ربما تكون هى المرة الأولى التى تحدث فى العالم، أو من المرات المعدودات التى حدثت من قبل ولم نسمع عنها، ولكننا لا نرى شيئا خارقًا كل يوم ، ولا تشبثًا بالحياة مثلما حدث مع حالتنا هذه، ولكن لا يسعنا إلاّ القول بأن العلم لا يقف عند حدود معينة، وليس له مقاييس ينتهى عندها، وارادة الله فوق كل ارادة ، وأنه فوق كل ذى عِلمٍ عَليم.
ففي الساعة الحادية عشرة صباحًا، يوم الخميس الموافق ١٦ من شهر يونيو الحالي، مريضٍ وصل الى استقبال مستشفى كفر الدوار العام ، يبلغ من العمر ٤٢ عامًا يعاني من الآمٍ شديدة بالصدر ، فتم عمل رسم قلب له في الحال ، وتم استدعاء أخصائي القلب الدكتور كريم فتحي ادم القائم بمناظرة الحالة، وتبين وجود جلطةٍ بالقلب، وأثناء مناظرة الحالة حدث توقف مفاجئ لعضله القلب وارتجاف بطينى.
وعلي الفور تم استدعاء فريق الإنعاش، وعمل انعاش قلبى رئوي متقدم ، وتم اعطاء عدد 7 صدمات كهربائية ، و11 أمبول ادرينالين ، و 6 امبول بيكارب ، واربعه امبول كردارون ، وامبول اتروبين ، واستمر الإنعاش لمدة خمس وثلاثون دقيقة.
تم خلالها عمل إحدي عشر دورة انعاش قلبي رئوي بمعدل كل دورة لمدة ثلاث دقائق .
فكان كلما يغادر الحياة ويتوقف القلب ، يعود للحياة من جديد مع كل دورة انعاش قلبي.
وبعد كل المحاولات ظهرت وتجلت عناية الله له، وعاود بعدها القلب الى النبض من جديد ،ثم عاود التنفس الطبيعي، فتم فصل جهاز التنفس الصناعي اليدوي من المريض وانتظمت العلامات الحيويه وضغط الدم ودرجه الوعي لتصبح طبيعية، ومن ثم بدا المريض في التحدث لمن حوله، وبدأ فى الإدراك والوعي.
وعلى الفور تم التنسيق لعمل قسطرة قلبية بمستشفى دمنهور التعليمى، وتم عمل القسطره القلبية فور وصوله ، واتضح وجود انسداد كامل في الشريان الأمامي الرئيسي المغذي لثلثي عضله القلب، وتم تركيب دعامة ذكية ، وتم فتح الشريان وتدفق الدم من جديد الى قلب المريض، وتم وضع المريض بالعناية المركزه تحت الملاحظة، لمدة ٤٨ ساعة وبعدها خرج من المستشفى عائدًا لمنزله في تحسنٍ كامل وتام.
ومن جانبه وجه الدكتور هاني جميعه وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، التحية والتقدير للفريق الطبي الذى أشرف على حالته، وساعد على انقاذه بمستشفى كفر الدوار العام ، ومستشفى دمنهور التعليمى .
مؤكداً أن تنمية وتطوير الجوانب المهنية للفرق الطبية له أهمية قصوي للإرتقاء بالخدمة الطبية، وبخاصة اساسيات دعم الحياه ، والإنعاش القلبي الرئوي، يعد امرًا بالغ الأهمية في إنقاذ الأرواح ، وهو إجراء لا يمكن الإستهانة بأهميته إذ يساهم بشكلٍ جذري في زيادة معدل فرص البقاء على قيد الحياة.
وأضاف الدكتور حموده الجزار وكيل المديرية، أنه تم تنفيذ العديد من دورات دعم أساسيات الحياة والإنعاش القلبي الرئوي ، لجميع الفرق الطبية، وقد حاضر الأستاذ الدكتور وكيل الوزارة بنفسه فى البعض منها، وأنها الركيزة الأساسية في إسعاف وإنقاذ حياة المصابين.
مشيراً الى أهمية التدريب المستمر لتأهيل الكوادر الطبية بشكل مميز في كل المجالات والتخصصات الطبية، بما يمكنهم من أداء واجبهم الوطني، والقيام بعملهم الإنساني على أكمل وجه.