أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، رواية «متاهة الجد قلندول»، للكاتب يوسف إدوارد وهيب، وهي الجزء الثاني من تغريبة القبطي الأخير.
الرواية جزء ثاني من خماسية روائية عنوانها الرئيسي «تغريبة القبطي الأخير»، بدأها الكاتب بـ «تغريبة القبطي الأخير»، وجاء الجزء الثاني «الجد قلندول»، ويلهما «أبو القمص مصطفى»، ثم «نقع الترمس»، و«سيرة المخدات».
ومن أجواء الرواية:
«على أعواد البرسيم الأخضر ، لولا دوارنك هكذا، ما أثارت حضرةٌ هذه الأرض لنا أو لك يا صاحبي يالك من محظوظ في السموات لك فضل عظيم على كل عائلتنا الوغد منها قبل الطيب.
ينصتون إليها كأن صوت ،كلماتها خريرُ ماء تتناهى سرسباته من مكان بعيد إلى أذهان وأشواق عطاشى في صحراء، تغمغم وتقول: وكأنه جاء الحلم من منتصفه يا ولدي هكذا حكى جدكم الكبير لجدة جدتي الأولى: «إنه بينما كان يسير، سمع وراءه رجال يمتطون حميرهم وهم يقولون، هذا لم يحدث من قبل، وقال: «الشارع يا ست الستات؛ أو الطريق كان طويلاً، وأقدامي تنوس في التراب، لا بل ساقاي تغوصان فيه حتى ركبتي، والعجيب أنني لم أتعطل لحظة، الأعجب أنني حافظت على المسافة التي تفصلني عن الرجال الذين لم أتبينهم ورائي، لكنني كنت أسمعهم بوضوح، ومرات كنت أمشي على سطوح هذا التراب كمن يمشي على ماء أدهشهم قوله على لسان الجدة: كنت كمن يفيق أثناء الحلم ويؤكد لنفسه أنه في حلم، أقول في نفسي: هذا جائز جدا، طالما أنني في حلم، لي أن أرى ما لا أستطيع - ولا أنتم - رؤيته في الصحو، وما لا يخطر على قلب بشر من أولئك المنسلين من ظهري في مقبل الأيام.
قال هذا وصمت، ومن وقتها، أورث الجميع صمته المتكلم!
من تكلم نجا، والصامتون لم تكن بينهم وبين جنود الرومان أي لغة سوى أجسادهم يتحاورون بها مع سيوف الغزاة، دماء شهدائهم ثبتت اللغة أكثر وأكثر، حتى صارت سلاحًا بلا أي نبال أو رماح تطلقها».