شاركت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، مجمع الفلك لرعاية أبطال متلازمة داون من ذوى الاحتياجات الخاصة بقرية أكوة الحصة التابعة لمركز كفر الزيات محافظة الغربية، وذلك برفقة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، والأنبا بولا أسقف مطرانية طنطا وتوابعها، والدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية، وعدد من أعضاء مجلسي والنواب والشيوخ.
من جانبها، أعربت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة عن سعادتها بالمشاركة في افتتاح مجمع الفلك لرعاية أبطال متلازمة داون من ذوى الاحتياجات الخاصة في صحبة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قائلة إن إنشاء مجمع الفلك بهذه الإمكانيات يعد إنجاز غير مسبوق، لما يقدمه من تنمية جميع الحواس والعضلات والأعصاب لأبطال متلازمة داون.
وأضافت أن هذا المشروع يعكس اهتمام الدولة المصرية بمختلف أبنائها من ذوي القدرات والهمم الخارقة وهو امتداد لرؤية القيادة السياسية، و الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دائما على ضرورة تلبية كافة احتياجات ذوي الهمم، وتجسد ذلك في احتفالية "قادرون باختلاف"، ويعد هذا المشروع ترجمة حقيقية لكافة مفاهيم الجمهورية الجديدة.
وخلال تفقد أقسام مجمع الفلك، أشادت وزيرة الهجرة بالمستوى المتميز للمبنى الذي يهدف في المقام الأول لتقديم الرعاية المتكاملة لذوي الهمم من أبطال متلازمة داون، كونه أحد أهم المشروعات الخدمية المقدمة للأطفال من أبطال متلازمة داون ويعد نموذجا متكاملا في مصر والشرق الأوسط متخصص في تأهيل ودمج ذوي القدرات الذهنية الخاصة وتحديدا «أبطال متلازمة داون» في المجتمع وفق معايير علمية دقيقة.
ووجهت الوزيرة التحية إلى الأنبا بولا أسقف مطرانية طنطا، على مجهوداته المتواصلة حتى اكتمل حلم بناء مجمع الفلك، مشيرة للدور الوطني للكنسية المصرية الممتد للمساهمة في دعم جهود الدولة المصرية في مختلف المجالات، وكذلك تعاونهم مع وزارة الهجرة للحفاظ على الولاء والانتماء للوطن، في نفوس أبناء مصر بالخارج، وكذلك عدد من الأنشطة والجهود خاصة أثناء جائحة كورونا وملتقات الجيلين الثاني والثالث من أبناء المصريين بالخارج.
من جانبها، أبدت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، سعادتها بالمشاركة في افتتاح مجمع الفلك لرعاية أصحاب متلازمة داون بمحافظة الغربية، والذي يتواكب مع اليوم العالمي لمتلازمة داون، تفعيلاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2011 بإعلان يوم 21 مارس يوماً عالمياً لمتلازمة داون، حيث دعت جميع الدول الأعضاء ومؤسسات الأمم المتحدة المعنية والمنظمات الدولية الأخرى والمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، إلى الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون بطريقة مناسبة لتوعية الجمهور بمتلازمة داون.
ووجهت القباج تحية خاصة للقيادة السياسية وقالت: "لنا فيها قدوة في الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة والتعامل معهم بدون تمييز وترجم ذلك في دستور 2014 وكانت قضاياهم على رأس الأولويات"، مشيرة إلى أن مصر تشهد طفرة حقوقية، حيث تم إعداد قانون الأشخاص ذوي الاعاقة وأطلق عام ذوي الإعاقة والعديد من الإجراءات، وكلنا مسائلون أمام رئيس الجمهورية عن حقوق هذه الفئة.
وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أن الاستثمار في البشر دون تمييز أو تفرقة ضرورة، حيث لا يجوز ترك مواطنا خلف الركب ونحن نبني الوطن فهذه المرحلة تستنفر كل الطاقات لأننا نبني الوطن من جذوره، وبناء الوطن وحده لا يكفي، حيث يجب أن نهتم ببناء البشر ولابد أن نتكاتف ونمد أواصر التعاون الوثيق بين كافة الجهات، مشيرة إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي لديها 630 هيئة تأهيلية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتقدم العديد من الخدمات لذوي الإعاقة بالشراكة والتعاون مع المؤسسات الأهلية والدينية والجامعية، مؤكدة ضرورة الاهتمام بالأطفال منذ الطفولة المبكرة حيث يبدأ في هذا السن تشكيل اتجاهات الطفل .
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن "أطفال مجمع الفلك زرعوا البسمة والفرحة في حياتنا، وأحيي الفكرة وصاحب الفكرة والمستفيد منها هذه الفكرة المبدعة، نحن في وطننا وجمهوريتنا الجديدة نحتاج إلى الأفكار المدعة التي تثري الوطن وتعلي من شأنه"، مشيرا للدور الهام التي يقوم به مجمع الفلك تجاه المجتمع وتعد رمز لسفينة النجاة وكذلك رمز الخير، وأضاف: "إن الله وضع المحبة في قلوب البشر وهي السبب وراء إنجاز هذا الصرح الكبير الذي سيخدم أبناءنا من ذوي القدرات الخاصة، وأن الجميع مستفيد من هذا المكان ومنهم الأسر وكذلك القرية التي أنشأ فيها المشروع ويقدم عنوانا رائعا لمفهوم الخدمة السليمة".
من جانبه، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية: "أود أن أقدم كل آيات الحب للكنيسة المصرية وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني، وإنه لمن دواعي سروري أن أشارك في تدشين مجمع الفلك فهو عمل وطني خيري جليل يأتي اتساقا مع خطط الدولة المصرية التي تعمل على تقديم الدعم لمختلف الفئات"، مضيفا أن توجيهات الرئيس لتقديم الرعاية والاهتمام للفئات ذوي القدرات الخاصة، وأن تهتم المشروعات التكافلية بتحويل هذه الفئات إلى فئات قوية منتجة وداعمة الوطن، وهم اهل لذلك.
من ناحيته، قال الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية: "نحتفل اليوم بتدشين مشروع مجمع الفلك لرعاية أبطال متلازمة داون من ذوى الاحتياجات الخاصة، ذلك المشروع المتكامل ونشعر بالفخر الشديد لإنشاء المشروع على أرض محافظة الغربية، ونرى فيه صرحا عظيما يتحقق في ظل الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، في ضوء جهود الدولة المصرية لبناء الإنسان المصري، وقد نال أبناؤنا من ذوي القدرات الخاصة قسطا كبيرا من الاهتمام والدعم والعمل على دمجهم في المجتمع المصري باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع، وفي هذا الإطار قطعت محافظة الغربية شوطا كبيرا في محور بناء الإنسان من خلال عمليات تطوير مستمرة في كافة المجالات".
وفي نفس السياق، قال الأنبا بولا أسقف مطرانية طنطا، أن مجمع الفلك بني على مساحة 6300 متر حيث يقدم المشروع خدمة مجانية لجميع أبناء الوطن بلا تمييز، لأبطال متلازمة داون وتم إنشاءه بمواصفات عالمية على هيئة فلك نوح ويشمل المبنى الأول جميع التجهيزات التي تعمل على تنمية جميع الحواس والعضلات والأعصاب لأبطال متلازمة داون، بالإضافة إلى دورين للسكن على مستوى فندقي يشمل ثماني شقق إلي جانب مبنى ثاني جاري إنشاؤه على ثلاثة أدوار سكنية لإتاحة فرص عمل لأهل القرية بالإضافة لمشاركة المقيمين والمترددين من متلازمة داون بما يناسبهم من أعمال فضلا عن حدائق وملاعب مفتوحة، ويضم مبنيين الأول مساحته 1473 مترًا مربعًا، والثاني مساحته 1050 مترًا مربعًا، بخلاف المساحات الخضراء والصوبات الزراعية والملاعب المفتوحة للمستفيدين من خدمات المشروع.