أكدت دار الإفتاء المصرية، في فتوى لها عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، أن حرق المزارعين لقش الأرز وحطب القطن، حرام شرعا، وفاعله آثم، وذلك لأن هذا التصرف يعود بالضرر على العبد والغير، فضلا عن أن هذا التصرف من أبرز أسباب تكوين السحابة السوداء، وهي واحدة من أبرز مظاهر التلوث البيئي كما أنها تضر بصحة الإنسان.
حكم حرق قش الأرز
وأوضحت الإفتاء في فتواها، التي جاءت ردا على سؤال ورد إليها حول هذا الشأن، أن المقرر في المقاصد الشرعية هو عدم الإضرار بالنفس والغير، ولا يسعى لذلك، لافتة إلى أن المصلحة العامة مقدمة عن المصلحة الخاصة، أي أنه لا يجوز للمزارع التخلص من بقايا محاصيله بطريقة تعود بالضرر على الناس، لا سيما أن الأبحاث أثبتت أن الأطفال هم أكثر الفئات المتضررة من التلوثات الناتجة عن حرق قش الأرز وحطب القطن.
ولفتت دار الإفتاء، إلى قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]، موضحة أن حرق قش الأرز وغيره من الأفعال المشابهة يعد إفسادا في الأرض لأنه يسبب العديد من الأمراض والأضرار الصحية المختلفة، كما أشارت إلى قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ۞ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [البقرة: 205-206]، وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [البقرة: 60].
دور المساجد ومؤسسات المجتمع المدني
وقالت الإفتاء، إن الله عز وجل قد أمر بالتعمير والإصلاح في الأرض، والإضرار بالبيئة وصحة الناس يتنافى مع أمر الله سبحانه وتعالى، مشيرة إلى قوله تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود: 61]، كما لفتت إلى أن النبي صلى الهل عليه وسلم قد أوصى أيضا على السعي في إعمار الأرض، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ» رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وغيرهما.
وأضافت أنه بناء على ما سبق، فعلى المسلمين تجنب كل ما هو مضر بالبشر، وعليهم السعي في الإصلاح والتعمير كما لفتت إلى أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في توعية الناس بمدى خطورة حرق قش الأرز وحطب القطن، على البيئة وصحة الإنسان، إضافة إلى دور المساجد في الوعظ والإرشاد، حتى تنتهي التصرفات.