تزامناً مع بداية العشر الأواخر من رمضان المبارك والذي نشهد خلالهما ليلة القدر، يكثر البحث عن دعاء ليلة القدر 21 رمضان.
خاصة وأنها ليلة ورد فضلها في الكتاب والسنة، ورغم أنها ليلة خفية إلا أن أماراتها وعلاماتها ثابتة في الوحيين الشريفين.
دعاء ليلة القدر 21 رمضان
ولقد احتفي القرآن الكريم بفضلها في سورة كاملة سميت بسورة القدر، كذلك احتفت بهاالسنة النبوية ، وذلك في قول النبي صلي الله عليه وسلم : “من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
ويبين الدكتور محمد قاسم المنسي أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة من السنة العملية ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله وأيقظ أهله، وكان إذا دخل رمضان يجتهد في رمضان مالايجتهد في غيره ، وفي العشر الأواخر منه مالايجتهد في غيره.
كذلك تضافرت الأحاديث والأخبار علي انها في العشر الأواخر وأنها في الوتر من الليالي ، ومنها ماروته السيدة عائشة ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"، ولقد كان من حكمة الله تعالي ، ورحمته بعباده،ان جعلها غامضة مبهمة في العشر الأواخر من رمضان، ليتحراها المسلمون وتعلو همتهم، ويشتد طلبهم، ويحيوا الليالي الاخيرة كلها بقيام وعبادة ودعاء.
كما يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء إن من أعظم مظاهر شرف الليل، أن الله أنزل فيه القرآن، فالقرآن يحب الليل،وحبه لليالي رمضان وعشره الأواخر أشد (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ) [ البقرة:185],.
وتابع: يبلغ الحب أشده وذروته في ليلة القدر, وهي ذلك الوقت الشريف الذي اختاره الله لنزول القرآن, حيث بلغت الطاقات النورانية أعلى درجاتها, قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ) [القدر:1].
وكانت ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من رمضان, كما قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: "أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان, وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان, والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان, وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان" (رواه الإمام أحمد), وهي ليلة القدر الكبرى, ومن أجل ذلك كانت أعظم التجليات الإلهية من الله على عباده في الليالي الرمضانية, وهذا سر اختيار النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- هذه الليالي لتهجده قبل البعثة, حيث ألهمه الله أن يكون تعبده شهرا في السنة هو شهر رمضان, كما رواه ابن إسحاق في (السيرة).
ومن أجل ذلك أمر الله بقراءة القرآن والقيام به في الليل, وأخبر أن طبيعة الليل أنسب بالقرآن لألفاظه وفهما لمعانيه وتحملا لتكاليفه, فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآَنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [المزمل:1-6], و(ناشئة الليل) هي تلك النفوس التي يربيها الليل وينشئها على قرآنه.
وهي أيضا تلك الواردات الروحانية والخواطر النورانية التي تنكشف في ظلمة الليل -كما يقول الإمام الرازي في تفسيره- فتلك النفوس الصادقة التي أنشأتها وهذبتها وربتها أنوار القرآن الليلية (هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا), أي أعظم ثباتا وتأثيرا, فهي أكثر إدراكا في وعيها وأكبر نجاحا في سعيها, (وَأَقْوَمُ قِيلًا) قد رزقت الإخلاص في القصد والسداد في القول والإجابة في الدعاء, كما جاء في الحديث: "أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل" (الطبراني والبيهقي), وفي القراءة الصحيحة الأخرى (هي أشد وطاء) أي مواطأة واتساقا وتواؤما وانسجاما؛ وهذا الانسجام كما يحصل بين القلب واللسان والجوارح عند القراءة, فإنه يحصل أيضا من التوافق بين الأمر الشرعي بالقراءة ليلا وبين الأمر الكوني في نزول القرآن ليلا, فكلما كانت قراءة المسلم للقرآن بالليل, زاد اتساقه مع الكون, ويزداد الاتساق بقراءته في ليل رمضان, حتى يصل إلى ليلة القدر التي هي أعظم من ألف شهر.
دعاء ليلة القدر 21 رمضان
ومن دعاء ليلة القدر مكتوب ومأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم، قول اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، دعاء ليلة القدر الذي ورد في السنة النبوية، حيث ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».
اللهم اغفر لى ولوالدي وللمؤمنين، اللهم ارزق أبي وأمي الفردوس الأعلى وجوار حبيبك محمد، اللهم اغفر لإخوتي، وزوجتى وذريتي، وأدخلهم في رحمتك.
اللهم اغفر لكل من أحسن إلى وتجاوز عمن أساء إلى اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
اللهم إنك عفو كريم حليم تحب العفو فاعف عنا.
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل والبخل والجبن، وغلبة الدين وقهر الرجال.
ربنا آمنا بك وبرسولك فاكتبنا من عتقائك من النار يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أن تغفر لنا وأن تجعلنا من أهل الجنة وأن تبارك لنا في أعمارنا وأرزاقنا وأن تعيننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأن تغفر لوالدينا وتدخلهم الجنة بلا حساب، وأن تسترنا وتكفنا شر خلقك، وأن تجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا، وأن ترزقنا تلاوته بتدبر آناء الليل وأطراف النهار، وارزقنا رؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير.
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم.. ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللَّهُمَّ عافني في جَسَدِي، وَعافني في بَصَرِي، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنِّي، لا إِلهَ إِلَّا أنْتَ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
ويمكن اغتنام هذه الليالي المباركة، كما قال الله تعالى «ليلة القدر خير من ألف شهر»، ومن بين هذه الأدعية المباركة، حيث أقسم الله تعالى بها فقال: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2]، وأخبرنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عن فضل العمل الصالح فيها.
«اللهم إنا نسألك في هذه الليلة المباركة باسمك العظيم الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وبأسمائك الحسنى كلها ما علمنا منها وما لم نعلم، أن ترفع عنا البلاء والغلاء، وأن تقضي حوائجنا، وتفرج كروبنا، وتغفر ذنوبنا، وتستر عيوبنا، وتتوب علينا، وتعافينا وتعفو عنا، وتصلح أهلينا وذرياتنا، وتحفظنا بعين رعايتك، وتحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وترحمنا برحمتك الواسعة، رحمة تغنينا بها عمن سواك».
شهر رمضان
دعاء ليلة القدر مستجاب
اللهم دبر لنا أمورنا واعصمنا من الشيطان الرجيم واكتب لنا الخير وارضنا به.
يا حنان يا منان يا حي يا قيوم يا من له الأسماء الحُسنى والصفات العُلى.
اللهم لك نصلي ونسجُد وإليك نسعى، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجدّ بالكفارِ مُلحق، يا غفار الذنوب.
اللهم اجعل القرآن العظيم زادنا وسندنا والسُنة المطهرة حبّنا ومددنا، واحفظنا من تفرُق كلمتنا واعصمنا من شتات أمرنا ولا تجعلنا فِرقًا وشيعًا، ولا تجعلنا فرقًا وشيعا نُخالف بعضنا واجعل صلاتنا للبلاء واقية، وللأمراض شافية، واجعل تلاوتنا للقرآن مُنجية، ومن النار كافية واجعل نفوسنا صافية وفى الآخرة راضية، يا من لا تضيع عنده الودائع.
نسألك صحة بلا علل وإيمانًا بلا خلل وعملًا بلا جدل، ونعوذ بك من غرور الأمل والخطأ والزلل وضعف البدن، وضيق السُبل، ونعوذ بك من الأيام الدول.
اللهم أشرى بالإيمان في قلوبنا، والإحسان أرواحنا، وأصلح بهما أسماعنا وأبصارنا، وافتح لهما مسامع قلوبنا لنسمع نصيحتك ونحفظ وصيتك وننصر شريعتك.
اللهمّ أعنا على دُنيانا بديننا، وعلى آخرتنا بتقوانا، وسع لنا الخير واصرف عنا الضُر فإنّ عزيمتك لا تُرد، وقولكَ لا يُكذَب ونعيمك لا ينفد، وانصر دين خير البري يا من إليه المشتكى.