خاص| خبراء: التبادل التجاري بين القاهرة وأنقرة بالعملات المحلية فائدة متبادلة

أعلنت تركيا اعتزامها على التبادل التجاري بين القاهرة وأنقرة بالعملات المحلية خلال زيارة تبادل وزراء خارجية مصر وتركيا الزيارات الرسمية.

وأوضحت أن أنقرة ستستورد القاهرة وتدفع بالليرة، وفي المقابل تستورد القاهرة من أنقرة بالجنيه المصري يقضي على أزمة توفير العملات الأجنبية ويشجع على الاستثمار بين البلدين.

وأكد خبراء الاقتصاد لجريد «بلدنا اليوم» أن مقترح التبادل التجاري بين القاهرة وأنقرة بالعملات المحلية يصب في مصلحة الدولتين، مشيرين إلى صعوبة تحقيق في ظل هيمنة الدولار على التبادلات التجارية العالمية.

توفيق: تركيا تتصدر قائمة أكثر عشر دول استيرادًا من مصر

وأوضح الدكتور سعيد توفيق أستاذ الاستثمار والتمويل بجامعة عين شمس، أن مقترح التبادل التجاري بين بين القاهرة وأنقرة بالعملات المحلية يصب في مصلحة الدولتين، مؤكدًا أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهم لم تتأثر بالأزمة السياسية.

وأكد أستاذ الاستثمار والتمويل في تصريح خاص لجريدة «بلدنا اليوم» أن التبادل التجاري بين البلدين سجل 7.7 مليار خلال العام الماضي، بمعدل ارتفاع بلغ 14% مقارنة بعام 2021، لافتًا إلى أن تركيا تتصدر قائمة أكثر عشر دول استيرادًا من مصر خلال العام الماضي، بقيمة 4 مليارات دولار.

ولفت أستاذ الاستثمار والتمويل، إلى أن أن الاستثمارات تركيا في مصر سجلت 179.9 مليون دولار خلال العام الماضي، ليحقق إجمالي استثماراتها 2 مليار دولار، كما أتاحت أكثر من60 ألف وظيفة للشباب المصريين، مشيرًا إلى أن رجال الأعمال الأتراك يخططون إلى تنفيذ استثمارات جديدة بقيمة 500 مليون دولار.

وأوضح "توفيق" عدد الشركات التركية التي تعمل في مصر بلغ 200، مشيرًا إلى أن مصر أسست 260 شركة في تركيا خلال عام 2019 برأسمال يتجاوز مليون ليرة.

وأشار إلى أن السلطات التركية لديها اهتمامًا كبيرًا بالتعاون مع مصر كشريك استراتيجي، من خلال رفع الاستثمارات وزيادة التعاون في العديد من المجالات التي منها الطاقة والتجارة والنقل والسياحة، مؤكدًا أن تركيا تخطط لزيادة حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 10 مليارات دولار، والذي يجلب بدوره المكاسب إلى الطرفين.

وأكد الدكتور سعيد، أن البضائع والسلع التركية تتميز بأنها أعلى جودة من نظيرتها الصينية، وتشتهر بانخفاض سعرها، نتيجة هبوط سعر الليرة، لذلك يمكن للقاهرة وأنقرة تسهيل إجراءات التبادل التجاري، وتقليل الحواجز الجمركية، ومناقشة اقتراح تسوية التبادلات التجارية بالعملات المحلية، بما يتماشى مع التوازن لتصحيح الاختلال الراهن في الميزان التجاري لصالح تركيا، عن طريق رفع القاهرة لكميات تصدير الغاز الطبيعي المسال.

كما رجح تيسير شروط الحصول على تأشيرات الدخول بين القاهرة وأنقرة خلال الفترة المقبلة في ضوء التحسن في العلاقات، مما يؤدي إلى زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية بين البلدين.

وأشار إلى أن السلطات التركية تريد إتمام لقاء على المستوى الرئاسي مع مصر في أقرب وقت ممكن، حيث أنها ترى في الزيارة مساندة لحملة الرئيس أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024، مؤكدًا أن هناك أسباب كثير تلزم بالتمهل في عقد اللقاء الرئاسي من أجل الإعداد الجيد والمسبق لأجندة ذلك اللقاء، حتى لا يكون لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره التركي، لكسب الزخم الانتخابي .

شيحة: نتوقع زيادة التبادل التجاري بين تركيا ومصر بمقدر 2 مليار دولار

وبدوره، قال أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين السابق، إن تبادل البضائع التجارية بين القاهرة وأنقرة بلغ 7.8 مليار دولار خلال العام الماضي، مقارنة مع 6.7 مليار دولار خلال العام السابق له، مرتفعًا بنسبة 14%، مؤكدًا أن حجم التبادل التجاري سيتضاعف في حال تم تطبيق مقترح التبادل التجاري بالعملات المحلية.

وتوقع رئيس شعبة المستوردين السابق، يصل قيمة التبادل التجاري بين البلدين إلى 9.7 مليار دولار خلال عام 2023، نتيجة تحسن العلاقات بين مصر وتركيا والذي يؤدي بدوره إلى زيادة التبادل التجاري والاقتصادي باعتبار أن البلدين من أقوى دول الإقليم في البحر المتوسط.

عبده: التبادل التجاري بالعملات المحلية أصبح اتجاه عالمي

وعلق الدكتور رشاد عبده الخبير اقتصادي، على مقترح التبادل التجاري بين مصر وتركيا بالعملات المحلية قائلًا:" إنه بإمكان القاهرة وأنقرة تحقيق مكاسب نسبية في حال تحقيق هذا المقترح، حيث أن حجم الاستثمارات بين البلدين كبير، مما يوفر العملات الأخرى لكلا الدولتين."

وأضاف الخبير الاقتصادي، في تصريح خاص لجريدة «بلدنا اليوم» أن مقترح التبادل التجاري بين الدول أصبح اتجاه عالمي، حيث شرعت الصين وروسيا ومجموعة دول البريكس في تنفيذه بعد الحرب الروسية الأوكرانية وفرض أمريكا والدول الغربية عقوبات على روسيا، مما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم ودفع الدول في التفكير في هذا الاتجاه.

وتسائل "عبده" عما إذا كانت أمريكا ستسمح لتركيا بالقيام بهذه الخطوة التي تمثل خطر على سيطرة الدولار على التبادلات التجارية على مستوى العالم، مؤكدًا أن التبادل التجاري بين الدول بالعملات المحلية تسهل الاستثمارات وتمنحها العديد من التيسيرات.

اقرأ أيضًا| خاص| استجابات دولية واسعة لقمة دول جوار السودان بالقاهرة.. وهذه أبرز الأولويات