بدء توافد قادة الدول الإفريقية على حضور قمة دول جوار السودان التي ستنطلق غدًا الخميس في القاهرة، لبحث سبل إنهاء الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بحضور ممثلين من السعودية والولايات المتحدة، بالإضافة إلى وفود رفيعة المستوى من مالي وليبيا والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا.
بالتزامن مع إنطلاق قمة دول جوار السودان، يوشك الصراع في السودان على الدخول في شهره الرابع، ويبدو الوضع على الأرض أكثر تعقيدًا يومًا بعد يوم، حيث تضاعفت الجهود الدبلوماسية الدولية لتسوية الأزمة ولكن دون فائدة.
قمة دول جوار السودان
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن قمة دول جوار السودان تهدف إلى تطوير آليات فاعلة مع دول الجوار لحل الصراع سلميا بالتنسيق مع الجهود الإقليمية والدولية الأخرى.
الجهود المصرية تتزامن مع الوساطة الأمريكية والسعودية لتسوية الأزمة السودانية
وتتزامن الجهود الدبلوماسية المصرية لوقف القتال مع مبادرتين جاريتين: الوساطة بقيادة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتان يعقد مندوبوهما اجتماعات منتظمة في جدة، والمجموعة الرباعية من دول الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد) - كينيا وإثيوبيا وجيبوتي وجنوب السودان - التي اجتمعت يوم الإثنين الماضي في أديس أبابا.
وبحسب بيان الرئاسة المصرية، فإن الهدف من قمة القاهرة هو مناقشة الآليات السياسية لوقف الحرب، في وقت بدأ الصراع يظهر آثاره بشدة على دول الجوار، التي ضربتها موجة عارمة، من اللاجئين وطالبي اللجوء.
وتشير أحدث البيانات الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من 700 شخص قد التمسوا اللجوء في البلدان المجاورة وأن أكثر من 2،2 مليون نازح داخليًا.
وأظهرت الأرقام المسجلة أن 40% من إجمالي الذين فروا لجأوا إلى مصر، 28% وصلوا إلى تشاد و 21% إلى جنوب السودان. ولجأ النازحون الآخرون إلى إثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وتأتي قمة القاهرة بعد أيام قليلة من اجتماع رؤساء دول وحكومات اللجنة الرباعية - جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وجنوب السودان - الذين اجتمعوا في 10 يوليو الماضي في أديس أبابا، وهو اجتماع قاطعته القوات المسلحة السودانية التي لا تعترف بمبادرة الوساطة التي تقودها كينيا بسبب الصلات المزعومة التي سيبقيها الرئيس الكيني وليام روتو مع دقلو.
قمة لقوات الطوارئ في شرق إفريقيا حماية المدانيين في السودان
في نهاية الاجتماع، طلب الممثلون الإقليميون، بالإضافة إلى تكرار النداء العام لوقف الأعمال العدائية، عقد قمة لقوات الطوارئ في شرق إفريقيا للنظر في إمكانية نشر قوات لحماية المدنيين والأفراد، لضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
عبد الكريم: المبادرات الدولية لتسوية الأزمة السودانية لم تلبي تطلعات السودانيين
وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد عبد الكريم الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية، ومنسق أبحاث وحدة أفريقيا بمعهد الدراسات المستقبلية في ببيروت، إن المبادرات الدولية التي عقدت خلال الفترة الماضية لتسوية الأزمة في السودان لم تلبي تطلعات الشعب السوداني.
وأضاف الباحث في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» أن خطأ المبادرات السابقة أنها كانت تعامل الجيش السوداني على قدر المساواة بقوات متمردة على عكس المبادرة المصرية التي انطلقت مع اندلاع الأزمة السودانية التي طالبت بالحفاظ على سيادة السودان وحماية شعبه.
وأشار الدكتور محمد عبد الكريم إلى قمة دول جوار السودان تعد استكمالًا لجهود مصر وجنوب السودان لحماية سيادة الدولة وإقامة الشرعية، مؤكدًا أن مصر أكثر دولة معنية بتسوية الأزمة السودانية.
وأكد أن القيادة المصرية تدعم كل مؤسسات الدولة السودانية بكافة مؤسساتها، لافتًا إلى أن جميع دول العالم تنتظر بيان وقوى بتوصيات القمة لا يختلف عليه أطراف الصراع.
رشوان: قمة دول الجوار لاقت استجابة واسعة
وبدوره، قال الدكتور محمد فؤاد رشوان الخبير في شئون الدراسات الأفريقية، إن دعوة مصر لانعقاد قمة دول جوار السودان لاقت استجابة واسعة من كافة الدول المجاورة للسودان والتي منها تشاد وإريتريا وإثيوبيا بالإضافة إلى المنظمات الدولية المعنية مثل الاتحاد الأفريقي وممثلين جامعة الدول العربية.
وأضاف الخبير في شئون الدراسات الأفريقية في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» أن الاستجابة الواسعة التي لقتها القمة جاءت نتيجة لموقف مصر الحيادي من الأزمة السودانية.
وأشار الدكتور محمد فؤاد رشوان إلى أن القمة تهدف إلى القضاء على تدهور الوضع الإنساني والأمني والحفاظ على سيادة الدولة السودانية، مؤكدًا أن مصر طرحت هذه المبادرة بناءًا على رؤية أفريقية واضحة لإنهاء التحديات التي تواجه القارة السمراء.
وأوضح أن أن الدول المجاورة للسودان تخشى تقسيم السودان وما يترتب عليه من تحديات للدول التي تمتلك حدود مشتركة مع الخرطوم، مؤكدًا أن مصر تمتلك رؤية واضحة لتسوية الأزمة السودانية ووقف إطلاق النار.
وأكد أن قمة دول جوار السودان التي دعت لها مصر لم تتجاهل القمم الدول السابقة وجمعت كل الأطراف لوضع رؤية كاملة وواضحة لوقف إطلاق النار بشكل نهائي والتوصل لحل سياسي للأزمة.
اقرأ أيضًا| خاص| خبراء: استضافة مصر لقمة دول الجوار لحقن دماء الشعب السوداني