تنتهي نهاية الحلقة الثانية عشرة، من مسلسل الاختيار الجزء الثالث ظهر خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، وهو يتحدث عن دور الجماعة المؤثر على صناعة الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط عامة ومصر خاصة.
الشاطر أكد في الفيديو المسرب بنهاية الحلقة أن جماعة الإخوان نجحت في إيقاف دعوات عدد من الشباب للتظاهر على الحدود المصرية مع الجانب الإسرائيلي بل وتم إقناع خالد مشعل والذي كان يشغل حينها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بإصدار بيان يرفض فيه تلك الدعوات بما لها من تأثير سلبي على مسار الثورة المصرية بحسب الرؤية الإخوانية.
فعلى الرغم أن الفيديو لم يكشف عن الطرف الثاني الذي كان يتحدث إليه النائب الأول للمرشد العام للإخوان، فإنه يمكن للعارفين والباحثين أن الشاطر كان يتحدث مع السفير الأمريكي في القاهرة حينها أو أحد مسئولي الأمن بالسفارة الأمريكية وما أدل على ذلك ما أكد عليه الشاطر أن الإخوان يمثلون ضمانة لمصالح الطرف الذي يتحدث إليه ويمثلون ضمانة لأمن إسرائيل فتى أمريكا المدلل في الشرق الأوسط.
العلاقات الإخوانية الأمريكية التي طالما نفى الإخوان وقادتها وجودها بما يساعد الإخوان على الوصول للحكم في مصر بدأت تتكشف ملامحها في عام 2005 عندما قامت رئيسة مجلس النواب المنتمية للحزب الديمقراطي ننسي بيلوسي بزيارة القاهرة وعقدت سلسلة من اللقاءات مع عدد من قياديي الجماعة على رأسهم المرشد العام حينها مهدي عاكف إلى جانب عصام العريان وخيرت الشاطر للتأكد من النوايا الحقيقية للإخوان تجاه إسرائيل في حالة وصولهم للحكم في مصر.
اللقاءات التي عقدت في القاهرة بعلم الدولة المصرية تم الترتيب لها في الخارج بمعرفة القيادي الإخواني عصام الحداد والذي شغل في وقت لاحق منصب مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية على عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي.
الحداد الذي اصطلح على وصفه بوزير خارجية جماعة الإخوان والذي كان يقيم في تركيا كان مهندس العلاقات الأمريكية الإخوانية يعتبر واحدا من أهم رجال وأدوات خيرت الشاطر في الهيمنة على مفاصل جماعة الإخوان وتوجيه سياساتها تجاه القضايا الخارجية.
وبعد ثورة "25 يناير"، سرعان ما نقل الحداد إقامته إلى مصر بطلب من الشاطر وراح يعمل على توطيد علاقات الإخوان بالقوى الغربية ولاسيما الولايات المتحدة وخاصة عبر ترتيب سلسلة من اللقاءات بين الشاطر وسفراء الدول الغربية في مصر ولاسيما سفيرة الولايات المتحدة والتي كانت اجتماعات الشاطر بها تستمر لنحو 5 و6 ساعات متواصلة بمكتب الشاطر بمدينة نصر وكذلك بمقر السفارة الأمريكية بالقاهرة.
ومع اكتشاف عوار دستوري في قانون الانتخابات الذي أجريت بموجبه انتخابات مجلسي الشعب والشورى عقب ثورة "25 يناير، وإدراك الإخوان حقيقة أن ما حصلوا عليه من فوز في انتخابات البرلمان مهدد واحتمالية وصول رئيس قوي إلى سدة الحكم يؤثر على مشروعهم، شرع الحداد في سلسلة من المفاوضات المكوكية مع السفارات الغربية وخاصة سفارة واشنطن بمصر للتمهيد لقرار الشاطر بالدفع بمرشح إخواني لانتخابات الرئاسة.
اتصالات الحداد أفضت إلى ضرورة قيام الجماعة بتقديم سلسلة من التعهدات والالتزامات لضمان المصالح الأمريكية، في المنطقة وضمان أمن واستقرار دولة الاحتلال الإسرائيلي.
شروط الجانب الأمريكي، شرع الشاطر في مناقشتها بنفسه مع السفيرة الأمريكية بالقاهرة خلال عدة جلسات، تم خلالها تقديم الجماعة لكل ما تريده واشنطن من تنازلات في مقابل موافقة الولايات المتحدة على دعم الإخوان للوصول للحكم في مصر وكذلك في مختلف دول الربيع العربي.
بعد اعتماد الصفقة التي توصلت لها سفيرة واشنطن بمصر مع الإخوان من جانب إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، استمرت الاتصالات بين الجانبين وأثبت الإخوان للولايات المتحدة أنهم حليف يمكن الاعتماد عليه نظرا لاستعدادهم لتقديم كافة أشكال التنازلات بما يخدم المصالح الأمريكية وحلفائها حتى لو كان ذلك على حساب الأمن القومي للمنطقة بصفة عامة ولمصر بصفة خاصة.
وبعد وصول مرسي للحكم بدأت الولايات المتحدة تطالب الإخوان بتسديد الدين وكان الإخوان عند حسن ظن إدارة أوباما لما أبدوه من موافقة على مشروعين رئيسيين في منطقة الشرق الأوسط بما يُخدم على الرؤية الأمريكية للشرق الأوسط الجديد.
المشروع الأول تمثل في موافقة الإخوان على إنهاء قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على حساب مصر وذلك عبر المقترح الإسرائيلي بتبادل الأراضي ومنح الفلسطينيين جزءا من سيناء ليقيموا عليه وطنا قوميا للفلسطينيين.
المشروع الثاني تمثل في موافقة الإخوان على تدخل مصر عسكريا في سوريا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد مقابل تصعيد إخوان سوريا لسدة الحكم في دمشق على أن تلقي الولايات المتحدة بثقلها للوصول لاتفاقية سلام بين الجانبين السوري والإسرائيلي.
جماعة الإخوان شرعت ومنذ اليوم الأول في تنفيذ الشروط الأمريكية إلا أن تدخلات القوات المسلحة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي كان وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي، قائدا عاما للقوات المسلحة أجهضت المشروع مع تكشف ملامحه.
إجهاض المخطط الأمريكي تم عبر مراسيم القوات المسلحة برفض تمليك أراضي سيناء لغير المصريين واعتبار مزدوجي الجنسية في حكم الأجانب، هذا بالإضافة إلى إعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسي أن أرض سيناء التي تم تحريرها بالدم لن يسمح بالتنازل عنها بالمال.
المخطط الثاني الذي تم إجهاضه بمعرفة القوات المسلحة أيضا تم عندما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية احترامها لسيادة الدول ورفضها التدخل العسكري في الشئون الداخلية لأية دولة وأن الجيش المصري مهمته الدفاع عن الأمن القومي المصري.
بيان القوات المسلحة الذي صدر قبل ثورة "30 يونيو"، بأسابيع بل بأيام جاء بعد مؤتمر رئيس الجمهورية الإخواني محمد مرسي بالصالة المغطاة باستاد القاهرة وسط حشد من أنصاره، معلنا أن مصر جيشا وشعبا مع تحرير الشعب السوري من نظام بشار الأسد، قائلا: "، لبيك سوريا".
ومع اندلاع ثورة "30 يونيو"، سعت الولايات المتحدة بممارسة كافة أشكال الضغط على الجيش المصري للحيلولة دون مساندته لثورة الشعب المصري للحفاظ على حليفهم الأهم ممثلا في جماعة الإخوان، إلا أن القوات المسلحة المصرية رفضت الضغوط الأمريكية وأعلنت أنها ملك للشعب المصري.
نجاح ثورة "30 يونيو"، أسقط جماعة الإخوان ومشاريعها والتي كادت تنهي على المنطقة بشكل عام وعلى الدولة المصرية بشكل خاصة لحساب مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي وضعته الولايات المتحدة للهيمنة على المنطقة بما يخدم مصالحها.