يوم الشك.. بين التحريم والجواز في ميزان الفقه قبل رمضان

الجمعة 21 فبراير 2025 | 12:42 صباحاً
شهر رمضان
شهر رمضان
كتب : علام عشري

يتساءل الكثير مع اقتراب نهاية شهر شعبان كل عام، عن صيام يوم الشك، وهو اليوم الثلاثون من شعبان إذا لم تثبت رؤية هلال رمضان بشكل قاطع، فهل يجوز صيامه احتياطًا، أم أن ذلك يعد مخالفة شرعية؟.

ما هو يوم الشك؟

يوم الشك هو اليوم الذي يتردد فيه الناس حول بداية شهر رمضان بسبب عدم ثبوت الرؤية الشرعية، فقد يكون شعبان 30 يومًا أو ينتهي عند 29 يومًا، وبسبب هذا الغموض، وحرصا على تحديد بداية الصيام بدقة، جاءت القواعد الفقهية التي تفرق بين الصيام المشروع والممنوع في هذا اليوم.

آراء الفقهاء في صيام يوم الشك

اختلف الفقهاء في حكم صيام يوم الشك، لكن جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة أجمعوا على تحريمه إذا كان بنية الاحتياط لرمضان، مستندين إلى حديث النبي: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم.

حالات يجوز فيها صيام يوم الشك

1. إذا وافق يوم صيام معتاد للصائم، مثل من اعتاد صيام الاثنين والخميس أو صيام يوم وإفطار يوم.

2. إذا كان الصيام بنية قضاء أيام من رمضان السابق أو وفاءً لنذر أو كفارة، وليس بنية الاحتياط لرمضان.

بينما يرى بعض الفقهاء، مثل أبي حنيفة، كراهة صيامه حتى لو كان تطوعا، وذلك من باب الابتعاد عن أي شبهة في إدخال يوم ليس من رمضان في الصيام.

لماذا ينهى عن صيام يوم الشك؟

1. منع الخلط بين الفرض والتطوع

الشريعة الإسلامية تحرص على تحديد العبادات بوضوح، حتى لا يحدث خلط بين صيام رمضان الإلزامي وصيام التطوع أو الاحتياط، كما حرم صيام يوم العيد حتى لا يزاد في الصيام ما ليس منه.

2. الفصل بين العبادات

من السنة الفصل بين العبادات المختلفة، كما نهى النبي عن وصل الصلوات المفروضة دون فاصل، وهذا ينسحب على الصيام أيضا، فمنع صيام يوم الشك لتمييز رمضان بوضوح عن غيره.

3. الابتعاد عن التشدد في الدين

الإسلام دين يسر، ولم يطلب من المسلمين الصيام احتياطًا دون دليل شرعي، لذلك جاء التحذير من صيام يوم الشك تجنبًا للغلو.

اقرأ أيضا