قال الدكتور إسلام جمال الدين شوقي خبير العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي إلي أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كلٍ من أرمينيا وأذربيجان لتؤكد التواجد المصري على الساحة الدولية، خاصةً أنهما تقعان في نطاق جغرافي يمثل عمق استراتيجي في قارة آسيا لذلك تدخل هذه الزيارة في إطار الزيارات الهامة لأنها تحجز لمصر مكانةً كبيرةً بين الدول في الحضور بتلك الفعاليات سواءً على المستوى الإقليمي والدولي وتعطي دلالة على اتجاه مصر نحو الشرق الذي يمثل ثقل ديموغرافي والذي تسعى الدولة المصرية لتوسيع علاقاتها الخارجية معه في قارة آسيا الوسطى وسوف ينعكس تأثير تلك الزيارة على أمن واستقرار المنطقة.
وأشار خبير العلاقات الدولية في "تصريحات لبلدنا اليوم" يأتي الهدف من تلك الزيارة في دعم العلاقات الاقتصادية والسياسية والعمل على جذب المزيد من الاستثمارات، وزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وكلًا من أذربيجان وأرمينيا ونظرًا لأن حركة التجارة الخارجية أحد الركائز الأساسية في التنمية الاقتصادية لأي دولة، لأنها تعكس تطور حركة الميزان التجاري ومن هذا المنطلق وفقًا لتقرير التجارة الخارجية الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء نجد أن حجم صادرات مصر لأذربيجان بلغ (2,391,459 دولارًا ) مليونين و391 ألفا و459 دولارا خلال العشرة أشهر الأولى من عام 2022.
واستكمل الدكتور إسلام بأن بلغ حجم صادرات مصر لأرمينيا (3,130,000 دولار) ثلاثة ملايين و130 ألف دولار، خلال العشرة أشهر الأولى من عام 2022، ومن خلال تحليل وترجمة الأرقام السابقة نصل إلى حقيقة مفادها أهمية تنشيط التبادل التجاري بين البلدين ليرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المشتركة، ويتسق مع ما يتمتع به البلدان من إمكانات واعدة للتصنيع والتصدير.
ويمكن استقطاب شرائح سياحية جديدة لزيارة مصر وتنشيط الجانب السياحي بين مصر وأذربيجان خاصةً في ظل استئناف تسيير رحلات الطيران، بين "باكو" و"شرم الشيخ" مع إمكانية النظر في تدشين خط طيران مباشر، بين "القاهرة" و"باكو" الأمر الذي من شأنه، أن يساهم في تعزيز التعاون والتبادل السياحي والثقافي والاقتصادي بين البلدين.
ويجب التركيز على دعم قطاع الصناعة والطاقة خاصةً أن هناك تنسيق بين كلٍ من أذربيجان ومصر في تأمين إمدادات الغاز إلى القارة الأوروبية، وأمن الطاقة العالمي، ويمكن العمل على تنمية التعاون في قطاع الصناعات الدوائية، الذي تمتلك فيه مصر قدرة إنتاجية وتصديرية تنافسية ومن ثمَ ضرورة إيلاء التعاون بين مصر وأذربيجان في هذا المجال اهتمامًا خاصًا.
وأوضح خبير العلاقات الدولية بأن هناك تعاونًا بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وميناء باكو للتجارة البحرية الدولية، مما يؤكد أن هناك تعزيزًا للعلاقات بين البلدين في هذا المجال حيث توفر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الوصول إلى الأسواق الدولية مدعومة بإمكانية الوصول إلى 6 موانئ ومطارين دوليين والقدرة التنافسية القوية من حيث خفض تكلفة التصنيع وحوافز مالية جذابة ودعم تنظيمي قوي للمستثمرين ومستويات خدمة عالمية وتوفير البنية التحتية داخل أراضي المنطقة الاقتصادية بأكملها.
كما يقع حول الطريق البحري الدولي الرئيسي ممر" قناة السويس "، الذي يربط أوروبا وشرق وشمال أفريقيا عبر قناة السويس مع آسيا التي تمر عبر الخليج العربي لخدمة غالبية التجارة العالمية، وتهدف المنطقة الاقتصادية إلى أن تكون واحدة من المراكز اللوجستية الرئيسية في المنطقة، بدعم من العديد من مشروعات البنية التحتية الضخمة، وخاصةً المشروعات اللوجستية، وبالتالي يمكن للمستثمرين في أذربيجان الاستفادة من مزايا المنطقة الاقتصادية من خلال ضمان نفاذ منتجاتهم إلى عدد كبير من أسواق الدول المجاورة، سواء العربية والإفريقية عن طريق الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة والتفضيلية، المبرمة بين مصر وهذه الدول وكذلك النفاذ إلى أوروبا والأميركتين.
فهل توجد أزمة اقتصادية عنيفة وغير مسبوقة في العالم أم لا؟
وأضاف إسلام جمال الدين إلي إن وفقًا لتصريحات رئيس صندوق النقد الدولي سيكون عام 2023 صعبًا على معظم الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي تعاني فيه معظم المحركات الرئيسية للنمو العالمي، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين، من ضعف نشاطها الاقتصادي نظرًا لأن اقتصاداتهم تتباطأ جميعها في وقت واحد، ولقد خفض صندوق النقد توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خلال 2023 إلى 2.7 %، وتوقع صندوق النقد الدولي أن يشهد العالم خلال 2023 ركودًا اقتصاديًا سيشعر به ملايين الأشخاص حول العالم.