المحافظة اكتفت بالبيانات واللجان .. كارثة بيئية وصحية في قرية ميدوم الأثرية تهدد مصر كلها

الثلاثاء 10 مايو 2022 | 06:42 مساءً
كتب :

كتب / محمد حنفي

هاجمت أسراب هائلة من الحشرات الطائرة وخاصة الناموس قرية ميدوم الأثرية والقرى المحيطة بها ،التابعة لمركز الواسطى ، محافظة بني سويف ، خلال الأسابيع الماضية واستوطنت مساكن أهالي القرية ، مما تسبب في إنتشار الأمراض المعدية بين الأطفال وكبار السن .

منذ عامين ، تم تحويل الصرف الصحي على مصرف "اللبيني" الذي يروي 12 ألف فدان ، وينتهي في نهر النيل مما يتسبب في إنتاج محاصيل مسرطنة بسبب ري الأراض بمياه الصرف الصناعي والتي تتوزع في جميع أنحاء مصر ، بل الأدهى أن الأسراب الهائلة من الحشرات الطائرة وخاصة الناموس والبعوض وغيرها تسببت في إنتشار أمراض عديدة بين الأهالي .

على الفور ، قام الأهالي بإرسال شكاوى كثيرة إلى المحافظة والوحدة البيطرية وغيرها من الجهات المختلفة ، والتي وعدت بإرسال سيارة رش المبيدات للقضاء على هذه الحشرات الطائرة دون أي تنفيذ على أرض الواقع لإيجاد حل لهذه المشكلة التي باتت تؤرق الجميع .

ترعة اللبيني

منذ يومين فقط، أصدرت محافظة بني سويف بيان حاولت من خلاله احتواء غضب الأهالي ، فقط ، ولم تلتفت الى خطورة المحاصيل الزراعية المروية بمياه الصرف الصناعي ، ولم تتخذ قرار يوقف الأزمة بشكل جذري بغلق ماسورة الصرف الصناعي لما تمثله من خطورة على صحة المواطنين وإنما قامت بتطمين الأهالي بأن الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف كلف اللواء جمال مسعود السكرتير العام ،بالإشراف على عمل اللجنة التي وجه بتشكيلها ، لبحث ومعاينة شكوهم وهم أهالي قرى ميدوم ، صفط الشرقية وتوابعهم بمركز الواسطى الذين يقيمون بالقرب من مصرف اللبيني بميدوم ، وقصر البيان المشكلة على تضرر الآهالي من انتشار الناموس والبعوض فقط، وذلك لتحديد أسباب المشكلة ،وكما يقول البيان،والحلول الممكنة وسرعة تنفيذها ولم يتطرق للمحاصيل الزراعية وخطورتها على الصحة العامة للأهالي .

ميدوم

وأضاف البيان أن السكرتير العام قد توجه لمعاينة موقع الشكوى بصحبة أعضاء اللجنة التي ضمت مسؤولي :شركة مياه الشرب والمنطقة الصناعية بكوم أبوراضي والوحدة المحلية ، وفي حضور النائب عبد الحكيم مسعود عضو مجلس النواب وعدد من أهالي تلك القرى ، وذلك للوقوف ميدانياً على المشكلة، ودراستها على أرض الواقع، بهدف وضع مقترح متكامل فنياً وعملياً لتوفير كافة متطلبات تحسين المنظومة

وأكمل البيان أنه تم الاتفاق على قرارات فضفاضة مثل ضرورة تكثيف أعمال التطهير اللازمة للمصرف و أعمال مكافحة الآفات بالرش المستمر للمصارف لضمان القضاء على مسببات الناموس و الحشرات و القضاء على المشكلة نهائياً ، بجانب قيام شركة المياه بأخذ عينات من مياه الشرب من منازل القرى المتضررة وتحليلها بصفة مستمرة للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية ،إلا أن البيان لم يحدد الاجراءات العملية للقضاء على مسببات الناموس والبعوض والقضاء على المشكلة كحل عاجل كما قال البيان ، مما أسفر عن استمرار معاناة الأهالي .

كما تضمن البيان ، أنه خلال الاجتماع تمت مناقشة المستجدات التنفيذية فيما يتعلق بتنفيذ محطة معالجة الصرف الصناعي التي ستنفذ من خلال هيئة التنمية الصناعية لضمان المعالجة المثلى والنهائية ،

وأكد البيان قيام المحافظ بإصدار توجيهات لجميع ممثلي الأطراف المعنية من شركة المياه و الوحدة المحلية و قطاع الصرف و ممثل هيئة التنمية الصناعية وممثلي القرى المتضررة بمتابعة تفعيل وتنفيذ الاجراءات اللازمة للبدء في تنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن دون وضع جدول زمني لتنفيذ المشروع ،مما أوجد حالة من السخط بين الأهالي التي لم تعلم متى سيتم إنتهاء معاناتهم .

كما تم الاتفاق على تنفيذ تكليفات المحافظ لشركة مياه الشرب والوحدة المحلية بدراسة المقترح المقدم من الأهالي بتعديل مسار خط الطرد الجديد ، وفي حالة استيفاء المقترح لجميع الاشتراطات الفنية المطلوبة وامكانية تنفيذه من كافة النواحي تحت اشراف الجهات المختصة وذات الصلة .

ناموس

بينما أفاد البيان فيما يتعلق بالحلول الجذرية للمشكلة ، أن رئيس شركة المياه " خلال تفقد اللجنة برئاسة السكرتير العام للمنطقة " أكد تدبير التمويل اللازم للبدء في إنشاء خط طرد جديد بقطر 600 مم لمحطة المعالجة لمواجهة ازدياد المياه المعالجة ، لاستيعاب كامل المياه المعالجة ، وهو ما يزيد من منسوب المياه المعالجة بالمصرف وإمكانية الاستفادة من هذه الكمية .

وانتهى البيان بأنه تم توجيه اللجنة الثلاثية" التي شكلها المحافظ للمرور على المصانع و تحديد المخالف منها لتوجيه هيئة التنمية الصناعية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإلزام هذه المصانع المخالفة باستخدام وحدات معالجة خاصة لضمان خروج السيب النهائي من المصانع مطابق للقرارات المنظمة من البيئة و الري ، وقيام اللجنة بتسليم أرض محطة معالجة المياه الصناعية بعيداً عن المصرف

كما تجاهلت المحافظة توفير قوافل طبية ، على أقل تقدير ، لمدة أسبوع لعلاج أهالي القرى المرضى أو حتى توصية المراكز الطبية بتلك القرى بمتابعة الحالات الصحية للمصابين وإرسال تقرير يومي عن مستوى الاصابة للأمراض المُعدية بينهم وسبل الحد منها وتوفير الأدوية اللازمة .على الجانب الأخر ، حاول الأهالي إغلاق نوافذهم ليلاً لتقليل أعداد الحشرات الطائرة ، وتغطية جميع أجسامهم بالأغطية بعد أن فشلت جميع أنواع مبيدات الحشرات وأجهزة الصواعق الحشرية في الحد من أعداد الحشرات كل ليلة وفشل سيارة رش المبيدات في حل الأزمة ، ولا يزال الأهالي تعاني والمحافظة تكتفي بالبيانات واللجان التي تتحرك ببطء .

اقرأ أيضا