بصوت عذب حنون ممتد من الجنة، تتلو في كل مناسبة "سلمي سنجر" صاحبة ال15 عامًا، وابنة مركز جرجا جنوب محافظة سوهاج، آيات من القرآن الكريم، تجلس وسط مئات من الفئات المختلفة تغمض عينيها وتتلو على مسامعهم ما تيسر من الذكر الحكيم، غير مبالية بالعادات التي منعت المرأة في صعيد مصر من الظهور بأي موهبة.
وفي حقيقة الأمر، أن "سلمي" متعددة المواهب، تقرأ القرآن بصوت عذب، وتؤلف الشعر بعبارات قوية تؤثر مسامع كل من يتقرب منها وتجبره على الانصياع لها، فلا سبيل للتشتت وعدم الانتباه، وتؤلف أبيات الشعر وتلقيها على المستمعين فلا تكاد تنتهي من بيت حتي يعلو التصفيق الحار من كل مكان.
وأوضحت صاحبة ال15 ربيعًا لموقع بلدنا اليوم، أنها مقبلة على الدراسة في الصف الأول الثانوي وهي تقترب من حفظ القرآن الكريم كاملًا، درسته وحفظته وتعمقت في الفقه على يد معلميها في القرية التي تنتمي إليها، تمكنت من تجويد القرآن وأحكامه فأصبحت مساعدة لشيخها في الأكاديمية، تُدرس الأطفال وتلقنهم دينهم.
وقالت "سنجر" لبلدنا اليوم "والداي مصدر دعمي، معي من البداية بيشجعوني على حفظ القرآن والإنشاد الديني وكتابة الشعر والقاءه، والدي ماديًا ووالدتي معنويًا، تعلمت القرآن من الشيخ المعيقلي والمشاري وأحكمت تجويده بالشيخ الحُصري، والقرآن ما خالط شئ إلا وباركه بقرأ منه قبل المذاكرة وبعدها وفي كل آن".
وكما قيل قديمًا وحتي الآن يُقال، نزل القرآن الكريم في مكة وقُرئ في مصر، و"سلمي" نموذج فردي وليس حصري لكل أبناء مركز جرجا، ولكنها تمتعت بحنجرة ذهبية تطرب أذان مستمعيها، ليس في القرآن الكريم فقط ولكن في تقليد كبار المشايخ والشعر أيضاً.