في اليوم السابع والعشرون من يونيو لعام 2013، وفي تمام الساعة السابعة مساءً، نقلت وسائل الإعلام المحلية والدولية اللحظات الأولى لنصب أول خيمة أمام قصر الاتحادية بمصر الجديدة، والتي نصبها مجموعة من منظمة شباب الجبهة التابعة لحزب الجبهة الليبرالي في إطار الاستعدادات لتجهيز مظاهرات هي الأضخم في تاريخ مصر لعزل جماعة الإخوان الارهابية من الحكم، بعدما انتشرت الفوضى في جميع أنحاء مصر.
- 22 مليون مصري يوقعون لعزل الإخوان.
في تلك الأثناء، أعلنت حركة تمرد التي أسسها مجموعة من الشباب المصري لجمع توقيعات من المصريين للمطالبة بعزل محمد مرسي من حكم البلاد، بعدما استولت جماعته على السلطة والبرلمان وسارت البلاد في طريق الفوضى، عن جمع ما يقرب من 22 مليون استمارة موقعة من الجمهور، وبذلك تكون تمرد قد تجاوزت الهدف المطلوب بجمع 15 مليون استمارة ب7 ملايين استمارة إضافية.
ويقول حسن شاهين أحد مؤسسي حركة تمرد "أن الرقم أدهشنا جميعًا وفاق كل التوقعات وهو ما جعل الخطر أكبر سواء من الخوف على الاستمارات حتى لا يتم تدميرها، كما حدث من قبل حين أشعلت الجماعة النيران في مقر تمرد، أو الخوف على سلامتنا الجسدية من عنف الإخوان في تلك الآونة، وهو ما دفعنا إلى وضع الاستمارات في مقرات سرية، وكذلك نحن قمنا بالاختفاء في أماكن سرية أيضًا.
- جبهة الإنقاذ.
على صعيد أخر، كانت الأحزاب والحركات السياسة في سباق مع الوقت لتجهيز بيانات لحشد الجمهور على الخروج في مظاهرات ضد مرسي وجماعة الإخوان، ومحاولة توفير غطاء أمني وسياسي لحماية المتظاهرين من عنف الإخوان المتوقع.
وهو مانجحت فيه جبهة الإنقاذ بقيادة عمرو موسى حينها، والتي كانت في حالة اجتماع دائم.
-الإخوان عنف من البداية للنهاية.
وفي نفس التوقيت كانت جماعة الإخوان في حالة استنكار وتعالي على الشعب المصري ورغباته وتمحورت بياناته ما قبل 30 يونيو حول الشرعية والتهديد بسحق كل من سينزل إلى الشارع ضدهم، مع التقليل والتحقير من خصومهم المعارضين.
كما ظهرت دعوات للحشد في ميادين مختلفة بالعاصمة منها ميدان النهضة وميدان رابعة وهي اختيارات لم تكن عشوائية من البداية.
فميدان النهضة له العديد من المخارج والمداخل ويصعب تطويقه بالقوات الأمنية وفي منتصف كثافة سكانية ضخمة مما يصعب من مهمة أي قوات تحاول اقتحامه، كذلك قربه من مناطق انتشار الأفرع المسلحة لهم في مناطق مثل كرداسة.
بينما كان اختيار ميدان رابعة العدوية لهدف وحيد وهو قربه من مقر وزارة الدفاع المصرية بما يشكل تهديد صريح وواضح للقوات المسلحة.
ومن جانبه، أكد الدكتور شادي العدل عضو المجلس السياسي بحزب المحافظين، أن المصريين انتفضوا بعدما فاض بهم الكيل من مرسي وجماعته الذين سرقوا ثورة 25 يناير، وخاصة بعد إعلان المواد فوق الدستورية، مما دفع المعارضة المصرية والقيادات السياسية وعلى رأسهم السيد عمرو موسى والدكتور محمد البرادعي إلى تدشين جبهة الإنقاذ لتتصدر المشهد السياسي المصري.
مضيفًا أنه تم تدشين أيضًا شباب جبهة الإنقاذ التي شرفت أن أكون امين السر بها، لتبدأ قصة النضال ضد محمد مرسي وجماعته، في وقت صمتت فيها العديد من الشخصيات والكيانات السياسية وفضلت الحياد بل والتعاون مع الإخوان.
مشيرًا إلى أنه في شهر مارس 2013 أعلن شباب جبهة الإنقاذ رسميًا عن سقوط شرعية مرسي، وطالبنا بعدها بانتخابات رئاسية مبكرة، ولكن مالبس أن بدأت تمرد دعوتها.
وأشار العدل إلى أن جبهة الإنقاذ قررت الانخراط مع تمرد في حملتها واستغلال مقراتها بمختلف المحافظات لدعم الحركة، وهوما مكننا من جمع ملايين التوقيعات، حتى أتت لحظة الصفر، وبدء الزحف الجماهيري في كافة ميادين ومحافظات مصر، والذي استمر حتى يوم 3 يوليو لحظة إعلان عزل مرسي، وكانت تجربة معبرة عن معدن الجماهير المصرية والقوى السياسية المدنية المصرية التي أثبتت أنها قادرة على التغير، واستطعنا إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية، التي تفشت في جسد الأمة المصرية لمدة 80 عام، وتم إقصائها بلا رجعة، ولن نسمح بعودتها مرة أخرى للمشهد حتى نستطيع العبور بالدولة المصرية إلى عهد جديد.