رغم نجاح القوات الإثيوبية في صد الهجوم والقضاء على المهاجمين الذين يقدر عددهم بنحو 500 عنصر، إلا أن الهجوم بحسب خبراء قالوا أنه يعتبر خطوة خطيرة، ويشير لمحاولات الحركة الإرهابية التوسع في منطقة القرن الأفريقي .
وبحسب تقارير دولية، فإن مسلحي حركة الشباب كانوا يخططون لهذا الهجوم من أكثر من عام، وهو أكبر هجوم منذ تأسيس الحركة الإرهابية نهاية 2006، وسبقت هذه المحاولة، هجوم خجول مطلع عام 2007 ولكنه باء بالفشل .
وشهدت الحدود الصومالية الإثيوبية مؤخرا هجمات إرهابية، حيث تمكنت حركة "الشباب" من التسلل إلى العمق الإثيوبي.
وعبر الإرهابيون إلى إثيوبيا عبر إقليمي هيران (وسط) الصومال، وبكول (جنوب غرب)، عقب هجمات شرسة ومفاجئة على ثلاث بلدات صومالية للتغطية على عملية العبور الأكبر .
وذكر بيان إثيوبي أن هدف "الشباب" كان العبور إلى إقليم أوروميا، والانضمام إلى جماعة "شين" الإرهابية، لضرب أمن إثيوبيا من الداخل .
وقال المحلل الأمني الصومالي، حاشي عبدالرحمن في تصريحات صحفية أن حركة الشباب الإرهابية تهدف من وراء الهجوم لمحاولة التوسع في منطقة القرن الأفريقي .
وأضاف حاشي، أن إثيوبيا التي أضحت خلال فترة وجود الحركة الإرهابية، صمام أمان المنطقة، تعتبر الهجوم خطوة خطيرة على الأمن في القرن الأفريقي .
ويرى حاشي بأن حركة "الشباب" الإرهابية تسعى إلى تبني سياسة جديدة، وهي الهجوم وليس الدفاع، التي كانت تتبعها ضد إثيوبيا.
ولا يستبعد حاشي بأن تسلل إرهابيي حركة الشباب يحمل بصمات دولية، ذات صلة على أبعاد الصراع الدولي في القرن الأفريقي، التي أصبحت تقاطع المصالح الدولية .
واتفق المحلل العسكري الصومالي العميد أحمد عبدالله ، مع حاشي في أن تسلل الحركة "الإرهابية" خطوة خطيرة على أمن المنطقة.
وقال إن من أسباب الهجمة التي تشنها "الشباب" بناء تحالفات عسكرية داخل إثيوبيا خاصة في إقليم أوروميا، مستفيدة من الصراع الداخلي بين المجموعات العرقية هناك.
وتابع، أن أهداف حملة "الشباب"، خلط الأوراق بين الصومال وإثيوبيا ولتقويض التعاون في مجالي الأمن والدفاع عبر إثارة شكوك بين الطرفين .
وتلقي هذه الهجمات بظلالها على منطقة القرن الأفريقي، حيث يقول الباحث في الشأن الأفريقي سعيد سالم، إن هذه الهجمات تعتبر ضربة للاستقرار الأمني والسياسي في القرن الأفريقي.
وأوضح أن الهجوم دفع إثيوبيا للتخطيط لإنشاء منطقة أمنية عازلة داخل الصومال، كمرحلة ثانية للعملية العسكرية، بحسب ما أعلن رئيس الإقليم الصومال الإثيوبي مصطفى عمر.
ويتوقع سعيد سالم، أن الخطة الإثيوبية سوف توتر العلاقات مع الصومال خاصة أن إعلان منطقة عازلة داخل الصومال ممكن يتم دون توافق مسبق.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الوطنية الصومالية عمر يوسف، إن من تداعيات تسلل حركة الشباب إلى عمق إثيوبيا، توقف التجارة العابرة على الحدود، مشيرا إلى أنه رغم غياب حجم هذه التجارة، إلا أنها نشطة وبقوة وقد تتضرر نتيجة المعارك على الحدود.