تحل اليوم ذكرى ميلاد الأديب العالمي نجيب محفوظ، صاحب نوبل، وسيد الواقعية.
ويبرز لك بلدنا اليوم في هذا التقرير علاقة نجيب محفوظ، بالأديب طه حسين.
من اللافت أن العلاقة بين عميد الأدب العربي وعميد الرواية العربية لم تكن علاقة بسيطة أو عابرة أبدًا لقد ترك طه حسين أثرا عميقا في نفس نجيب محفوظ.
تأثر نجيب محفوظ، به كثيرًا حيث كان مصدر الإلهام له في كتابة الثلاثية الشهيرة.
وكشف نجيب محفوظ، عن أول لقاء جمعه مع طه حسين، وجهًا لوجه التقى به شخصيا مرتين، الأولى عند التحاقه بكلية الآداب، وأثناء الاختبار الذي يُجرى للمتقدمين، فوجئ أن الممتحن هو طه حسين شخصيا، يقول الأستاذ: سألني لماذا اخترت قسم الفلسفة؟.
ورد عليه رغبتي في معرفة سر الكون وأسرار الوجود، أما المرة الثانية فكانت خلال الستينيات عندما تم تسجيل حلقة تلفزيونية معه في حضور محمود أمين العالم وكامل زهيري وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبد الله وغيرهم.
وقدم طه حسين، رواية اليوميات Chronicle novel في "شجرة البؤس"، وكانت هذه القراءة دافعًا وملهمًا لنجيب محفوظ كي يقدم للأدب العربي واحدة من أهم أعماله وأكبرها في تاريخه كله، وهي الثلاثية الشهيرة.
وقال نجيب محفوظ، عن هذه الرواية: "قد فُتنت بفكرةِ تتالي الأجيال، وما تكشف عنه من تناقضات، وما ترويه من تاريخ، وما تقدمه من مشاعر وعواطف، فعلى الرغم من أن شجرة البؤس رواية قصيرة، فإنها كان لها أبعد الأثر في نفسي، وقد أعطى لنا طه حسين هذه الأشكال المتعددة للرواية وكأنه كاتب روائي متخصص".
ووصف طه حسين، الجزء الأول من الثلاثية، وهي "بين القصرين" بـ"الرائعة"، وأكثر ما أعجبه فيها أنها على الرغم من طولها لا يدركها أي ضعف فني، وإنما تحافظ على مستوى رفيع من الجودة، كما تحافظ على عنصر التشويق حتى النهاية.