قال القمص متاؤس زخاري وكيل مطرانية إسنا وأرمنت، إن الأقباط يحتفلون بصوم السيدة العذراء مريم فى هذه الفترة من كل عام، إحياءً لذكراها، وينتهى الصوم مع الاحتفال الكبير بعيد السيدة العذراء.
قصة الصوم
وكشف زخاري أن صوم السيدة العذراء له قصة، حيث أن جسد السيدة مريم بعد وفاتها يشاء الله أن لا يظل فى الأرض لحكمة منه، وتكريماً لها أرسل الملائكة وأخذوا الجسد بالكفن وصعدوا به إلى السماء، وهو موجود في مكان لا يعلمه إلا الله، ومثل ما حدث مع جسد النبي إيليا وغيرهم.
توما أحد تلاميذ المسيح
وأضاف، أن ما حدث هو أن توما أحد تلاميذ السيد المسيح كان موجودًا خارج أورشليم وعندما كان يمشى في الصحراء وجد الملائكة يأخذون جسد السيدة العذراء مريم ويصعدون به إلى السماء، وعندما نادى عليها قال له أحد الملائكة "تعالى وخذ البركة من جسد السيدة العذراء مريم، وذهب وأخذ البركة وتمسك فى شريط الكفن حتى أخذه معه إلى الأرض، وهو موجود في إحدى الكنائس التى سميت باسمه".
العودة لفلسطين
وأوضح القمص متاؤس القمص زخاري، أن توما عندما عاد إلى فلسطين وأبلغه باقى التلاميذ أن العذراء ماتت وتم دفنها، فسألهم عن مكان دفنها وذهبوا إلى القبر فلم يجدوها، فحكى لهم ما شاهده من الملائكة وصعودهم إلى السماء وهم يحملون جسد السيدة العذراء، فصاموا الـ15 يوما هذه حتى يروا جسد السيدة مريم وهو صاعد إلى السماء، وبعد انتهاء الصوم رأوا جسد السيدة مريم والملائكة تصعد به إلى السماء.
وقال القس هارون صموئيل كاهن كنيسة العذراء مريم بإسنا، إن كل الأديان تكرم السيدة العذراء مريم، وكل الكتب السماوية تحدثت عن العذراء مريم، كما سميت سورة باسمها فى القرآن، فالكل يقدر العذراء مريم، وهى من جمعت الأديان السماوية، لذلك تقوم الطوائف الكنسية جميعها بصيام هذه الأيام تكريم للسيدة العذراء مريم، كما أن هناك بعض الطوائف تصوم فى أوقات مختلفة، منهم من يصوم من بداية شهر أغسطس.
وأشار القس هارون صموئيل، إلى أن هناك العديد من التقاليد التى تميز صوم السيدة العذراء عن باقى الأصوام، حيث يقوم الأقباط بعمل تسابيح وترانيم يومية منظومة بألحان كنسية خاصة لصوم السيدة العذراء مريم، كما يتم عمل نهضات يومية طوال فترة الصوم، وهى موعظة تلقى كل يوم، وهناك صلوات كل يوم طوال فترة الصوم، كما يتم عمل دورة للصليب بوضع الشموع على صورة السيدة العذراء مريم.