كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن معنى اسم "الأحقاف" منوها أنه وادي ما بين أرض عمان وبين جنوب شرق الجزيرة العربية، وفي هذا المكان يسمونه الربع الخالي لأنه خلا من مظاهر الحياة وفيه كثبان من الرمال المتحركة.
قوم عاد من الأقوام السابقة مِن الذين دمرهم الله تعالى و أهلكهم بسبب كفرهم و تكذيبهم للرسل، وكان قوم عاد يعيشون في منطقة تسمى بـ«الأحقاف»، وهى منطقة تقع بين "اليمن و عُمان".
وقوم عاد أتوا بعد قوم سيدنا نوح -عليه السلام-، التي انتهت بغرق قوم سيدنا نوح، ونجاته هو ومن معه على السفينة من الغرق لأنهم صدّقوا الله و آمنوا به، وبعدما نجو من الغرق، آمن من عاش منهم، و عمّروا الأرض هم وذريتهم، وكانوا يعبدون الله تعالى لايشركون به شيئاً، وبعد مرور السنين على قوم سيدنا نوح، آتى قومُ عادٍ وعادوا للكفر ولعبادة الأصنام.
ويقال: بأنهم عبدوا ثلاثة أصنام: صداء، صمود، والهباء، فأرسل الله سيدنا هود -عليه السّلام- إليهم ليدعوهم لترك عبادة الأصنام، والإيمان بالله تعالى وحده لا شريك له، ولكنهم لم يستمعوا لكلام النبى هودٍ، بل احتقروا دعوته وما جاء به من الحق، و وصفوه -عليه السلام- بالسفه والكذب، و استمر يدعوهم لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، و يذكرهم بمصير الأقوام السابقة، ولكنهم لم يتأثروا بكلامه، وأصرّوا على كفرهم وطغيناهم، وانغمسوا في الشهوات، وتكبّروا في الأرض.
و كان قوم عاد معروفون بمهارتهم في بناء الأصرحة الضخمة و القصور الكبيرة، فما كان من الله إلا أن ينهي حياتهم الظالمة، و كفرهم في الأرض و عصيناهم لأوامره عز وجلّ ، فأرسل عليهم ريحاً عاصفةً محملةً بالأتربة و الغبار، ومنع عنهم نزول المطر وحبسه عنهم مدةً، وأصابهم فيها القحط والجفاف، و لما رأو السحب السوداء قادمة عليهم ظنوا خيراً وبأنها تحمل الأمطار لهم، ولم يظنوا بأنها بداية العذاب و نهاية حياتهم و كفرهم، قال تعالى : «فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ* تُدَمّرُ كُلَّ شَىْءٍ بِأَمْرِ رَبّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ»، سورة الأحقاف:آية 24،25.
فبعث الله عليهم ريحاً عاتيةً حملت كل شيء ، حملت حالهم و دوابهم و قذفت بهم إلى مكانٍ بعيدٍ ، فهرعوا لبيتوهم يختبؤون، ولكن هيهات النجاة بعد أن حلَّ عذاب الله، و ماتوا جميعاً كأنهم لم يحيوا أبداً و لم يعيشوا في الدنيا.
وقال علي جمعة، في لقائه على فضائية "صدى البلد"، أن الأحقاف جمع حقف، وهو التل من الرمال المتعرجة بحيث أن الإنسان لا يأمن على نفسه إذا ما سار فيها.