شارك الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بمؤتمر "التسامح ومواجهة العنف من المبدأ إلى التطبيق"، الذي تنظمه الهيئة القبطية الإنجيلية بفندق توليب ماجستيك الجلالة بالعين السخنة ، مساء اليوم، في حلقة نقاشية تدور حول مناقشة كتاب: "التسامح منهج حياة" الذي أصدرته وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الثقافة، بمشاركة القس الدكتور أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، وأدار المؤتمر الإعلامي نشأت الديهي عضو المجلس الأعلى للإعلام.
التسامح ليس فقط قبول الاختلاف وإنما مراعاة شعور الآخر إلى أقصى درجة ممكنة
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، أن التسامح ليس فقط قبول الاختلاف وإنما مراعاة شعور الآخر إلى أقصى درجة ممكنة، وأننا نهتم بتدريب وتأهيل الأئمة والواعظات لترسيخ الفهم الوطني والديني والإنساني، وأن صحيح العقل لا يصادم صحيح النقل، وأن قضية التجديد قضية حياتية لا تتوقف وباب الاجتهاد مفتوح إلى قيام الساعة.
وأوضح وزير الأوقاف أن موضوع التسامح نحتاج إليه داخل كل أسرة، بين الزوجين، بين الآباء والأبناء، بين الجيران وبعضهم، التسامح في كل شيء، التسامح في البيع والشراء، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى".
السيئة بالحسنة وبالصفح الجميل
وتحدَّث وزير الأوقاف عن قيمة الصفح الجميل مستشهدًا بقصَّة نبي الله سيدنا يوسف (عليه السلام) مع إخوته عندما قابل السيئة بالحسنة وبالصفح الجميل، وهو ما ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي"، مشيرا إلى أن سيدنا (يوسف عليه السلام) اعتبر ما حدث بينه وبين إخوته نزغًا من الشيطان، ولم يقل: بيني وبينكم، وإنما بيني وبين إخوتي، وعبر بلفظ الإخوة، ليقول لهم: إننا جميعًا إخوة على كل حال، وأن ما حدث إنما هو نزغ شيطان، في دليل على العفو والصفح الجميل، مؤكدًا أن هذا هو التسامح الحقيقي.