في مثل هذ اليوم حصلت دولة الجزائر على الاستقلال وتحررها من الاستعمار الفرنسي الذي دام أكثر من ثلاثة عشر عقداً (132سنة)، بعد تفجير الثورة التحريرية الكبرى والتي تعد أكبر ثورة في القرن العشرين، وهوَ يوافق 5 جويلية سنة 1962، ولقد تم توقيع مرسوم الاستقلال يوم 3 جويلية 1962 وقامت جبهة التحرير الوطنية بإقرار 5 جويلية لمسح هزيمة 5 جويلية 1830 بسيدي فرج.
دور مصر في استقلال الجزائر
دعمت مصر ثورة الجزائر بالسلاح والخبراء فكانت مصر الداعم الأول والأهم لها ولا أحد ينسي دور مصر الشقيقة في مساعدة الجزائر حيث تعرّضت لعدوان شنيع كانت فيه ضحية تأييدها للشعب الجزائري المناضل. ولا ينسى أي جزائري أن انتصار الشعب المصري في معركة بورسعيد التاريخية ليس إلا انتصار لواجهة من واجهات القتال العديدة التي تجري في الجزائر منذ ثمانية وثلاثين شهرًا، وأن الشعب الجزائري المنهمك في معركته التحريرية الكبرى ليبعث إلى الشعب المصري الشقيق وبطله الخالد جمال عبد الناصر بأصدق عواطف الأخوة والتضامن.
كان الرد القمعي على المظاهرات السلمية التي نظمها الجزائريون هو ارتكاب مجازر 8 ماي 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي واستعملوا فيه القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ومداشر ومدنا بأكملها، ونتج عن هذه المجازر قتل أكثر من 45,000 جزائري أولهم الشاب بوزيد سعال 22 سنة، فدمرت قراهم وأملاكهم عن آخرها.
وفي أول مايو 1945، نادى الجزائريون بإطلاق سراح السياسي مصالي الحاج، واستقلال الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني الذي أُنتج خصيصا لهذه المناسبة في محل خياطة تابع لتاجر يدعى البشير عمرون. وكانت المظاهرات سلمية، وادعى الفرنسيون انهم اكتشفوا (مشروع ثورة) في بجاية خاصة لما قتل شرطيان في الجزائر العاصمة، وبدأت الاعتقالات والضرب وجرح الكثير من الجزائريين. ولما أعلن عن الاحتفال الرسمي يوم 7 ماي، شرع المعمرون في تنظيم مهرجان الأفراح، ونظم الجزائريون مهرجانا خاصا بهم ونادوا بالحرية والاستقلال وكان زعماء الحركة الوطنية يحضرون للاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، لأن الجزائريين شاركوا في تحرير فرنسا في الصفوف الأولى من جيشها بل قد كانوا أكثر من نصفه، وكان ذلك باجبار من فرنسا وقد وعدتهم بعد تحريرها باستقلال الجزائر، وقد حضروا لذلك، عن طريق تنظيم مظاهرات تكون وسيلة ضغط على الاحتلال الفرنسي بإظهار قوة الحركة الوطنية ووعي الشعب الجزائري بمطالبه، وعمت المظاهرات كل القطر الجزائرئ.
وفي كل عام تقيم الجزائر احتفالات وطنية سنوية على مستوى كامل التراب الجزائري تخليدا لهذه الذكرى العظيمة (الاستقلال) حيث تقيم استعراضات واحتفالات شعبية بهيجة وجميلة جدا، وترافقها بعض البروتوكولات الرسمية كرفع العلم الجزائري وإطلاق طلقات نارية ومدفعية في تمام الساعة الصفر في كل أنحاء الجمهورية.