تحتفل اليوم الجمعة الموافق 7 إبريل، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعيد البشارة المجيد، وكذلك جمعة ختام الصوم، والتى يليها سبت لعازر، وأحد الشعانين، ثم أسبوع الآلام الذي يليه عيد القيامة في 16 أبريل الجاري.
ومن المفترض أن تقوم الكنيسة الأرثوذكسية بصلاة جمعة ختام الصوم، حيث تقرأ النبوات وتقام صلوات القنديل العام، إلا أن هذا العام وبسبب تزامن عيد البشارة المجيد مع جمعة ختام الصوم، أعلن قداسة البابا تواضروس الثاني إن عيد البشارة سوف يأتي هذا العام في جمعة ختام الصوم، وأنه سيكون 29 برمهات، وبناء على قرار لجنة الطقوس بالمجمع المقدس التى يرأسها نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية سيتم قراءة نبوات جمعة ختام الصوم اليوم الذي يسبقه، اي يوم الخميس، وأقيم مساء الخميس عشية عيد البشارة، وتقام صلوات القنديل العام بالطقس الفريحي، وكذلك صلاة القداس بالطقس الفريحي، باعتبار عيد البشارة هو أصل كل الأعياد.
ويعتبر عيد البشارة هو أول الأعياد، من حيث ترتيب أحداث التجسد فلولا البشارة وحلول السيد المسيح في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك الآباء يسمونه رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع الأعياد أو أصل الأعياد.
وتدور فكرة العيد الذي تحتفل به الكنيسة اليوم في أن الله أرسل رئيس الملائكة جبرائيل للسيدة العذراء ليخبرها بتجسد ابنه منها، وبعض الآباء يصلون بتعبير "ليخبرها" إلى مدى أكبر فيقولون "ليستأذنها"، هل ترى مثل هذا اتضاع من الله أن يستأذن من السيدة العذراء أن يحل فيها ويأخذ منها ناسوتًا وهى جبلة يديه، وهذا طبعًا شرف كبير للسيدة العذراء، وهي فرحت به، فهي بشارة مفرحة تتضمن خبرًا سعيدًا وأيضًا استئذان بلطف شديد مع عطايا جزيلة.
ويشار إلي أن العيد كان تنفيذًا لصوت الوحي بلسان النبي إشعياء: "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا ويدعى اسمه عمانوئيل"، كما أن هذه البشارة كانت فاتحة الخلاص لأن بعد البشارة الولادة، وبعد الولادة الكرازة وبعد الكرازة الفداء وبالفداء خلاص الجنس البشرى.
وأوضح القديس كيرلس عمود الدين: "بالحقيقة أن هذا اليوم هو بدء خلاصنا، لأن فيه تجسد كلمة الله في أحشاء العذراء الطاهرة إذ بشرها جبرائيل الملاك قائلًا: ها أنت تحبلين وتلدين ابنا وتدعين اسمه يسوع، فنحن إذ نعيد اليوم لورود عمانوئيل الذي يخلص الطبيعة البشرية ويرفعها إلى الرتبة السامية التي خسرتها بآدم، نعيد لتقديس طبيعتنا باتحادها بأقنوم الكلمة الأزلي فيا لها من نعمة لا يحيط بها وصف ولا يدرك سموها عقل بشرى".
والجدير بالذكر أن الكنيسة قد تسلمت الاحتفال به من الرسل أنفسهم فقد جاءت في أوامرهم ما نصه "وأول الأعياد السيدية عيد البشارة من الله سبحانه على لسان جبرائيل الملاك للسيدة مريم البتول والدة الإله والمخلص" في 29 برمهات (دسقولية 31 المجموع وجه 97).
وقامت الكنيسة بإعلان يوم 29 برمهات يوم للاحتفال به وهو اليوم الذي اتفق فيه إعلان البشرى، وقررت الاحتفال به دائمًا في الصوم الكبير وذلك حسب القاعدة الحسابية التي لا يمكن أحداث اقل تغيير أو تبديل فيها نظرًا لمدة الحمل 9 شهور فإننا لو حسبنا المدة من 29 برمهات التي هي بدء الحمل به إلى 29 كيهك يوم ميلاده لوجدناها 9 شهور تمامًا، ومنعت الاحتفال به إذا جاء في جمعة البصخة لاحتفالها بتذكار آلام رب المجد.
كما حرمت عن أكل اي أطعمة من المشتقات الحيوانية كما هو الحال في الصوم الكبير، ومع كونه عيدًا سيديًا إلا انه داخل ضمن أيام الصوم المقدس التي لا يجب الفطر فيها كما لا يجوز الفطر في يوميّ السبت والأحد لأنهما دخلان فيه دلالة على احترامنا له وزهونا فيه.
وأشار المتنيح قداسة البابا شنوده الثالث إن عيد البشارة كل عام ياتي في 29 برمهات، وبينه وبين عيد الميلاد الذي يأتي في 29 كيهك تسعة أشهر هى فترة الحبل المقدس بالسيد المسيح، وبهذا يكون عيد البشارة هو أول الأعياد السيدية.
وتابع قائلاأن: البشارة بميلاد المسيح هي بدء الصلح، بين السماء والأرض، بدء المصالحة بين الله والناس، بعد خصومة طويلة منذ خطية آدم وحواء، كان الطريق إلى شجرة الحياة مغلقا، يحرسه الشاروبيم بسيف من نار، وكان قدس الأقداس عليه حجاب ولا يدخله أحد من الشعب.
وأكد قداسة البابا شنوده، لتكن في فم كل واحد منكم كلمة مفرحة يقولها للناس وبشارة طيبة يحملها إليهم.أحملوا كلمة طيبة لكل من هو في ضيقة أو مشكلة، كلمة دعاء أو كلمة نصيحة مفيدة، قولوا للكل إنه يوجد مفتح لكل باب مغلق، بل قد توجد عدة مفاتيح، وأن الله عنده حل لكل مشكلة، بل عدة حلول، قولوا إن شاء الله سوف تحل هذه المشكلة، وإن شاء الله سوف تنتهي هذه الضيقة، وذكروا الناس بقول الكتاب "كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله"