حذرت دار الإفتاء المصرية، من النكد والحزن خاصة في أيام عيد الأضحى المبارك والتي تنتهي مع مغيب شمس الثلاثاء المقبل، مشددة على أن الأعياد شرعت للفرح والسرور.
وقال الدكتور أحمد ممدوح ، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله عز وجل شرعه للمسلمين الفرح في أيام العيد، ونهاه عن النكد والزعل ، لأن الله عز وجل أراد أن يشيع بين عباده ثقافة السرور والفرح .
وتابع الدكتور أحمد ممدوح ، خلال لقائه لـ برنامج "صباح الخير يا مصر"، والمذاع على فضائية "القناة الأولى"، أن يوم النحر يأتي على رأسه صلاة العيد للتقرب إلى الله عز وجل، مؤكدا أن صلاة العيد سنة مؤكدة عن النبي، ولابد من الإنسان أن يذهب إليها وهو في أحسن حالاته.
وأردف، أنه من السنة النبوية أن يقوم المصلي بعد انتهاء صلاته بالعودة لدياره من طريق آخر، حتى تشهد عليه الطرقات يوم القيامة ويكون له أكثر من شهيد.
السنة هي كل فعل قام به النبي صلى الله عليه وسلم طيلة حياته يحبذ للمسلمين أن يفعلونها من باب التقرب إلى الله ومحبة خير رسله وخاتم أنبياءه صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك سنن وآداب العيد والتي من بينها: الغسل، والطيب، والتجمل بالثياب، والسواك، وتنظيف الجسم فيها بتقليم الأظفار وقص الشارب، والرجوع من غير الطريق الذي يخرج عليه، والأكل قبل الغدو إليها يوم الفطر، وتأخيره يوم عيد الأضحى حتى يأكل من لحم أضحيته، وقراءة الأعلى ونحوها فيهما بعد أم القرآن، والسعي إليها راجلا.
وقد روي عن أبي مسعود رضي الله عنه أنه قال يوم العيد: "أول ما يبدأ به أو يقضى في عهدنا هذه الصلاة ثم الخطبة ثم لا يبرح أحد حتى يخطب"، فإن دخل رجل والإمام يخطب، فإن كان في المصلَّى -لا المسجد، وهو المخصص لصلاة العيد فقط دون بقية الصلوات- استمع الخطبة ولا يشتغل بصلاة العيد؛ لأن الخطبة من سنن العيد ويخشى فواتها، والصلاة لا يخشى فواتها فكان الاشتغال بالخطبة أولى، وإن كان في المسجد ففيه وجهان: أن يصلي تحية المسجد ولا يصلي صلاة العيد؛ لأن الإمام لم يفرغ من سنة العيد فلا يشتغل بالقضاء، والوجه الآخر: أن يصلي العيد، وهو أولى؛ لأنها أهم من تحية المسجد أكد، وإذا صلاها سقط بها التحية فكان الاشتغال بها أولى كما لو حضر وعليه مكتوبة
يقول الشيخ الشحات العزازي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن العيد هو يوم فرح وتتويج لعبادة شهر رمضان، لذلك حرص النبى أن يكون يوم العيد يوما مميزا للمسلمين.
وأضاف العزازي خلال لقائه ببرنامج "فى حب الرسول" عبر قناة "صدى البلد": "النبي يعلمنا كيف نفرح ويخبرنا أنا هذا اليوم يوم فرح لذلك من السنة أن زى العيد جديدا"، موضحاً أن البنى لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات قبل ذهابه للصلاة
ومن السنن المستحبة في عيد الأضحى التوسعة على الأهل بمعنى أن تُسَنُّ التَّوْسِعةُ في العيد على الأهل بأيِّ شيءٍ كانَ من المأكول؛ إذْ لم يَرِد الشرعُ فيه بشيءٍ معلوم، فمن وسَّع على أهله فيه فقد امتثل السُّنَّة، ويجوز أن يُتَّخَذَ فيه طعامٌ معلوم؛ إذ هو من المباح، لكن بشرط عدم التكلف فيه، وبشرط أن لا يُجعَل ذلك سُنَّةً يُستَنُّ بها فيُعَدُّ مَنْ خالف ذلك كأنه مُرتكبٌ لكبيرة.
وأضافت دار الإفتاء أن من سنن عيد الأضحى أيضا إظهار السرور مندوب، فذلك من الشريعة التي شرعها الله لعباده؛ إذ في إبدال عيد الجاهليَّة بالعيدين المذكورين دلالةٌ على أنه يُفعَل في العيدين المشروعين ما تفعلُه الجاهليَّة في أعيادها مِمَّا ليس بمحظورٍ ولا شاغلٍ عن طاعة، وإنما خالفهم في تعيين الوقتين، وأما التوسعة على العيال في الأعياد بما حصل لهم من ترويح البدن وبسط النفس من كلف العبادة فهو مشروع.
وتابعت: " الصلة والتزاور لَمَّا كان العيد محلا للسرور وإظهار الفرح فإن فضل الله تعالى ورحمته أولى ما يَفرَحُ به المؤمن، قال تعالى: {قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ} [يونس: 58]، وإن من فضل الله تعالى أن سنَّ لنا أعمالا نجد سعادتنا في عملها وجعلها قُرْبَةً لنيل رضوانه في ذات الوقت، ومن هذه الأعمال زيارةُ الصالحين وصِلَةُ الأرحام، الأحياء منهم والأموات، التي تستحب في العيد؛ لكونه محلًّا للطاعات والقُرُبات.