تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير سامي سرحان، الذي اشتهر في أخر أفلامه مع النجم محمد هنيدي، وهو "فول الصين العظيم"، بـ"عم أشقية مصر".
نرشح لك: الأب هو السند.. نوال الزغبي توجه رسالة لوالدها
أمين سامح الحسيني سرحان، والذي اشتهر في المجال الفني باسم سامي سرحان، في قرية الغار بمحافظة الشرقية في 26 ديسمبر عام 1930، وينتمي سامي سرحان إلى عائلة فنية فهو حفيد الفنان الراحل محسن سرحان، وأخوه الأكبر هو الفنان صلاح سرحان، والذي تبنى موهبته الفنية وشجعه على تقليد الممثلين ونبهه إلى أنه لديه القدرة على التمثيل.
وأخيه الأوسط هو الفنان شكري سرحان، الذي حفر اسمه في تاريخ السينما المصرية وقدم العديد من الأفلام الناجحة، وكذلك للفنان سامي سرحان ابن يعمل في مجال التمثيل هو الفنان أسامة سرحان.
بدأ سامي سرحان، حياته بارتكاب جريمة قتل واقتحام مقهى شهير، مع اثنين من زملائه، وحكم عليه بالمؤبد، وخرج بعد 10 سنوات بالواسطة عندما قدم شقيقه شكري سرحان التماسا للرئيس جمال عبد الناصر، ليفرج عنه، خلال تكريمه في "عيد الفن| عن دوره في "رد قلبي"، ليتم الإفراج عن أخيه بعد عشر سنوات فقط من مدة العقوبة لحسن السير والسلوك.
وبعد خروج سامي سرحان، من السجن كانت قصته قد عُرفت للجميع من خلال تجسيدها على الشاشة ضمن أحداث فيلم "إحنا التلامذة"، وعرف طريق الفن وشارك لأول مرة مع شقيقه الفنان الكبير شكري سرحان في فيلم "الحقيبة السوداء" في عام 1962.
وقد استطاع سامي سرحان، أن يجذب أنظار المخرجين والمنتجين إلى موهبته المتميزة، ملامحه الجادة وصوته الأجش جعلت المخرجين يحصرونه في أداء أدوار الشر ولكنه استطاع أن يضيف جو من الكوميديا على شخصية الشرير بسبب قدرته على إلقاء النكات بتلقائية.
تمرد سامي سرحان على رابطة العنق، وسخر من الشوكة والسكينة، وغادر البيت المنظم الهادئ ، إلى دوشة مقاهي بولاق، والتسكع في شوارع السيدة زينب الساهرة وهو يتناول "الحلبسة" مع أصدقاء الطفولة.
صعلكة سامي سرحان تسببت في إهانة شكري، الذي لم يعجبه حال أخيه المايل، فبدأ في الثورة عليه، وهو يأمره بالمحافظة على تقاليد العائلة، في حين رفض سامي سرحان الذي ينتمي إلى هؤلاء البسطاء، ويشعر أن الحياة بدونهم بمثابة حكم بإعادته إلى السجن.
كان يعشق تناول طعامه في المطاعم الشعبية مثل مطعم بحة، ومطعم حبايب السيدة، وكان كوميدياً يحب الهزار والضحك مع الجميع، أما أخوه الفنان شكري سرحان فكان على النقيض تماماً فكان المقربون منه يطلقون عليه لقب البرنس، وذلك لأنه كان يأكل بالشوكة والسكينة.
لم يبق الأخان "صلاح وشكري" شيئا لسامي سرحان من ميراث الوسامة، تركا له ملامح حادة، وصوتا أجش، حرض المخرجين على استبعاده من تجسيد شخصية الولد الرومانسي، وإلحاقه بالعصابات ليكون واحدا من أعضائها الأشرار.
تأخرت الشهرة عن موعدها مع سامي، لكنه لم يمل من انتظارها، كان يلعب مجموعة من الأدوار الصغيرة، على مدار سنوات طويلة، منحته تواجدًا غير مؤثر، وأبقته قيد الذاكرة.
في الثلث الأخير من حياته، تم إعادة اكتشافه، عن طريق الزعيم عادل إمام، من خلال فيلم "الإرهاب والكباب" 1992، ليكون ضربة البداية في الجزء الثاني من الحياة الفنية لسامي سرحان.
ولم يتخل الزعيم عن مساندة سامي سرحان، فتح له الأبواب ليجسد العديد من الشخصيات التي أحبها الجمهور من خلال أفلام "النوم في العسل" و"الواد محروس بتاع الوزير"، و"التجربة الدنماركية".
أما أبرز الأدوار التي قدّمها وكيل وزير التربية والتعليم في فيلم "الناظر" عام 2000 ودور والد إنجي في "الأستاذ عبد العظيم" عام 2001 .
وبـ"المعلم جابر الشرقاوي" في فيلم "فول الصين العظيم" عام 2004 اختتم سامي سرحان، مسيرته الفنية التي سجلت حضوره في 122 عملاً ما بين سينما ومسرح وتلفزيون، وتوفي في 16 فبراير من عام 2005، عن عمر ناهز 74 عامًا.