يمر اليوم الثلاثاء، ذكرى ميلاد الفنانة شادية، التي قدمت العديد من الاعمال الفنية المهمة على مدار مشوارها الفني.
وقد قال عنها الأديب العالمي نجيب محفوظ، قبل أن تصبح بطلة مجموعة من أفلامه، إن شادية هي فتاة الأحلام لأى شاب، وهي نموذج للنجمة الدلوعة وخفيفة الظل، ولكنها ليست قريبة من بطلات أو شخصيات رواياته، وكانت المفاجأة له عندما قدمت دور "نور" فى فيلم “اللص والكلاب" للمخرج كمال الشيخ، والذي قدمت فيه دور فتاة الليل التي تساعد اللص الهارب سعيد مهران، وبعدها تغيرت فكرة نجيب محفوظ عنها، وتأكد من أنها ممثلة بارعة يمكن أن تمثل أى دور.
ثم وقفت "شادية"، لأول مرة على خشبة المسرح بمسرحية ريا وسكينة، مع سهير البابلي، وعبد المنعم مدبولي، وحسين كمال، لمدة 3 سنوات فى مصر والدول العربية، حيث إنها كانت التجربة الأولى والأخيرة فى تاريخ مشوارها الفني التي تمثل بها على خشبة المسرح، ولكن هذا لم يكن السبب الوحيد فى أن تكون تلك المسرحية فى غاية الأهمية، ولكن أيضا لأنها قدمتها بلون كوميدي أمام عمالقة المسرح، على الرغم من أنه من المعروف عنها أنها من النوع الخجول فى مواجهة الجمهور.
واستطاعت النجمة شادية أن تقدم 116 فيلما فى ذاكرة السينما المصرية، قبل أن ترحل عن عالمنا فى 28 نوفمبر 2017 بعمر الـ86 عاما، واختفت" شادية "، فى الشاشة الكبيرة فى منتصف الثمانينيات بعد فيلمها “لا تسألني من أنا”.
وعن مسرحية “ريا وسكينة” كان الممثلون يأخذون أجورهم فى المسرحية كل 15 يوما، وكان لكل ممثل ظرف خاص به، إلا شادية الأعلى أجرا كانت تأخذ 41 ظرفا، أحدها مملوء بالنقود، و40 ظرفا فارغا، حيث كانت تأخذ الظرف المملوء وتوزعه فى الـ40 الفارغة وتمر على عمال المسرحية والكومبارس وتعطي لكل واحد ظرفا، والملفت للأمر أنها لا تستدعيهم ولا ترسل إليهم أحد، ولكنها تذهب إليهم بنفسها.
وفي بداية الثمانينيات، علمت شادية أن الدكتور مصطفى محمود، يبني مركزا طبيا عند مسجده في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، فتبرعت بشقتها لبناء أول وحدة لاكتشاف مرض السرطان، وكانت قيمتها حينها حوالي 150 ألف جنيه، ما يعني أكثر من 10 ملايين جنيه حاليا، وسكنت مع والدتها فى شقة إيجار عند حديقة الحيوان بالجيزة.
أما عن قصة حب خفيفة الظل مليئة بالبهجة، رسمت الضحكة على وجوه المصريين، أفلام مميزة جمعت بين الكوميديا والرومانسية، لتجسد قصة حب شادية، وصلاح ذو الفقار التي كانت آخر زيجة لشادية وانتهت بالطلاق بعد سنوات من الحب والمعاناة أيضا.
بينما بدأت قصة حب شادية، وصلاح ذوو الفقار عام 1964 ، وتحديدا أثناء تمثيل فيلم أيام معدودة، حيث اجتمعا الثنائي في المزيد من الأفلام التي لاقت نجاحاً واسعاً بين الجماهير، وحينها اعجبت "شادية"، بشخصية صلاح ذو الفقار، وخفة ظله خاصة وأنه يتصف بالمرح، وتطورت علاقتهما بشكل كبير حتى أعلنا الزواج بعد أشهر قليلة .
وفي عام 1965 تزوجت شادية، وصلاح ذو الفقار، وقدما معاً فيلم" أغلى من حياتي" ، وهو أحد أهم الأفلام في مسيرة الثنائي، وبعدها كان ارتباط شادية، بصلاح ذو الفقار، بمثابة شهر عسل لمدة سبع سنوات أسفر عنه نجاح سينمائي غير عادي لهما كثنائي، حيث كان استقرارها العاطفي منعكس على فنّها بالنجاح والنضج والعطاء، وتشاركا معا أجمل أعمالهما.
خلال تمثيل فيلم كرامة زوجتي عام 1967، تعرض صلاح ذوو الفقار، لموقف صعب حينها كان متزوجاً من شادية، ومن المفترض أن يقدم مشهداً مع زوجته النجمة ، وهو يقوم بتطليقها ويقول لها كلمة "انتي طالق" لكنه كان متردداً من تمثيل المشهد خشية من أن يقع الطلاق بشكل واقعي ويحدث بينهما الطلاق.
بعد سنوات من الحب والفن معاً، بدأت المشاكل تطرق باب شادية، وصلاح ، وكان من أهمها مشكلة الحمل، حيث تعرضت شادية للإجهاض ولم يقدر لها أن تنجب من زوجها صلاح، وكان ذلك أحد أسباب طلاق شادية، وصلاح ذو الفقار، وبعدها لم تتزوج شادية مرة أخرى وتفرغت لحياتها الإجتماعية وعملها الفني حتى اعتزلت واختفت عن الأنظار لسنوات طويلة .