انطلقت صباح اليوم الاربعاء جلسات الدورة الأربعون لمجلس وزراء الداخلية العرب، المنعقد بالجمهورية التونسية، بحضور توفيق شرف الدين، ممثل الرئيس قيس سعيد رئيس دولة تونس، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، والسفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووزراء الداخلية العرب.
خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر القى الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب كلمة، رفع خلالها إلى الرئيس قيس سعيّد رئيس الجمهورية التونسية، أخلص معاني التقدير للرعاية التي يُوليها للتعاون الأمني العربي، كما أعرب عن تقديره لكافة الحضور.
وقد جاءت كلمته على النحو التالي:
يسعدني أن أعبر عن ارتياحنا البالغ واعتزازنا العميق، بالنجاح الكبير الذي حققته دولة قطر في تنظيم نهائيات كأس العالم لعام 2022م، التي تُنظم لأول مرة في بلد عربي بل في الشرق الأوسط كله، ويحق لنا كعرب أن نفخر بالتنظيم المحكم والأجواء المتميزة التي طبعت هذه الكأس وجعلت منها بشهادة المراقبين أفضل دورة من دورات كأس العالم.
ولا يفوتنا كذلك أن نثمن عاليا استثمار هذا الحدث العالمي الكبير في نشر قيم الحضارة العربية الإسلامية والتعريف بالتراث العربي وإسهاماته الحاسمة في الحضارة الإنسانية.
وإنني إذ أشيد بما تحقق من نجاحات رائعة مشرفة، لأغتنم هذه المناسبة لأجدد التهاني لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا على هذا النجاح المنقطع النظير، متمنيا لها دوام التوفيق والنجاح واطراد التقدم والازدهار.
نلتقي اليوم ومجلسنا في أَوْج عطائه، قد بلغ أَشُدَّه بعد أربعين سنة من العمل الدؤوب والسعي الحثيث لتعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الجريمة.
حدثٌ فارق كان ذلك المؤتمر الاستثنائي لوزراء الداخلية العرب الذي عقد بالرياض عام 1982م، برئاسة المغفور له الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، مؤتمرٌ كان بالفعل استثنائيا إذ أقر النظام الأساسي للمجلس مُعلنا بذلك تحوّلا نوعيا في العمل الأمني العربي المشترك، ومُمهدا الطريق لمسار حافل بالإنجازات والمكاسب الأمنية انطلق في العام نفسه بانعقاد أول دورة للمجلس في شهر ديسمبر بالدار البيضاء.
تاريخٌ عبِقٌ بالوئام والتفاهم تَطبعه روحُ التضامن بين الدول العربية النابعةُ من قناعة راسخة بأن الأمن العربي كلٌ لا يتجزأ، وأن اختلال الأمن أو استشراء الجريمة في أي بلد عربي لا بد أن تكون له تداعياتٌ وخيمة على سائر البلدان العربية.
ولعل أحد أسباب هذا النجاح أن مجلسنا الموقر حريص على تقييم آليات عمله، بما يحقق المواكبة المستمرة للتطورات الأمنية ويسمح بمعالجة التحديات المستجدة والتهديدات الإجرامية الناشئة. وهو ما يتجلى في عدة بنود من جدول الأعمال.
فستنظرون اليوم على سبيل المثال في تعديل بعض مواد أنظمة المجلس بما يتناسب مع التطورات الحاصلة في مجال عمله.
كما ستنظرون في تفعيل عمل المجلس في مجال الأمن السيبراني ومكافحة الجريمة الإلكترونية وفي مجال تعزيز احترام حقوق الإنسان في سياق إنفاذ القانون.
وأود أن أشير الى مشروع إنشاء فريق عمل عربي للتبادل الفوري للمعلومات بشأن المخدرات والمؤثرات العقلية، وهو ما يتقاطع مع المقترح القيم الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية لتعزيز التعاون العربي في مواجهة هذه الآفة والوقاية منها من خلال إجراءات عملية تحد من الانتشار الكبير الذي تعرفه في الوطن العربي.