع الرقعة الخضراء للدولة وإعادة توزيع المواطنين خارج المناطق التي تكتظ بالسكان على ضفاف النيل في الوادي والدلتا، مشيرا إلى الدور الكبير الذي قامت الدولة المصرية خلال الأعوام الماضية في بناء المدن الجديدة في الظهير الصحراوي للمحافظات، في إطار مساعيها لإعادة توزيع المواطنين علي المناطق الجديدة.
في ختام كلمته أشاد عبد المقصود، بما قام بها الشعب المصري لاستعادة هوية الدولة المصرية، ووقوفه خلف قيادته السياسية لتجاوز كل التحديات والمخاطر التي تواجه مصر من كافة الاتجاهات الاستراتيجية، متابعا: كان هناك دائما شباب مصري حريص على القيام بدور رائد في دعم فكرة إعادة الدولة المصرية ومواجهة محاولات استقلاب الدولة وتوجيه مؤسساتها لخدمة أجندات خارجية لا تتسق مع المصالح القومية، مما دفع بعض القوى الإقليمية والدولية لتشجيع الجماعات المتطرفة على محاربتهم في الميادين وكان عدد منهم بالفعل موجودا على قائمة اغتيالات الجماعة الإسلامية، ولكن أراد الله -سبحانه وتعالى- لهذه الأمة النجاة من جوف المخاطر لحكمة وقدر يدخره الله لمصر، حفظ الله مصر وبارك شعبها العظيم.
من جانبه أكد اللواء طارق مهدي، أن جوهر الأمن القومي تحقيق التنمية، ومن أجل أن نصل إلى التنمية لا بد من أن يكون هناك أمان يشعر به جميع المواطنين، مؤكدا أن من إنجازات ثورة 30 يونيو هو إعادة بناء الدولة المصرية والحفاظ علي أركانها، وإعادة الاستقرار والأمن في الشوارع المصرية.
استعرض طارق مهدي ما حدث معه خلال 30 يونيو 2013، مشيرا إلى أنه انتقل إلى البحر الأحمر قبل 30 بأيام كمحافظ للبحر الأحمر، مؤكدا أنه مع بداية الثورة كان هناك نزاع كبير في الشارع، مشيدا بالدور الذي قام بها الشعب والقوات المسلحة في القرار الاستثنائي بنزول المواطنين إلى الشارع والقرار الرشيد من القوات المسلحة، قائلا: ثورة 30 هي ثورة شعب أمنها الجيش.
فيما قالت الدكتورة غادة علي عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن فطرة المصريين هي من دفعتهم إلى النزول في 30 يونيو للدفاع عن أمنهم وعن وطنهم ضد الإرهاب، مشيرة إلى أن الشباب والمرأة كان لهم دور كبير في الثورة حيث إن نزول المرأة إلى الشارع كان بدافع الأمومة التي كانت تحاول الحفاظ علي أبنائها.
أكدت غادة علي، الدولة قبل 2013 كانت دولة هشة اقتصاديا واجتماعيا، مشيرة إلى أنه من المبهج أن نجلس الآن بعد 10 أعوام نجني ثمار الثورة من مدن جديدة ومن بنية تحتية وثروات مكتشفة، تمثل موارد انطلاق لمصر خلال المرحلة القادمة، كما أن لديها جيشها الوطني القادر على حماية مصالحها الحيوية في البر والبحر.
أشار عضو مجلس النواب، إلى أن مصر ببرنامج الإصلاح الاقتصادي التي بدأها عام ٢٠١٦ كانت تسير بخطي متسارعة لتحقيق أعلى معدلات النمو على مستوى العالم والتي تجاوزت ٧,٥ في المائة عام 2019، والتي تأثرت بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية التي تعرض لها العالم بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
أشادت بقرارت المجلس الأعلى للاستثمار والذي عقد اجتماعه الأول بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث أعلن عن 22 قرارا يمثلون حلما لكل المستثمرين، متابعة: النواب يقوم بدور كبير لتمكين الحكومة من تنفيذ القرارت ، مؤكدة أن الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو عملت على زيادة وجذب الاستثمار الأجنبي وكانت هناك خطوات جيدة ولكن جائحة كورونا وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية كانت صادمة وأثرت على فرص جذب الاستثمار الأجنبي.
من جانبه أوضحت الدكتورة أميرة تاوضروس أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، أن المختلف في ثورة 30 يونيو هو أن العنصر الأكبر المشكل للثورة هو الأسرة، ليس فقط الرجل أو المرأة أو الشباب إنما هي ثورة الأسرة المصرية، مؤكدة أن الأسرة نجحت في الحفاظ علي استقرار المجتمع المصري بالوقوف في وجه الجماعات الإرهابية.
تابعت أميرة تاوضروس، أن الأسر المصرية على اختلاف فئاتها وطبقاتها وطوائفها قد انتفضت للدفاع عن هويتها عندما أدركت أن الدولة تتعرض لتهديد الهوية الشعبية التي تتميز بها مصر، لذا خرج المصريون من أجل الحفاظ على الهوية المصرية الوطنية، ولهذا أطلقت علي ثورة 30 يونيو انتصار ثورة الهوية، مؤكدة على أهمية تنويع وتطوير المخرجات الثقافية لمواجهة الغزو الثقافي الذي يتعرض له المجتمع المصري لتغيير معتقداته وسلوكه وتقاليده لتبني مواقف وآراء تتعارض مع هويته الحقيقية، وبما يدفع نحو التطرف الفكري والمجتمعي والديني.
من جانبه، قال الشيخ أحمد ترك من علماء الأزهر الشريف، إنه قبل ثورة 30 يونيو استهدفت الجماعات الإرهابية تغيير هوية المجتمع المصرية الدينية، مؤكدا أنه لا يمكن تغيير الهوية الدينية للمصري بسهولة لأنه متدين بفطرته، ولكن حدث شروخ في التدين، متابعا: ثورة 30 يونيو جاءت لتعديل مسار الهوية المصرية الدينية.
أشار أحمد ترك، إنه خلال ثورة 30 يونيو تم دس إلى عقول المصريين فكرة سامة وهي أن الدين والوطن كل منهم في جانب، مشيرا إلى أنه فكرة سلبية غير صحيحة لأنه لا يوجد دين بلا وطن.
في ختام الاحتفالية قام اللواء محمد عبد المقصود رئيس المنتدى المصري لتنمية القيم الوطنية، بتكريم المتحدثين باحتفالية المنتدى بمناسبة مرور الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو ورؤساء الواحدة البحثية بمركز الدراسات التابع للمنتدى، وبتسليم شهادات تقدير للباحثين، كما قام اللواء محمد عبد المقصود بتوزيع دروع المنتدى للنخبة المثقفة وسيدات ورجال الأعمال الوطنيين الداعمين للمنتدى والمركز.
جدير بالذكر، أن مركز الدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم قد تأسس في يناير 2020، بهدف الدفاع عن المصالح الحيوية المصرية، من خلال دراسة المتغيرات الإقليمية، ومدى تأثيرها على الأمن القومي المصري، واستشراف المستقبل في ظل هذه المتغيرات.
وتنطلق رؤية المركز ورسالته من الإيمان بالقيم الوطنية، والتميز في الدراسات والبحوث الاستراتيجية، وإعداد الكوادر البحثية من المتخصصين، مزودة بالمعارف والمهارات اللازمة لإجراء البحوث العلمية والدراسات الاستراتيجية المتعلقة بالشئون الإسرائيلية والفلسطينية، والإيرانية، والتركية، والأفريقية وذلك للنهوض بمسؤولياتهم تجاه وطنهم.