يحلم الكثير من صغار المربين للمواشي بتحقيق أرباح من مشاريعهم وأن تساندهم الدولة في ذلك، ونظراً لما تشهده البلاد من ارتفاع في أسعار اللحوم ومنتجات الثروة الحيوانية الناتج عن أزمة العالم الاقتصادية، فكان لابد من الحفاظ على الثروة الحيوانية ورؤوس الماشية وتنميتها لسد الاحتياجات.
اتخذت الدولة خطوات متعددة في سبيل ذلك والتي تمثلت في الحملة القومية للتحصين ضد الأمراض لإعطاء الماشية المناعة الكافية للتصدي لأي مرض قد يصيبها سواء كان حمى قلاعية أو غيرها، كما تم إنشاء صندوق التأمين على الثروة الحيوانية للحفاظ على المربي من أي تعرض للخسائر المفاجئة، تشجيعاً له، كما تم اطلاق المشروع القومي للبتلو لتوزيع رؤوس الماشية على الفلاحين، وكل ذلك يدور في وتيرة مبادرات رئيس الجمهورية لتنمية الثروة الحيوانية.
وقد أطلقت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تحت إشراف السيد القصير وزير الزراعة، أعمال الحملة القومية للتحصين ضد مرض الحمى القلاعية، بجميع محافظات الجمهورية، وتشمل تحصين الأبقار والجاموس والأغنام والماعز ضد مرضيّ الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع.
توعية المربين
وأوضح وزير الزراعة، أن الحملة تقوم بدورها من خلال لجان ثابتة ومتحركة ومن بيت لبيت، مناشداً المربين بضرورة التعاون مع لجان التحصين حفاظاً على ممتلكاتهم من الثروة الحيوانية، وتحقيقاً للأهداف القومية المرجوة من هذه الحملة، مؤكداً على ضرورة التأمين على مواشيهم لأن هذا هو الطريق الأمثل لتعويضهم في حالة نفوق الحيوان أو سرقته.
وذكر القصير أنه تم توفير كافة اللقاحات المطلوبة واتخاذ الإجراءات والتجهيزات لبدء وإنجاز أعمال حملة التحصين على أكمل وجه في جميع أنحاء الجمهورية من خلال تكثيف الحملات الإرشادية قبل وأثناء عملية التحصين لتعريف المربين بالمرض وضرورة التحصين لوقاية المواشي، مع استخدام الوسائل الإرشادية لتوعية المربين بأهمية التحصين واستخدام البوسترات في أماكن ظاهرة لمربي الماشية واستخدام الوحدات الصوتية للإعلان عن تواجد لجان التحصين، بالإضافة إلى التعاون مع الإدارات والوحدات المحلية والمساجد والكنائس في توصيل الرسائل الإرشادية للمربين، كما سيتم تعريف المربين بأهمية ترقيم وتسجيل الثروة الحيوانية ووجود بطاقة تسجيل لكل حيوان موضح بها الأمراض التي تعرض لها والتحصينات التي تلقاها.
تطعيم للوقاية
قال الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي بإسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" إن الوزارة تبذل قصارى جهدها لتنمية الثروة الحيوانية والحفاظ عليها من الأمراض والأوبئة الموسمية، وفي هذا السياق وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، تطلق الوزارة أكثر من حملة خلال العام لتطعيم المواشي وتحصينها ضد الأمراض المختلفة، بالإضافة إلى أن الوزارة تقوم بتكثيف الحملات أكثر من قبل، وذلك لرفع مستوى المناعة لدى الماشية والحفاظ على الثروة الحيوانية.
وأضاف القرش في رده عن تواجد حمى الوادي المتصدع من عدمه أنها غير موجودة في مصر، وأكد أن مصر خالية من مرض حمى الوادي المتصدع من فترة كبيرة ولكن يتم تقديم حملات التحصين بهدف الوقاية ومنع ظهورها لحماية قطعان الماشية، فالهدف من حملات التحصين المستمرة و الخاصة بالحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع هو أن تساعد في رفع مستوى المناعة لدى الماشية ويحافظ على رؤوس الماشية، ويجنب المربي الخسائر الاقتصادية على الرغم من خلو مصر من هذه الأمراض.
وأضاف القرش أن الوزارة تنظم الحملات التحصينية في البيوت وتتواصل مع العائلات من خلال فرق متحركة، بالإضافة إلى الحملات الثابتة في جميع الوحدات البيطرية على مستوى الجمهورية، والتي تمكن المربين من تلقي التطعيم للماشية.
حماية أموال الفلاح
وأكمل القرش في حديثه ل "بلدنا اليوم" أنه من جانب حرص الوزارة على تنمية الثروة الحيوانية وتحفيز صغار المربين على تربية الماشية بشكل أكثر اطمئنان من أي خسائر يتعرضوا لها في حالات نفوق الماشية، بدأت في تنفذ برنامج الترقيم، وصندوق التأمين، والذي يساعد في الحفاظ على الثروة الحيوانية ويقدم التأمين على رؤوس الماشية للمربين، وحفظ رأس المال بالنسبة للفلاح أو المربي حتى لو تعرض لمشكلة أثناء التربية تقوم الوزارة بتعويضه.
وأشار القرش أنه على كل من يرغب في الاشتراك بالصندوق عليه التوجه لأقرب مديرية بيطرية يتبعها، والتقدم بطلب لمسؤول الصندوق ودفع رسوم مادية بسيطة، لا تتجاوز الـ300 جنية.
وأوضح متحدث الوزارة أن شروط الانضمام لصندوق التأمين على الماشية، أن الوزارة تقوم بالتأمين على الرؤوس المملوكة لدي صغار المزارعين ويتم ترقيمها بهدف تقديم الرعاية اللازمة لها.
استحقاق التعويض
ولفت القرش إلى أن أبرز الحالات لاستحقاق التعويض مقابل التأمين على الماشية، في حال نفوق الماشية بسبب مرض أو حادث وقع عن غير عمد، وذبح الماشية اضطراريا بسبب حادث وقع عن غير عمد، وإعدام الماشية بأمر المصلحة البيطرية أو أحد فروعها، ويتم عمل تعويض مرضي للمربين في اي حالة تقتضي صرف التعويض لها.
واختتم القرش حديثه قائلاً بأن الوزارة قامت بتوفير الأعلاف للتيسير على المربين بالتنسيق مع الجهات المعنية من خلال متابعة الافراجات الجمركية لخامات الأعلاف بشكل مستمر وتوفير عدد من الأطباء البيطريين في المجازر وتكثيف عمليات المراقبة على المحلات بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية بالدولة والهيئة العامة للخدمات البيطرية.
5 مليون رأس محصنة
قال الدكتور إيهاب صابر رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أن وزارة الزراعة تطلق الحملات والقوافل البيطرية لتحصين المواشي، ويأتي ذلك في إطار المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتطوير الريف المصري ورفع مستوى معيشة صغار المربين والمزارعين "حياة كريمة".
وأضاف رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية أنه تم تحصين ضد مرض الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع خلال الحملة القومية الأولى لعام 2023 والتي بدأت 4 مارس 2023 بجميع محافظات الجمهورية، للحفاظ على الثروة الحيوانية من الأوبئة، حوالي 2 مليون و887 ألف و812 رأس ماشية من الأبقار والجاموس والأغنام والماعز ضد مرض الحمى القلاعية منذ بداية الحملة وحتى 1 إبريل الجاري.
وأكمل إيهاب صابر أنه تم تحصين حوالي 2 مليون و591 ألف و72 رأس ماشية ضد مرض حمى الوادي المتصدع من الأبقار والجاموس والاغنام والماعز والجمال منذ بداية الحملة وحتى 1 إبريل الجاري، وذلك للحفاظ على الثروة الحيوانية من تفشي أي مرض وتنميتها.
صندوق تأميني
ولفت إيهاب صابر إلى أنه خلال العام الحالي بلغ إجمالي التأمين على الماشية 656870 رأس ماشية تأمين صحي عادى حر حيث، مضيفاً أنه يوجد في الفترة الأخيرة إقبال كبير من المربين والفلاحين على التأمين الصحي العادي على مواشيهم لدى صندوق التأمين على الثروة الحيوانية.
وأشار إلى أن صندوق التأمين على الثروة الحيوانية في الآونة الأخيرة شهد طفرة غير مسبوقة في جميع مجالاته وأنشطته، وتم تدعيم محطة التسمين إحدى مشروعات غرب النوبارية التابعة لصندوق التأمين على الثروة الحيوانية بكميات من العجول الجاموس البلدي وكذلك عجول بقرى كولومبي للتسمين وبيع لحومها بمنافذ البيع التابعة للصندوق.