محمود الأفندي: تصريحات ترامب رد فعل سياسي وليست رؤية استراتيجية (خاص)

السبت 22 فبراير 2025 | 05:21 مساءً
الدكتور محمود الأفندي
الدكتور محمود الأفندي
كتب : بسمة هاني

صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكنه السيطرة على أوكرانيا بالكامل إذا أراد، مضيفًا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجب أن يسعى إلى اتفاق مع روسيا.

انتقاد بايدن وزيلينسكي

انتقد ترامب الرئيس الأمريكي جو بايدن وزيلينسكي، معتبرًا أنهما لم يبذلا الجهد الكافي لتجنب الغزو الروسي عام 2022، مشيرًا إلى أن التفاوض مع بوتين كان ممكنًا لكنه لم يحدث بالشكل المطلوب.

زيلينسكي بلا نفوذ في المفاوضات

وصف ترامب زيلينسكي بأنه "لا يمتلك أوراقًا" للتفاوض، مشيرًا إلى أنه غير مؤثر في الاجتماعات الدولية المتعلقة بالأزمة الأوكرانية. كما أعرب عن استيائه من استمرار المفاوضات دون نتائج ملموسة.

صفقة المعادن الأرضية النادرة

أبدى ترامب استياءه من رفض زيلينسكي لصفقة تتعلق بالمعادن الأرضية النادرة، والتي كانت ضمن شروط الدعم الأمريكي لأوكرانيا، معتبرًا ذلك إخفاقًا في تأمين مصالح بلاده.

ويتحدث الدكتور محمود الافندي الباحث السياسي في روسيا في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم

قال الدكتور محمود الأفندي، الباحث السياسي في روسيا، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية سيطرة روسيا على أوكرانيا بالكامل تُعد نوعًا من ردة الفعل وليس موقفًا استراتيجيًا. وأوضح أن ترامب يستخدم هذا الخطاب كأسلوب للضغط على زيلينسكي من أجل دفعه إلى التفاوض بشروط معينة.

التوازن العسكري وتأثير المساعدات الغربية

وأشار الأفندي إلى أن استمرار زيلينسكي في التعنت قد يؤدي إلى اعتماد بلاده بشكل كامل على المساعدات الأمريكية والأوروبية، التي قد لا تكون كافية لمواجهة روسيا.

وأضاف أن أوكرانيا قد تجد نفسها مفتوحة أمام الهجوم الروسي إذا لم تحصل على دعم مستمر، وهو ما قد لا يمانعه ترامب، لكنه ليس بالضرورة في مصلحة روسيا.

مصلحة روسيا: أوكرانيا الحيادية وليست السيطرة الكاملة

ولفت الأفندي إلى أن روسيا لا تسعى إلى السيطرة الكاملة على أوكرانيا، بل تفضل وجود دولة أوكرانية محايدة، لأن السيطرة على الغرب الأوكراني ليس من مصلحتها.

وأوضح أن مناطق غرب أوكرانيا ذات أصول بولندية وهنغارية وأوروبية، وسكانها لا يعتبرون أنفسهم جزءًا من الهوية الروسية.

لذلك، فإن روسيا تركز على السيطرة على المناطق الشرقية والجنوبية، مثل الدونباس، حيث توجد مصالحها الإستراتيجية.

تقسيم أوكرانيا كبديل محتمل

وأكد الأفندي أن الحل الأمثل لروسيا هو تقسيم أوكرانيا إلى عدة مناطق تخضع لنفوذ دول مختلفة، مثل بولندا ورومانيا وهنغاريا، بدلًا من السيطرة الكاملة عليها.

وأضاف أن أوكرانيا نفسها تكوّنت من عدة مناطق صناعية تم دمجها في الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية، وبالتالي فإن تقسيمها قد يكون أكثر واقعية من السيطرة عليها بالكامل.

الضغوط الأمريكية وشروط المساعدات

وشدد الأفندي على أن الولايات المتحدة تحاول فرض شروط قاسية على أوكرانيا مقابل استمرار الدعم، حيث تطالب واشنطن كييف بالتوقيع على اتفاقيات تتعلق بالمعادن النادرة، بما يشبه الشروط التي فرضتها على ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.

وأوضح أن هذه الشروط تُظهر أن أمريكا لن تقدم مساعدات غير مشروطة، بل تريد تحقيق مكاسب استراتيجية مقابل دعمها لأوكرانيا.

اقرأ أيضا