ثواب وضع كولدير مياه باردة للمارة فى الحر الشديد

السبت 11 يونية 2022 | 11:58 صباحاً
كتب : دينا سيف الدين

الصدقة هي أعظم عمل يفعله الإنسان، وهى من أبواب الخير التي يثاب عليها، والصدقة الجارية هى كل ما يحقق منفعة للإنسان بحيث يبقى أصله وينتفع من عوائده، وهذا من أبواب الخير العظيمة التى يثاب عليها الإنسان، إذ كلما زاد نفع الصدقة واستمر زاد ثوابها، ومن أعظم الصدقات فى هذة الأيام وضع كولدير مياة بارد فى الطقس شديد الحرارة، وصدقة الماء في شدة الحر.

قالت دار الإفتاء المصرية، إن صدقة سقيا الماء تعتبر من أعظم القربات، وسقيا العطشان سواء كان إنسانا أم حيوانا أم طائرا، وإن كان عمل قليل ولكن نفعه كبير، وأثره عظيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «... وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ» (رواه الترمذي في جامعه).

ورد سؤال للشيخ مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق مفتي الجمهورية، من سائل يقول: "هل وضع "مبرد الماء" في الشارع يُعد صدقة جارية؟".

وأجاب أمين الفتوى، أن كولدير الماء كصدقة في الشارع جائز، ويمكن أكثر من شخص، والأصل أن الإنسان الحي يخرج لنفسه صدقة جارية وتكون في حياته وتستمر فيما بعد مماته.

وتابع: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، الأصل في الصدقة الجارية أن تكون للحي”.

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن أعمال البر التي يرجو العبد بها أن ينال سعادتي الدنيا والآخرة متنوعة، فأبواب العمل الصالح كثيرة ويستطيع المسلم من خلالها أن يحصل على جبال من الحسنات، حيث إنها مكفرة للذنوب وتمحى بها السيئات وترفع الدرجات، وفيها طاعة الله تعالى ورضاه.

وأضاف مركز الأزهر عبر صفحته على “فيس بوك”، أن من أعمال البر وأفضل الصدقات تظليل أماكن الانتظار المُشْمِسَة، والتصدق بأجهزة التهوية والتبريد، وسقيا الماء في الأماكن التي تشتد بها الحرارة ويكثر فيها اجتماع الناس، حيث قال سيدنا رسول الله: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ» [أخرجه الترمذي]، وعن سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟، قَالَ ﷺ: «سَقْيُ الْمَاءِ». [أخرجه النسائي].

وأوضح مركز الأزهر، أن من نعم الله تعالى التي تستوجب شكره أن يجد الإنسان ما يقيه حرارة الشمس، ويُهَوِّن عليه شدتها؛ فمن كان عنده سقف يظله، وماء يتبرد به، وبعض الأجهزة التي تُهَوِّن عليه شِدَّة الحَرّ؛ فليحمد الله تعالى، ولا ينسى إخوته ممن لا يجدون شيئًا من ذلك، وليبادر بأعمال الخير حسب استطاعته، قال سيدنا رسول الله ﷺ: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». [أخرجه مسلم].

قالت دار الإفتاء المصرية، إن صدقة الماء في شدة الحر من أعظم القربات، وسقي العطشان سواء كان إنسانا أم حيوانا أم طائرا، وإن كان عمل قليل ولكن نفعه كبير، وأثره عظيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «... وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ» (رواه الترمذي في جامعه).

سقيا الماء

قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن سقي الماء من أفضل الصدقات، التي يتقرب بها العبد إلى ربه.

واستشهد «جمعة» عبر صفحته على «فيس بوك»، بما ورد في سُنن ابن ماجه، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «سَقْيُ الْمَاءِ».

هل يجوز تركيب مبرد مياه فى جامعة حكومية من أموال الزكاة؟

سؤال أجاب عنه الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فتوى مسجلة له، عبر صفحة الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

وأجاب "وسام" قائلًا إنه لا يكون هذا من الزكاة، فالزكاة تكون للإنسان قبل البنيان وللساجد قبل المساجد كما يعبر بذلك الفقهاء، فمعنى ذلك أن هذه الزكاة هى حقًا للفقير وللمحتاج.

وتابع: “أما سبيل المياه ونحوه فإنه يكون من الصدقات الجارية، وطول ما هو شغال فالله تعالى يجري لكِ هذه الصدقة وينميها لكِ”.

قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا يجوز شراء مبرد مياه للمسجد من زكاة المال.

وأوضح الشيخ محمد عبد السميع، في إجابته عن سؤال يقول صاحبه: «هل يجوز شراء مبرد مياه للمسجد من زكاة المال؟»، عبر صفحة دار الإفتاء الرسمية بـ «يوتيوب»، أن مبرد المياه يشرب منه الغني والفقير؛ والله – سبحانه وتعالى- أراد للزكاة أن تنفق على الفقراء.

وأضاف أنه يجوز له ذلك إن كان من مال الصدقة وبنيتها وليس الزكاة؛ مشيرًا إلى أن مصارف الزكاة محددة ومستحقوها معروفون.

فوائد الصدقة

1) إطفاء غضب الرب بالصدقة، خاصةً صدقة السر.

2) مسح الخطيئة، وتطفئ نارها كما يطفئ الماء النار.

3) الوقاية من النار، لقوله صلى الله عليه وسلم: (فاتَّقوا النَّار ولو بشقِّ تمرةٍ).

4) تُشكّل الصدقة ظلًا لصاحبها يوم القيامة فيقف فيه.

5) سببٌ للشفاء من الأمراض القلبية والبدنية.

6) سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر.

7) فوز المنفق بدعاء الملائكة له، بخلاف الذي يُمسك عن الإنفاق.

8) زيادة البركة في مال المتصدّق، فلا يمكن أن ينقص مالٌ من صدقة. بقاء الصدقة من مال المنفق يوم الحساب والجزاء.

9) مضاعفة أجر الصدقة.

10) سببٌ لدخول الجنة، ويُدعى صاحب الصدقة يوم القيامة من باب الصدقة.

11) انشراح الصدر، وطمأنينة القلب وراحته، وإن لم يكن في الصَّدقة غير هذه الفائدة لكانت سببًا كافيًا لأن يبادر العبد المسلم إلى الصدقة ويُكثر منها، لقول الله تعالى: (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

12) دليلُ على صدق إيمان المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الصَّدقَة بُرهانٌ).

13) تطهير المال ممّا قد يصيبه من الحرام خاصة عند التجار، بسبب اللغو، والحلف، والكذب.

أنواع الصدقات

تنقسم الصدقة إلى نوعين: صدقة النافلة، والصدقة المفروضة وهي الزكاة الواجبة.

وتشمل فصدقة النافلة أوجه الإحسان إلى الفقراء والمساكين من أموال غير الزكاة، حيث حثّ الإسلام على البذل والعطاء، وقد وردت الكثير من النصوص الشرعية التي تشجّع على ذلك، ومنها ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الصَّدقةُ تُطفئُ غضَبَ الرَّبِّ وتدفَعُ مِيتةَ السُّوءِ)، ومن الجدير بالذكر أن صدقة التطوع لا تقتصر على نوعٍ واحدٍ من أعمال الخير، وإنما تشمل الكثير من الأعمال، فكل معروفٍ صدقة، مصداقًا لما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (كلُّ معروفٍ صدقةٌ وإنَّ منَ المعروفِ أن تلقَى أخاكَ بوجْهٍ طَلقٍ وأن تُفرِغَ مِن دلْوِكَ في إناءِ أخيكَ).

أما الصدقة الواجبة وهى الزكاة المفروضة فلها شروط خاصة، ومصارف معيّنة شرعًا، كما في قول الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)، وقد فرض الله تعالى الزكاة في العام الثاني للهجرة، وثبت وجوب الزكاة في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع الأمة، حيث قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)، وعندما بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- إلى أهل اليمن قال له: (أعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ)، والزكاة لا تجب على المكلّف إلا إذا تحقّقت شروط معيّنة، وهى الإسلام، البلوغ، العقل، الحرية، المِلك، النماء، الحول.

الصدقة الجارية

الصدقة الجارية هي كل عملٍ يستمر أجره وثوابه حتى بعد موت الإنسان، وانتقاله إلى جوار ربه، وهي استثمارٌ صالحٌ في الحسنات، وبابُ أجرٍ مفتوح لتكثير الأعمال الصالحة في الميزان حتى بعد الموت، والصدقة الجارية من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، ومن فضل الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين أن جعل لهم أبواب أجرٍ كثيرة، كالصدقة الجارية. ‏

فضل الصدقة الجارية

سبب لتكثير الحسنات واكتساب الخير بعد الموت. سبب لإطفاء غضب الله سبحانه وتعالى، ونيل رضاه ورحمته وعفوه. تمنع عذاب القبر. ترفع درجة المؤمن في الجنة، وتجعله في أعلى الدرجات. تنجّي من عذاب النار. تبرئ ذمة العبد من أي دينٍ أو نقصٍ أو تقصيرٍ في عبادته.

الصدقة للميت

فضل الصدقة عن الميت.. أجمع علماء المسلمين استنادًا إلى الأدلة على ثواب الصدقة عن الميت، حيث يصل أجرها إليه وتفيده في قبره وتخفف عنه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (أنَّ رجلًا قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أبي مات وترك مالًا ولم يُوصِ. فهل يُكِفِّرُ عنه أن أَتصدَّق عنه؟ قال: نعم.) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها (أنَّ رجلًا قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ أمي افتُلِتت نفسُها. وإني أظنها لو تكلمتْ تصدقتْ. فلي أجرٌ أن أتصدقُ عنها؟ قال: نعم). إنّ من الأفضل أن تكون الصدقة أو أية أعمالٍ أخرى تقدّم للميت من ولده، فأفضل الصدقات التي تكون من مال الميت نفسه، ومن مال أولاده من الذكور والإناث، ولا بأس من تصدّق المحبين والأصدقاء.