خائن الوطن لا انتماء له.. كلمة المستشار محمد شيرين في افتتاح محاكمة "التخابر مع داعش"

الاحد 15 مايو 2022 | 02:15 مساءً
كتب : علياء طارق

افتتح المستشار محمد شيرين فهمي رئيس الدائرة الأولى إرهاب، كلمته قبل نطقه بالحكم على 8 متهمين في قضية التخابر مع داعش، واستعان بكلمات الذكر الحكيم، بسم الله الرحمن الرحيم "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ".

وقال المستشار محمد شيرين فهمي رئيس محكمة الجنايات، إن خيانة الوطن وإن كانت قبيحة إنما تزداد قبحا حينما يكون الوطن الذي يسئ اليه المسيئون هو البلد الذي استقبلهم في فصل رفضهم فيه الأخرون، وضرب أروع الامثلة في احتضانهم، ما أقبح دور أولئك الذين يسئون الي مصرنا الحبيبة التي احسنت استقبالهم في محنتهم ووفرت لهم فرص العمل وأغدقت عليهم النعم ووصلت لهم سبل العيش ولم تخبل عليهم بشيء فقابلو الاحسان بالاساءة والجميل بالنكران وعضو على اليد التي أحسنت اليهم.

وتابع المستشار محمد شيرين فهمي، لقد وجه النبي صلي الله عليه وسلم الي الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه، أما أن يحسن الوطن الي احدهم فلم يجد منه الا نكران فهذا دليل على خسة النفس والنفوس الجميلة لا تعرف النكران، والغدر شيمة الحقراء والخيانة اخلاق الجبناء الاخساء، تزين المتهمون بالغدر والخيانة، تزينو بصفات الجبناء ولما لا والمتهم الاول خائن لوطه الام سوريا الشقيقة، ومن باع وطنه فقد باع شرفه، وقبل هذا باع نفسه فلا يستحق ان يكون مواطن ولا يحق له ان يأتي يوم من الايام يبحث عن الذي دعا له، وخائن الوطن لا تجد له ولاء ولا انتماء لأحد مهما زعم، وتغني بالشعارات، والمواقف تكشفه والمحن تظهر خباياه والواقع يجني حقيقته، فالخيانة مرض العظام لا تخفي مهما تستر صاحبها.

واستكمل رئيس محكمة الجنايات، فالمتهم الاول معتز توفيق وهو سوري الجنسية نشأ في سوريا، وبعد نشوب الحرب عام 2011 وظهور الجماعات المسلحة ومنها تنظيم داعش اقتنع بأفكاره المتطرفة التي تهدف الي اعادة نظام الخلافة وتطبيق الشريعة من خلال نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار وتكفير كل حاكم لا يحكم بالشريعة، وتوجب قتاله وقتال السلطات النظامية التي تطبق القوانين، وهو ما يطلق عليه مبدأ الحاكمي، وبايع التنظيم وخليفته على السمع والطاعة والتحق بصفوف احد ولايته المتواجدة في مدينة درعة، وتلقى تدريبات في استراتيجيات العمل العسكري، وعقب تأهله شارك في العمليات ضد الجيش السري النظامي.

وتابع المستشار محمد شيرين فهمي، تعامل مع التنظيمات الارهابية والمنظمات الخارجية، باع وطنه وخان ضميره من أجل تنظيم خاسر، وبعد تردي الاوضاع في سوريا سافر الي مصر لإكمال دراسته، لكون الدراسة بها متاحة للسوريين ويعاملون ذات معاملة المصريين، والتحق في دراس الهندسة بجامعة الاسكندرية عقب تخرجه عام 2016 وتزوج من الاء المتهمة السادسة وانجب طفلا وعمل بأحد مكاتب الاستشارات الهندسية في الإسكندرية، واستقرت حياته في ذات المحافظة فما كان منه الا أن قابل المعروف بالخيانة وأغمض عينيه وأصم أذنيه، راح يسعى لهدم مصر بإشاعة الفوضى فيها والإضرار بإقتصادها وتحرك لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف قاعدة بحرية في مطروح وتمكن من الحصول خفية على خرائط للقاعدة، استعدادا لتنفيذ مخطط التنظيم وتحقيق أهدافه.

كما قام بالتخطيط والتنسيق لتنفي عمليتي إرهابيتين خلال شهر أغسطس 2018 لاستهداف محطتي رمسيس وسيدي جابر، باستخدام حقائب لإخفاء المواد المتفجرة بداخلها، ثم سعى للإتصال بالجماعات الإرهابية القابعة في سيناء والتواصل مع من يعملون بها، لمشاركتهم في عملياتهم، بزعم إقامة دولة الخلافة، وأتصل بالمتهم الثالث وهو عضو بجماعة داعش في سوريا وطلب منه أن يساعده بالتواصل مع أحد أعضاء داعش في سيناء، وبالفعل مكنه من التواصل مع المتهم عمرو يحيي "دودج" على برنامج التليجرام، وأخبره برغبته في مساعدة التنظيم وإمداده بالأموال وبعض البيانات الهامة وجهز مبلغ 10 آلاف جنية وذاكرة تخزين بها صور لميناء رأس جرجوب، وتواصل مع أحد أفراد داعش من خلال برنامج التليجرام بواسطة زوجته آلاء وتقابل معها في محطة سيدي جابر في الإسكندرية وشرح لها تفاصيل العمليات التي يخطط لها.