علق الشيخ أحمد تركي، أحد علماء الأزهر، على واقعة مقطل نيرا أشرف، طالبة المنصورة، حيث أعرب عن كامل حزنه وإستيائه من الواقعة، مؤكدا أن هذا الحادث أدنى قلوب جميع المصريين.
وقال تركي، خلال تصريحات خاصة لموقع جريدة بلدنا اليوم، أن جميع دول العالم تقع بها حوادث مشابهة، لما حدث لنيرا أشرف طالبة المنصورة، داعيا المولى عز وجل أن يسكن الفقيدة فسيح جناته وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان.
وتابع عالم الأزهر: ما ظهر على الساحة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية، من قِبَل بعض الأشخاص الذين تركوا الواقعة وبشاعتها وأخذوا يتحدثون عن لبس الفتاة، غير مقبول تماما.
وأضاف: من قام بالتعليق على لبس الفتاة وسلوكها وطريقتها وربط الواقعة بذلك هو مخطئ ومرتكب ذنب عظيم وانتهاك لحرمة متوفاة مغدور بها، نحسبها شهيدة ولا نزكي على الله أحدا.
وواصل حديثه قائلا: غير مقبول بالمرة قيام بعض الأشخاص المؤثرين بالمجتمع بالتعليق على لبس الفتاة وسلوكها وطريقتها، مشيرا إلى أن هذا الفعل يعد إخراجا للعفونة التي بداخل منتقدي الفتاة، مشددا على ضرورة التوقف عن مثل هذه الأفعال، والدعوة بالرحمة لنيرا أشرف طالبة المنصورة.
علماء الأزهر
وعن دور علماء الأزهر والنخبة والكتاب والإعلام وعلماء علم النفس والاجتماع، قال الشيخ أحمد تركي: لا بد من إعادة هندسة المجتمع مرة أخرى لإعادته إلى القيم الرشيدة، حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث.
الخطاب الديني:
وأكد تركي، على ضرورة تجديد الخطاب الديني، مشيرا إلى أنه لا يقوم بدوره على النحو المطلوب.
وأكمل حديثه قائلا: الخطاب الديني غير مؤثر على عكس المطلوب منه، فيجب أن يهتم الخطاب الديني بالتربية والأخلاق، وإعادة القيم مرة أخرى وإعطاء الأمل للشباب.
وشدد خلال حديثه على ضرورة تأدية الخطاب الديني دوره الصحيح، في ظل انتشار تجار الدين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يطمحون إلى تحقيق الأرباح والمكاسب على حساب الدين.
واسترسل عالم الأزهر حديثه قائلا: هناك عدة عوامل أخرى تؤثر في الشباب سلبا كالمخدرات، فلا بد من التعامل معها ومقاومتها ومنعها.
وتعليقا على ما أثاره بعض الأشخاص المؤثرين بالمجتمع، من جدل بعد انتقادهم للبس الفتاة، قال عالم الأزهر: تابعنا قيام البعض من المشايخ والمشاهير بانتقاد لبس الفتاة، حيث تركوا الجريمة التي تهز عرش الرحمان وهي القتل، وتركوا مأساة الواقعة، وتحدثوا في لبس الفتاة وعدم ارتدائها الحجاب، متسائلا: أليس هذا يعكس الخطاب الديني؟.
وتابع: ما قام به بعض المشايخ والمشاهير من انتقاد لبس الفتاة هو تغييب للعقل، فماذا لو كانت الفتاة منتقبة؟ هل كانوا سيعلقون على الواقعة؟ لافتا إلى ما قامت به إحدى المنتقبات بقتل أولادها بداعي دخولهم الجنة.
وبخصوص تطوير الخطاب الديني، حتى لا تتكرر تلك الجرائم، أكد الشيخ أحمد تركي بضرورة ألا تكون خطبة الجمعة وعظية.
وأضاف: لا بد أن تكون خطبة الجمعة ذات فكر ومؤثرة بمن تتلى عليهم، لا بد أن تتطور وتواكب العصر، وتبتعد عن الجمود في النصوص.
وتابع: لا بد من مواجهة من يدعمون الجريمة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت مظلة الدين، فهؤلاء خطرهم عظيم.
وأشار عالم الأزهر خلال حديثه، إلى ضرورة اتحاد النخبة، لمجابهة مثل هذه الوقائع، حتى لا تتكرر مرة أخرى، ولا بد من البعد عن الصراعات التي لا تجدي نفعا، والبعد عن الحديث عن لبس الفتاة وحجابها.
وتعقيبا على ما قاله الشيخ مبروك عطية، قال تركي: ليس لدي رد على ما أثاره الشيخ مبروك، هو له كامل الاحترام فهو عالم جليل، لكن ما قاله ضد المنطق.
وفي وقت سابق، علَّق الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على واقعة قتل فتاة آداب المنصورة، عبر فيديو نشره على صفحته بفيسبوك، أمس، قائلًا: "الفتاة تتحجب عشان تعيش وتلبس واسع عشان متغريش".
وأضاف عطية: برغم الفحش وبرغم الجريمة وبرغم المنكر فيبقى الله هو الرحمن الرحيم، فلو لم يكن ربنا رحمن رحيم لحدث سواد أشد وجرائم أفظع، وروى عطية تفاصيل قصة جريمة قتل طالبة المنصورة على يد زميل لها بسكين داعيًا للفتاة بالرحمة ولأهلها بالصبر.
وتابع عطية: الله يرحمها والله يجيب له طعنة من فوق سبع سموات وينتقم منه ويوفقه لقاضي يحكم بالقصاص العادل ويبرد نار أمها ونار أبوها"، وربط عطية بين القضية وبين رفض البعض الحجاب بدعوى الحرية الشخصية، مؤكدا: سيبي المهفهف على الخدود يطير والبسي محزق هيصطادك اللي ريقه بيجري ويقتلك.
وواصل: الفتاة تتحجب علشان تعيش وتلبس واسع عشان متغريش، حياتك غالية عليكي اخرجي من بيتكم قفة.. لا متفصلة ولا بنطلون ولا شعر على الخدود، هيشوفك اللي ريقه بيجري ومعاهوش فلوس وهيدبحك..دا واقع.
واستطرد مبروك عطية: هناك بعدا آخر للحجاب ليس بعدًا دينيًا وإنما هو بعد خبرة بالمجتمع "في بيئة ما بتعتبرش.. بتشوف كل يوم جرائم قتل وفظائع ومحاكم بتحول الأوراق للمفتي ومفيش فايدة..حافظي على روحك..خافي على عمرك...حواليكي كلاب وديابة.
ونصح عطية كل امرأة وكل فتاة أن ترتدي أوسع ما عندها حتى تخرج من بيتها حتى تشتري الواسع، وأن تتخلص من كل ضيق وتغطي نفسها، استجابة لما أمر به الله، وتحفظ نفسها، قائلًا: "لا عاد في مكان بيردع ولا ناس بيردعوا ولا قانون بيردع..صوني نفسك بقى وحافظي على عمرك وألغي الموبايل أبو كاميرا من الوجود".