يبدو أن قيادات وأعضاء أحزاب الحركة المدنية الديمقراطية لم يتعلموا الدرس من عظيم السينما المصرية فريد شوقي المُلقب بـ«ملك الترسو» الذي وضع الجمهور نصب أعينه طيلة مسيرته الفنية؛ ليضعه الجمهور فوق الرأس والأكتاف بعد رحيله لسنوات طويلة.
يبدو للقارئ للوهلة الأولى عند قراءة العنوان والمقدمة الافتتاحية للمقال، أنه لا توجد ثمة مقارنة بين ممارسات الحركة المدنية الديمقراطية –التي تمثل جزء كبير من المعارضة في البلاد- وبين فريد شوقي أحد علامات الوسط الفني في مصر.
إلا أنه بالتمعن في مواقف الحركة خلال الفترة الأخيرة، نجد أن الحركة المدنية لا تمتلك أحزابها أي قواعد جماهيرية تذكر في المحافظات، ناهيك عن حصر معظم أعضائها على العائلات والأسر والمقربين منهم.
ولعدم وجود أي فطنة سياسية لدى أحزاب الحركة المدنية الديمقراطية، نجدهم يتخلون وينصرفون عن أولى الخطوات الجادة لتكوين قواعد شعبية وجماهيرية لهم من خلال المشاركة في جلسات الحوار الوطني والحديث باسم المواطنين وعرض شكواهم.
واكتفت الحركة المدنية طوال الشهور الماضية -منذ انطلاق دعوة الرئيس السيسي للحوار الوطني في حفل إفطار الأسرة المصرية رمضان قبل الماضي- بالتلويح بالانسحاب- وإعلان المشاركة المشروطة مقدمًا بعدد من الضمانات والشروط -على حد قولهم-، بدلًا من إعلان المشاركة الجادة وإعداد وصياغة أفكارهم وأيديولوجياتهم الحزبية التي من المفترض أن تكون قائمة على خدمة المواطن أولًا، مستبدلين دورهم الحقيقي في المشاركة الفعالة وإيجاد مساحات مشتركة على طريق إنشاء الجمهورية الجديدة، بالخطابات الشعبوية العنترية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.