ما زالنا نعاني من المحسوبية، على حساب المجتهدين، ألا من الدين والعلم أن تعلموا أولادكم مكارم الأخلاق والعدل والوفاء بالعهد، فهذا ما ندرسه في سنوات عمرنا الدراسية، كما نتعلمه من المبادئ الحياتية.
ولكن في النهاية إذا بحثنا عما ندرسه على مدار سنوات عمرنا ما هما هوو إلا معلومات فقط تدرس في الكتب، نحفظها لنعلم كيف نجيب على الأسئلة في الامتحان فقط، أما في الحياة العملية والواقع نجد العكس تماما، فالأخلاق تتحول للانحدار،والقيم تتحول للمحسوبية وللأسف تكون على حساب من تخيلوا أن العلم والواقع شيء واحد.
نحن الآن أمام واقعة حقيقة لطفلة اجتهدت في دراستها وحاولت أن تسجل اسمها في أوائل قائمة المتفوقين، ولكن للأسف الواقع المرير الذي تحكمه الواسطة والمحسوبية جعل من أبناء المعلمين هم أوائل القائمة دون وجه حق.
الطالبة "ا.و" وجدت نفسها وآخرين من زملائها تواجه الظلم والمحسوبية بعد أن أعلنت مدرستها الخاصة "د. ا" بمحافظة القليوبية، نتائج امتحانات نهاية العام الدراسي للصف الرابع الابتدائي وسلمتهم الشهادات بقيام المدرسة بالإعلان على الأوائل للمدرسة وليس من ضمنها هي أو زملائها الأوائل في الشهادات ووجود من هم أقل في الدرجات بداعي أن المدرسة قيمت الأوائل على مدار العام بخلاف ما هو متبع سنويا وأصبح الأوائل هم أبناء العاملين بالمدرسة والمقربين من إدارتها.
إذا ما علمنا أولادنا في سن العشر سنوات؟ هل علمناهم أن النجاح والتفوق بالمحسوبية وغيرها فماذا ننتظر منهم في الغد
الْعَدْلِ بَيْنَ الْأَوْلَادِ فِي النِّحْلَةِ وَهُوَ التَّسْوِيَةُ بَيْنَهُمْ لِأَنَّ فِي التَّسْوِيَةِ تَأْلِيفَ الْقُلُوبِ وَالتَّفْضِيلُ يُورِثُ الْوَحْشَةِ بَيْنَهُمْ .. بدائع الصنائع : ج 6 - فصل في شرائط ركن الهبة.
ولأنّ عدم العدل يؤدى إلى أن يتسلل إلى نفسه شيء من الكراهية ويزرع الشيطان بذور الشحناء بينه وبين الآخر الذي أُعطي أخذ حقه.