تشكل ظاهرة تسريب الامتحانات، أزمة شائكة تعاني منها وزارة التربية والتعليم، طوال السنوات الماضية، ومع قرب انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2023، تزداد مزاعم صفحات الغش الشهيرة بـ شاومينج، في تسريب الامتحانات قبل بدء اللجان.
وتسببت أعمال الغش والتسريب التي ضربت امتحانات الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية، في انتشار مخاوف من تسريب امتحانات الثانوية هذا العام، وتكرار المشاهد التي كانت تشهدها الامتحانات على مدار الأعوام السابقة.
شاومينج يزعم تسريب امتحانات الثانوية على "تليجرام" و "واتساب" بمقابل مادي
وتعود صفحات الغش والتسريب المعروفة بـ شاومينج، بشكل تدريجي على منصات التواصل الاجتماعي، ومن خلال مزاعمها التي لا تنتهي، قبل موسم امتحانات الثانوية العامة كل عام، تقوم بنشر الوهم بين الطلاب بأنها تمتلك الامتحانات الأصلية، ولكن يتضح أنها تتعمد النصب عليهم في مقابل جمع المال.
ونشرت إحدى صفحات «شاومينج» خلال الأيام الماضية، على موقع "فيسبوك"، منشورًا تعلن فيه امتلاكها للامتحانات هذا العام، وتبيعه للطلاب قبل بدء الامتحان بساعة، على تطبيق "واتساب" و"تليجرام"، كما أكدت على حد قولها أنه سيتم نشر الإجابات مع الأسئلة قبل توزيع أوراق الامتحانات على الطلاب.
معظم صفحات التسريب يتم التحكم بها خارج مصر
ومن المعروف أن معظم جروبات الغش والتسريب المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، من الصعب إحكام السيطرة عليها خاصة وأن يوجد منها خارج مصر، هذا ما أكدته الدكتورة حنان يشار، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أثناء حديثها لـ «بلدنا اليوم»، موضحة أنه يجب تتكاتف جميع الجهات والهيئات المعنية من وزارة التربية والتعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، للسيطرة على هذه الصفحات، وتشكيل لجان إلكترونية لمتابعتها.
وأشارت "يشار" إلى أن التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، سهلت على الطلاب أعمال الغش داخل اللجان، إذ أصبح هناك حيل لا متناهية لاصطحاب أجهزة المحمول داخل اللجان الامتحانية، مطالبة الوزارة باتخاذ كافة الإجراءات الأمنية واستخدام العصا الإلكترونية للكشف عن هذه الأجهزة.
طلب إحاطة أمام البرلمان للكشف عن أسباب تسريب امتحانات الإعدادية
وأثارت حالات التسريب والغش التي شهدتها امتحانات الصف الثالث الإعدادي، حالة من الذعر والخوف، لدى أولياء الأمور والأهالي، خاصة مع قرب انطلاق امتحانات الاثنوية العامة، لذلك تقدمت النائبة سميرة الجزار، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء ووزير التعليم، بشأن ظاهرة تسريب الامتحانات التي شهدتها مرحلة الشهادة الإعدادية.
وأشارت "الجزار" إلى أن الدكتور رضا حجازي، تعهد أن تتخذ الوزارة جميع الإجراءات التي تضمن عدم تسريب أي امتحانات ولكن اتضح أن هذه الإجراءات لم تكفل القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي استمرت على مدى السنوات الماضية، مطالبة بالكشف عن جميع الحقائق الخاصة بتسريب الامتحانات، وكيف تم تصوير الأسئلة ونشرها على منصات التواصل الإجتماعي.
وزير التعليم يتوعد: عدم التهاون مع من يُثبت تورطه في أي واقعة تسريب أو غش إلكتروني
تصريحات الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، التي أعلنها في العديد من خطاباته الرسمية، تؤكد أن الوزارة ستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتسببين في أعمال الغش والتسريب بالامتحانات، إذ أكد أنه لن يتم التهاون مع من يُثبت تورطه في أي واقعة تسريب أو غش إلكتروني.
كما شدد على عدم السماح بتواجد أي شخص فى محيط اللجان قبل وأثناء عقد الامتحانات، ومنع اصطحاب الهواتف المحمولة للمراقبين والملاحظين وكل القائمين على الامتحانات داخل اللجان الامتحانية.
وقرر وزير التعليم، منع لجان الامتحانات التي شهدت أعمال شغب أو غش جماعي، والمراقبين والمسؤولين باللجان عن المشاركة في أعمال الامتحانات في حالة وجود صلة قرابة حتى الدرجة الرابعة، بالإضافة إلى الاستعلام الأمني الجيد عن المشاركين بأعمال الامتحانات.
كما تتخذ الوزارة في امتحانات الثانوية العامة 2023، إجراءات صارمة أثناء انطلاق الامتحانات، حيث سيتم إتاحة أكواد محددة، وتفتيش الطلاب باستخدام العصا الإلكترونية، قبل وخلال الامتحان، ومنع السماح بدخول الهاتف المحمول، كما أكدت أن أوراق الامتحانات ستكون مؤمنة بسرية تامة من لحظة خروجها من المطبعة حتى تسليمها للطلاب داخل اللجان.