عمرو الكاشف يكتب: العالم الآخر ورحلة التحدى لروح الإنسان

الاحد 23 يناير 2022 | 12:12 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

"وَيَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ ۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا " - سورة الإسراء (85). فدائما ما أتدبر هذه الأية القرآنية الكريمة.. فلكل من فقد احباء له الحقيقة لم تفقده بشكل كامل .. فالسر الرباني الرهيب وهو الروح - فهناك الملائكة كائنات ربانية أخرى تعيش بيننا وهى مخلوقات من نور ، اما روح الانسان بعد الموت فمن رحلوا الصالح منهم ينعم , والمذنب يتمنى لو عاد للحياة يقضى وقته فى التسبيح والتقرب لله تبارك وتعالى .. الروح سر ربانى ،يوجد حجاب يغمى عين الانسان يمنعه من رؤية العالم السرى الاخر ..من الأرواح الأخرى والملائكة.. ولحظة وسكرة الموت رأى بعض من رحلوا بعض من أجواء العالم الأخر قبيل لحظات من رحيلهم.

الكون معجزة إلهية بدء من الشمس والقمر والأرض وباقى الكواكب .. من العجيب أن الله تبارك وتعالى عندما يحل يوم القيامة فسيحتاج متسع من الوقت ليحاسب مليارات البشر عبر كل الأزمنة.

وقال الله تبارك وتعالى {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [سورة المعارج: 4]، فسبحان الله اظهر جزء من الغيب في حساب البشر ومن مصيره الجنة بإذن الله أو النار لا قدر الله.

وفى كتاب العالم الجليل الرحل د.مصطفى محمود " لغز الموت "يرى أن الموت والحياة وجهان لعملة واحدة، فنحن نموت كل يوم؛ حيث تموت ملايين الخلايا داخل أجسامنا دون أن نشعر بها ويسمى ذلك بالموت الأصغر.

واسرد د.مصطفى محمود قائلا أجمل ما في الدنيا انها واضحه تغمرها الشمس كل شئ فيها يمكنك ان تراه وتسمعه وتزنه وتقيسه وتتذوقه وتحلله وتستنتجه كل ما يحدث فيها له سبب واذا عرفت سببه استطلعت بمقدار ما احداثه ،فكل شئ يجرى بنظام محكم من الاسباب والنتائج.

كما كان الفيلسوف اليونانى “سقراط” يرى أن الإنسان عندما يقترب من مفارقة الحياة يُلح عليه سؤال الآخرة، فيقول:” إننا نقترب من الحقيقة كلما أشرفنا على مفارقة الحياة..

ولكم بعض الآيات القرآنية التى تحدثت عن الأخرة وما بعد الموت "مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ "﴿١٥٢ آل عمران﴾ ،

"يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ" ﴿١٧٦ آل عمران﴾

"وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" ﴿٥ سورة المائدة﴾،

"ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" ﴿٣٣ المائدة﴾

"لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" ﴿٤١ المائدة﴾

"وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "﴿٣٢ الأنعام﴾

"وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ "﴿١٤٧ الأعراف﴾

مفاد ذلك التأكيد على العالم الأخر ما بعد الموت واختبار الله تبارك وتعالى لنا فى رحلة الدنيا المؤقتة التى سننتقل منها إن اجلا او عاجلا إلى عالم اخر مازالت الكثير من كواليسه غامضة علينا ادراكيا وحسيا...لابد أن نتسامح ونحسن الظن ببعضنا ولا نيأس ونعيش حياتنا بأجمل الطرق التقرب الايمانى ومتعة الحياة فى حدود ما شرعه الله تبارك وتعالى لنا.

بقلم عمرو الكاشف

مشهد مقطع فيديو من قناة كاتب المقال عبر اليوتيوب تأمل لعالم ما بعد الموت

https://youtu.be/U-UwCTGc170

اقرأ أيضا